أنس طيارة..بين نجومية اليوم والغد
الفنان الشاب أنس طيارة من أولئك الفنانين الذين يُبشرون بلمعان نجم في عالم التمثيل المحلي والعربي،نجم من الطراز الرفيع في عالم الدراما عموما –التلفزيونية خصوصا- فهو ممثل متمكن من أدواته الفنية وقادر على التقاط مفاتيح الشخصية الأكثر التصاقا بها، وله لمسته الخاصة التي يضيفها عليها، بعد أن يدرسها ويدرس ظروفها من مختلف النواحي، لذا غالبا ما يجيء أداءه في معظم الأعمال الدرامية، أداء مميزا وحاضرا بقوة، بغض النظر عن حجم الدور الذي يؤديه، ورغم مسيرته الفنية القصيرة نسبيا، إلا أنه استطاع أن يلفت انتباه أهم المخرجين ويعمل في العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية المهمة، طارحا نفسه وبقوة على الخارطة الدرامية، واحدا من أهم الممثلين السوريين الشباب، الذين كانت بدايتهم مرتبطة بأصعب ظروف تمر بها البلاد، لكن هذا ليس بالعذر لمن لديه شيء مميز وحقيقي يريد تقديمه، وهذا ما كان مع “أنس”، عندما اشتغل على موهبته العالية-الأساس في التمثيل-، في دراسته في الأكاديمية السورية للفنون المسرحية، وهذا ما جعل منه واحدا من الفنانين القلة، القادرين على تقديم أي دور، مهما كانت مواصفاته، وأي كانت حكايته، فهو يقبض على أدواته ويشتغل عليها بشكل هادئ ودون ضجيج، لتخبر بنفسها عن نفسها.
واحدة من اللفتات الذكية في أداء “طيارة” إذ يدرك أهمية أن لا يشعر الجمهور بكونه يُمثل، لذا فإنه يحيا الدور كما لو أنه في بيئته الطبيعية، وبين ناسه، في البيت والغرفة والجامعة، إنه قادر على التنويع في الأسلوب الذي يقدم فيه الشخصية، ولم يضع نفسه منذ البداية في خانة محددة من خانات التمثيل، فهو مميز في التراجيديا، كما هو بارع في الكوميديا، وسواء كان شابا منتحرا من الحب “في ظروف غامضة”-فادي قوشقجي-المثنى صبح- أو شابا هاربا مع حبيبته من جحيم الحرب “الواق واق”-ممدوح حمادة الليث حجو-، فهو ممثل قادر على إعطاء الدور الزخم الحركي والفعلي الذي يجعل الشخصية تنبض بالحياة، حتى ليكاد المشاهد أن لا يرى في الشخصية التي يقدمها “طيارة” أي نفور بين الشكل والمخبر، بل إنه سرعان ما يجده الشخص المناسب، وتعتاده عينه، وهذا عائد لقدرة “أنس” على إعطاء كل شخصية حقها، ليس ابتداء بانفعالاتها الداخلية وكيفية تصديرها للمتفرج ولا انتهاء عند شكلها الخارجي.
يُقال: “أن الممثل الجيد هو من يتقن دوره، أما الممثل العظيم هو من يستطيع أن يحمل فيلما كاملاً على عاتقه”، والفنان الشاب “أنس طيارة” في طريقه لهذا.
تمّام علي بركات