“كارمن” في قصص الأوبرات
أوبرا كارمن التي ألّف موسيقاها الفرنسي جورج بيزيه عن كلمات هنري مايلهاك عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب بروسير مريميه، وعُرضت على مسرح كوميك في باريس عام 1875تعدّ من أشهر الأوبرات في العالم، كانت بداية مشروع جديد يقدمه الباحث وضاح رجب باشا في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- ضمن سلسلة قصص الأوبرات، موضحاً فنية الأوبرا التي تجمع بين الشعر والقصة والموسيقا والرقص ويشكّل الصوت البشري المحور الأساسي فيها، والتي بُنيت على الحب الجارف ومن ثم الغيرة المؤدية إلى القتل.
ومن خلال العرض المسرحي القديم لأوبرا كارمن –بالأبيض والأسود- الذي عُرض في مدينة نابولي اختار الباحث مقتطفات اعتمد فيها على تحليل الموسيقا والأصوات والرقصات من خلال قصة الأوبرا التي تدور حول الفتاة كارمن اللعوب المتمردة الخارجة عن الأخلاقيات والتي تبيح لنفسها أن تعيش بحرية مطلقة، فبدأ بالرقصة الأشهر” الهابينيرا” في المكان الأول حول مصنع التبغ بمشاركة كارمن والفتيات والجنود التي تتداخل فيها موسيقا الحرس العسكري بلحن سريع وحركات العسكر مع رقص الفتيات وإغواء كارمن، وتتابع الأصوات للفتيات بين الآلتو وميزو سوبرانو وسوبرانو.
ويقوم الحدث في أوبرا كارمن على خلفية ضربها بالسكين زميلة لها بالمصنع فيلقى القبض عليها من قبل دون جوزيه، فيقع بغرامها إثر إغوائه، فيهجر خطيبته ميكائيلا. وفي الفصل الثاني يمضي عقوبته بالسجن لإهماله في عمله ويلحق بكارمن إلى الجبل مكان المهربين ليعيش حياتها وينسى أنه رجل قانون، ومن ثم يساعد كارمن في عملية القرصنة إلى أن يحدث المنعطف الهام بأوبرا كارمن بظهور مصارع الثيران سكاميلو، فيتوقف الباحث باشا عند الرقصة الشهيرة توردياروس، فتقع كارمن بغرامه وتبدأ بالتهرب من دون جوزيه، وفي الفصل الثالث يحاول دون جوزيه استعطافها لتمضي الأحداث في الفصل الرابع إلى الحلبة والرقصة الغجرية الشهيرة بالاعتماد على الإيقاعيات وعلى مجموعة الكاستينيات وموسيقا الفلامنكو الإسبانية، ويتصاعد الحدث في المشهد الأخير فيصاب دون جوزيه بهستيريا تفقده صوابه وهو يحاول أن يمنع كارمن من الذهاب إلى سكاميلو فيصرخ بأداء أوبرالي قوي وحزين يعبّر عن الظلم والنكران والإقصاء ويغمد الخنجر بصدرها وتنتهي هذه الأوبرا التي حفلت بأشهر الرقصات مثل رقصة آراغونيس وأشهر الألحان بمأساة.
ملده شويكاني