الفلسطينيون في ذكرى “وعد ترامب”: القدس عاصمتنا الأبدية
في مثل هذا اليوم من العام الماضي، وفي خطوة تمثّل استخفافاً بالقانون الدولي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره المشؤوم اعتبار القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وقرّر نقل سفارة بلاده إليها، ضمن مخططه لتصفية القضية الفلسطينية، في سياق تطبيق ما تسمى “صفقة القرن”، التي يموّلها النظام السعودي ومشيخات الخليج.
ويؤكّد الشعب الفلسطيني يومياً أنه سيواصل الصمود والتشبث بأرضه والنضال من أجل حقوقه المشروعة، مشدّداً على أنه إذا مر وعد بلفور المشؤوم فإن صفقة القرن لن تمر، فالقدس المحتلة وجميع حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق العودة، ليست قابلة للبيع أو المساومة وسينتصر الحق الفلسطيني لأنه لا توجد قوة في العالم تستطيع شطب هذه الحقوق.
أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أشار إلى أن هذا القرار المشؤوم لم يغيّر من واقع مدينة القدس باعتبارها مدينة محتلة، حيث إن واشنطن كانت تحاول عبر هذه الخطوة دفع عدد من الدول إلى نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة عبر ممارسة مختلف الضغوط عليها لكنها فشلت في ذلك، وأعلنت دولتان فقط من أصل 193 دولة هما غواتيمالا وباراغواي نقل سفارتيهما إلى القدس، وأكد أن إدارة ترامب فشلت وباتت واشنطن معزولة بسبب سياستها تجاه المنطقة بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني أفشل القرارات الأمريكية والإسرائيلية طيلة هذا العام، وسيسقط “صفقة القرن”، وهذا كله بفضل تضحيات الشعب الفلسطيني الذي يرفض سياسة الاملاءات وشطب حقه في العودة وإقامة دولته المستقلة.
وأوضح البرغوثي أن ترامب فشل أيضاً في تصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فرغم قراره وقف مساهمة بلاده المالية في الوكالة إلا أن الأونروا تجاوزت الأزمة المالية بفضل دعم دول العالم لها، في إشارة إلى رفضها مخططات واشنطن والاحتلال لتصفية الأونروا.
عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عصام أبو دقة أكد أن الصمود الفلسطيني والانتفاضة العارمة التي انطلقت في الأراضي الفلسطينية المحتلة عقب القرار الأمريكي المشؤوم أفشلت مخطط واشنطن لتصفية قضيته فالشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه المشروعة ولن يفرط بها، وأشار إلى أن واشنطن مارست كل الضغوط على دول العالم من أجل أن تحذو حذوها في تصفية القضية الفلسطينية وعلى رأسها القدس وحق العودة إلا أنها فشلت، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني سيواصل انتفاضته وصموده وثباته بتمسكه بحقوقه وسيهزم القرارات الأمريكية المعادية له والداعمة للاحتلال.
من جانبه بين عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني طلعت الصفدي أن الدبلوماسية الفلسطينية نجحت في فضح الموقف الأمريكي الذي يمثل انتهاكاً لكل الأعراف والقوانين الدولية ويعد تعدياً سافراً على حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن تضحيات الشعب الفلسطيني وصموده مثّلت صفعة للاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية، وأشار إلى أن التصويت الذي جرى في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح الحقوق الفلسطينية مثّل انتكاسة للموقف الأمريكي، الذي بات معزولاً، وخاصة أن كل أعضاء مجلس الأمن صوّتوا لجانب المشروع الفلسطيني الذي يتعلق بالقدس باعتبارها أرضاً محتلة، باستثناء واشنطن التي تستخدم على الدوام “الفيتو” لإجهاض أي مشروع قرار يدين الاحتلال ومارست الابتزاز ضد الدول التي صوتت في الأمم المتحدة إلى جانب الحقوق الفلسطينية.
وفي بيروت، أكدت لجنة دعم المقاومة في فلسطين أن ما تسمى “صفقة القرن” تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإسقاط الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، واستنكرت الممارسات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل على مرأى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكل أشكال التطبيع مع العدو الاسرائيلي وهرولة بعض الأنظمة “لزيارة كيانه الغاصب أو استقبال قادته في الوقت الذي يلوذ بعضهم بالصمت عن جرائم هذا الكيان والاعتداءات التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني الأعزل وزج المئات من الأبرياء في السجون والمعتقلات”، وأشارت إلى أن الاحتلال الاسرائيلي ومعه الولايات المتحدة “حطّما كل الأعراف الدولية والقيم الإنسانية بزج الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني داخل الزنزانات واستهداف رموز المقاومة وقادتها في فلسطين ولبنان وغيرهما من الدول الرافضة للاحتلال وفرض حظر عليهم إضافة إلى فرض الاعتقال الإداري الذي لا تقره دولة أو جهة إنسانية”.
يأتي ذلك فيما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة جالود جنوب نابلس بالضفة الغربية وقامت بعمليات تجريف للأراضي تمهيداً لإقامة وحدات استيطانية جديدة فيها، وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس: “إن قوات الاحتلال برفقة عدد من الجرافات اقتحمت البلدة وجرفت أراضي واسعة فيها لإقامة وحدات استيطانية جديدة”.
كما أصيب أربعة فلسطينيين بجروح برصاص قوات الاحتلال، التي اقتحمت مخيم جنين شمال الضفة الغربية، وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم وداهمت عدداً من منازل الفلسطينيين وأطلقت الرصاص الحي ما أدى إلى إصابة أربعة فلسطينيين بجروح نقلوا على أثرها إلى مستشفى خليل سليمان.
كما اعتقلت قوات الاحتلال 14 فلسطينياً في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، وذكرت وكالة (معا) أن قوات الاحتلال اقتحمت مدن الخليل وحلحول وجنين ورام الله ومخيم العروب بالضفة الغربية وداهمت منازل الفلسطينيين واعتقلت 14 فلسطينياً.