100 طائرة مسيرة عبر تركيا لتنفيذ هجمات كيميائية انطلاقاً من إدلب
في دليل جديد على مواصلة النظام التركي دعم الإرهاب وفتح حدود بلاده لتمرير صفقات الأسلحة للمرتزقة في إطار محاولاته تقديمه جرعات “إنعاش” للتنظيمات التكفيرية، كشفت مصادر محلية في إدلب عن حصول تنظيم جبهة النصرة الإرهابي على 100 طائرة مسيرة معدلة “درون” بوساطة أحد التجار الأتراك بهدف تنفيذ هجمات إرهابية بالمواد الكيميائية على المدنيين ونقاط الجيش انطلاقاً من إدلب، في وقت أحبطت وحدة من قواتنا المسلحة محاولة مجموعة من إرهابيي النصرة التسلل والاعتداء على نقاط عسكرية عاملة في ناحية صوران بريف حماة الشمالي في خرق جديد لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب.
وفيما أعلنت لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في روسيا تلقيها أكثر من ألف طلب من نساء روسيات التحقن بأزواجهن الذين يقاتلون بصفوف إرهابيي داعش يطلبن فيها الرغبة بالعودة إلى وطنهن، أكدت الشرطة النرويجية مقتل 30 نرويجياً انضموا إلى “داعش” فيما لا يزال مصير 30 آخرين غامضاً.
وفي التفاصيل، نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصادر محلية إن الطائرات المسيرة نقلت من بلدة حارم بالقرب من الحدود التركية إلى أحد مقرات تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في بلدة معرة مصرين نحو /9/ كم شمال مدينة إدلب، واستلمها إرهابيون من الجنسيتين المغربية والليبية، وبيّنت أن الإرهابيين يعملون بإشراف خبير بريطاني لإجراء تعديلات على هياكلها لتصبح أخف وزناً وقادرة على حمل قذائف صغيرة مذخرة بالمواد الكيميائية السامة.
وكان تنظيم جبهة النصرة الإرهابي نقل في الـ 30 من شهر آب الماضي 200 طائرة مسيرة درون من منطقة سرمدا في ريف إدلب إلى مقر يتبع للتنظيم في حي المهندسين بمدينة إدلب، حيث عمل خبراء أتراك وشيشان على إدخال تعديلات فنية والكترونية عليها، وكانت دخلت إلى الأراضي السورية من تركيا.
وكشفت مصادر محلية وتقارير إعلامية في الـ 25 من الشهر الماضي أن تنظيم جبهة النصرة نقل ما يقارب50 صاروخاً، وجرى تعديلها من قبل خبراء فرنسيين في أحد مقرات التنظيم الإرهابي قرب سجن إدلب المركزي، وباتت تحمل رؤوساً مزودة بمادة الكلور، وتم توزيعها على المجموعات الإرهابية في ريفي إدلب وشمال حماة.
وكان التنظيم التكفيري أنشأ بالتعاون مع تنظيم “الخوذ البيضاء” الإرهابي خلال الأسابيع القليلة الماضية شبكة مستودعات صغيرة فيها مواد كيميائية في المنطقة “منزوعة السلاح” في إدلب وعلى أطرافها لافتعال استفزازات بالمواد الكيميائية السامة عند اشتعال أي جبهة في أرياف حلب وحماة وإدلب.
ميدانياً، رصدت وحدة من الجيش تحركات إرهابيين من تنظيم جبهة النصرة في محيط بلدة مورك بريف حماة قرب الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، وذلك بغية شن اعتداء على نقاط عسكرية متمركزة في تل بزام ومحيطه شمال بلدة صوران، حيث تم التعامل مع محاولة التسلل برمايات مدفعية أدت إلى إيقاع خسائر مؤكدة في صفوف الإرهابيين، ما أجبر من تبقى منهم على الفرار باتجاه بلدة مورك.
من جهة ثانية قالت المفوضة بلجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في روسيا تاتيانا موسكالكوفا خلال ندوة بعنوان “حقوق الإنسان”: في هذا الوقت لدي ما يزيد على ألف طلب من نسائنا اللواتي توجهن إلى أماكن تواجد الإرهابيين في سورية والعراق، مشيرة إلى أن أزواج هؤلاء النسوة كانوا أعضاء في تنظيم داعش، وتم القضاء عليهم، وأضافت: أكثر من ألف زوجة مع أطفالهن يتعرضن اليوم لأقسى المعاملات غير المفهومة، وحكم على الجزء الأكبر منهن بالسجن المؤبد أو الإقامة الجبرية أو أنهن يعتبرن زوجات للعموم يطلبن العودة إلى روسيا، وأشارت موسكالكوفا إلى أنه نظراً لاعتبار هؤلاء النسوة مشاركات في تنظيمات إرهابية فإن عودتهن إلى روسيا صعبة جداً لمخاوف من أن يشكلن تهديداً للمواطنين الآخرين.
وفي سياق متصل، قالت الشرطة النرويجية: إن ما يقارب 100 نرويجي غادروا بلادهم، وانضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي في سورية، وإن مصير 30 منهم ما زالوا متواجدين هناك يبدو غامضاً، وكشفت الشرطة عن عودة 40 من هؤلاء الإرهابيين إلى بلدهم، ويعيشون حالياً تحت المراقبة فيما وضع بعضهم في السجن، وانضمت النرويج إلى غيرها من الدول الأوروبية والأجنبية في تعزيز إجراءاتها الأمنية، وسن القوانين لحماية أراضيها، ودرء خطر مواطنيها الإرهابيين الذين صدرتهم إلى سورية، وقدمت لهم كل أشكال الدعم على مدى سنوات طويلة، ومنحتهم غطاءً سياسياً في المحافل الدولية.
سياسياً، جدد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف رفض موسكو وإدانتها لخطوات استهداف وانتهاك وحدة وسيادة الأراضي السورية عبر خلق كيانات غير شرعية عليها.
وأكد بيسكوف خلال لقائه مع طلبة معهد موسكو للعلاقات الدولية أن موسكو تدين الخطوات التي من شأنها أن تؤدي إلى إنشاء كيانات غير شرعية على أراضي سورية لأن ذلك سيزعزع استقرار المنطقة وأمنها وينتهك وحدة الاراضي السورية.
وبشأن اتفاق سوتشي حول محافظة إدلب انتقد بيسكوف استمرار اعتداءات الإرهابيين وانتهاكاتهم للاتفاق الذي تم التوصل إليه وقال: إن الأمور تسير بصعوبة أكبر مما كان متوقعاً، لافتاً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متفائل بالجهود لإنشاء منطقة منزوعة السلاح من التنظيمات الإرهابية في إدلب وهو ما تم التطرق إليه خلال لقائه مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان مؤخراً، مرجحاً أن ينفذ النظام التركي التزاماته بالكامل وبدقة.
إلى ذلك أكدت المحللة السياسية في صحيفة جمهورييت التركية مينا كريكانات أن صمود سورية وانتصارها على الإرهاب أنقذ المنطقة.
وفي حديث لقناة “تيل 1” أمس قالت كريكانات: إن صمود سورية أغضب رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وأفقده صوابه ما دفعه لعرقلة حل الأزمة فيها من خلال المناورة والمراوغة والاستمرار في دعم الإرهابيين على الرغم من اتفاق سوتشي حول إدلب، وأشارت إلى أن سياسات أردوغان هي جزء من مشروع ما يسمى “الشرق الأوسط الكبير” وما لحق به من مشاريع ومخططات امبريالية كـ “الربيع العربي” الذي هو مؤامرة امبريالية استعمارية رجعية استهدفت تدمير الأنظمة العلمانية الحضارية في المنطقة وإيصال المتطرفين إلى الحكم.
وفي بيروت، جدد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية التأكيد على وقوفه إلى جانب سورية في مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها ورفض الإجراءات الغربية القسرية الأحادية الجانب المفروضة عليها.
وأكد اللقاء خلال لقائه أمس سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم أن سورية انتصرت في مواجهتها للهجمة الإرهابية عليها بفضل تضحيات وبطولات الجيش العربي السوري، كما ستنتصر على الحصار المفروض عليها، وستعيد إعمار ما دمرته الحرب الإرهابية التي شنت عليها بدعم أمريكي إسرائيلي ومن بعض الدول الإقليمية.
وشدد محمود القماطي نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله في كلمة خلال اللقاء على العلاقة التاريخية المميزة بين سورية ولبنان، وقال: إن مصلحة لبنان الدولة والشعب هي في وجود أفضل العلاقات مع سورية في كل المجالات.
وقال السفير عبد الكريم في كلمة مماثلة: إن سورية هي بلد العرب والأحرار والشرفاء والمناضلين والمقاومين، مؤكداً أن سورية التي انتصرت في معركتها ضد الإرهاب ومموليه وداعميه ستنتصر أيضاً في معركة البناء والإعمار، مبيناً أن الإرهابيين الذي تسللوا إلى سورية بدعم دولي كانوا أداة وسلاحاً وقناة اتصال واستثمار للعدو الإسرائيلي والأمريكي ولكل أعداء سورية ومحور المقاومة، وشدد على أن سورية لم ولن تفرط بذرة من كرامتها وكرامة شعبها وأرضها وحقوقها، وستبقى صامدة حتى تحرير الأرض، واستعادة الحقوق، ودعم القضية الفلسطينية والمقاومة.
وأكد الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان الرفيق نعمان شلق أن سورية قدمت التضحيات الجسام في وجه الإرهاب والعدو الإسرائيلي، مبيناً أن سورية التي صنعت الانتصارات سابقاً واليوم أيضاً ستبقى منتصرة بفضل قيادتها الحكيمة وجيشها البطل.
ولفت ممثلو حركة أمل والتيار الوطني الحر والحزب الديمقراطي اللبناني إلى أن سورية هي رأس الحربة في مواجهة أعداء الأمة، مؤكدين أن تعرضها للهجمة الإرهابية الشرسة ناجم عن موقفها الداعم للمقاومة والقضية الفلسطينية ووقوفها بوجه المخططات المعادية.