بوتين: بوروشينكو يتفنّن في افتعال الأزمات
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه لا يستجيب لمحاولات رئيس أوكرانيا، بيترو بوروشينكو، للتحدّث معه عبر الهاتف، لأنه لا يريد المشاركة في حملته الانتخابية.
وقال بوتين للصحفيين خلال إجابته على طلبهم التعليق بشأن عدم ردّه على اتصال هاتفي من بوروشينكو: “الأمر ليس أني أتجنّب ولا أريد التحدث مع بيترو، الأمر ليس كذلك. وإنما يكمن الأمر في أني لا أريد المشاركة في حملته الانتخابية. إنها خدعة، وأنا لا أرغب بالمشاركة في هذا الخداع”، وأضاف: إن بوروشينكو يتفنّن في خلق الأزمات والاستفزازات وتحميل روسيا مسؤولية ذلك، ثم بعد ذلك “إظهار أنه قادر على حل المشكلات”.
من جانبه، دعا مجلس الاتحاد الفيدرالي الروسي برلمانات الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وفي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إلى إدانة الانتهاكات والاستفزازات التي قامت بها أوكرانيا مؤخراً في مضيق كيرتش في بحر آزوف.
وقال المجلس في بيان: “إن مجلس اتحاد الجمعية الفيدرالية الروسية يدعو برلمانات الدول الأجنبية التي هي أعضاء دائمون في مجلس الأمن الدولي وأعضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إلى إدانة الخطوة غير الشرعية التي اتخذتها أوكرانيا في الـ25 من تشرين الثاني الماضي في مضيق كيرتش وكذلك قرارات السلطات الأوكرانية في هذا الخصوص”.
وأشار البيان إلى أن هذه الخطوة كانت مقصودة وتم توقيتها مع بداية اجتماع مجموعة العشرين ونفّذتها القيادة الأوكرانية بهدف مفاقمة العلاقات الأوكرانية الروسية.
وكانت ثلاث سفن أوكرانية انتهكت بشكل غير قانوني المياه الإقليمية الروسية عند مضيق كيرتش في بحر آزوف في الـ25 من تشرين الثاني الماضي وردّت البحرية الروسية على هذا العمل الاستفزازي باحتجاز السفن الثلاث التي كانت تحمل على متنها 24 عسكرياً أوكرانياً.
بالتوازي، أعلن الرئيس الروسي أن بلاده لا ترغب في نسف معاهدة اتفاقية الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، مضيفاً: إن موسكو ستردّ بالشكل المناسب في حال انسحبت الولايات المتحدة منها، وقال، تعليقاً على تصريح وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بشأن عزم واشنطن الانسحاب من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى: “تصريحات السيد بومبيو جاءت متأخرة إلى حدّ ما، في البداية أعلن الجانب الأمريكي أنه يعتزم الانسحاب من المعاهدة.. ومن ثم بدأ بالبحث عن ذرائع، لأن عليهم القيام بذلك”، موضحاً أن حجتهم هي “قيام موسكو بانتهاك أمر ما، لكنهم كالعادة لم يقدّموا أي أدلة”.
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده تعارض إلغاء معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، مشيراً إلى أنها ستردّ بالشكل المناسب في حال انسحبت الولايات المتحدة منها، وأضاف: “القرار اتّخذ منذ وقت، وتكتّموا عليه، متوهّمين أننا لن نلاحظ ذلك، إلا أن ميزانية البنتاغون تشمل تطوير هذه الصواريخ، ولم يعلنوا عن قرار انسحابهم إلا بعد ذلك”.
وقد أعلن بومبيو أمس الأول أن الولايات المتحدة ستعلق التزاماتها بموجب معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة والقصيرة المدى في غضون 60 يوماً “إن لم تلتزم موسكو بمسؤولياتها”.
إلى ذلك، حذّرت الأركان الروسية من أن أي دولة تنشر في أراضيها صواريخ أمريكية متوسطة وقصيرة المدى ستصبح هدفاً محتملاً للضربات الروسية في حال انهيار المعاهدة، وأكد رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، أن خطط واشنطن للانسحاب من معاهدة إزالة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، خطوة لن تبقى دون ردّ.
وقال غيراسيموف في اجتماع ضمّ الملحقين العسكريين الأجانب في موسكو أمس: “نعتبر ذلك خطوة خطيرة إلى حدّ كبير من شأنها أن تؤثر بشكل سلبي ليس في الأمن الأوروبي فحسب، بل في الأمن الاستراتيجي بشكل عام.. الوضع في مجال الحدّ من التسلّح تعقّد بشكل كبير”.