مهندسو طرطوس.. رؤى شاملــة لإعــادة الإعمـــــار
أهمية مشاركة محافظة طرطوس في إعادة الإعمار لا تقل عن سواها من المحافظات الأخرى، وهنا نبيّن أن عدم تعرّضها للتخريب في بناها التحتية ومبانيها يحمّلها دوراً أكبر في هذا المجال من حيث سلامة وديمومة المكاتب الهندسية والفنية الخبيرة واللازمة لتقديم المخططات والرؤى المستقبلية، وإيجاد الحلول المناسبة لما هو مدمر، وكيفية معالجته، ولما سيكون بالشكل الأفضل والأسمى، هذا ما تحدث به المهندس حكمت إسماعيل، نقيب المهندسين بطرطوس.
رؤى شاملة
إن مقومات إعادة الإعمار، حسب المهندس إسماعيل، تكمن في تقييم واقعي وسليم وشفاف لوضع كل الجغرافيا السورية، والدراسة الدقيقة اقتصادياً، واجتماعياً، ومالياً، ومستقبلياً لهذا الواقع لكل حل مقترح، والعمل للاستفادة المثلى والممكنة مما هو مدمر، تدوير المخلفات، في إعادة الإعمار، وأن تكون إعادة الإعمار وفق رؤى شاملة ذات ديمومة مستقبلية، واستثمارية، واجتماعية، وجمالية لمستقبل لا يقل عن خمسين عاماً، إضافة إلى لحظ كل المتطلبات اللازمة من مطارات، وطرق عامة عريضة، ودور ثقافية، وملاعب، وحدائق، ومبرات تعزية، وأماكن ترفيهية، ومولات تجارية، والعمل لإعداد الكوادر اللازمة من مختلف القطاعات، دراسة وتنفيذ وإشراف وثقافة واجتماع تعاون وتفهم المطلوب.
يداً بيد
وأردف إسماعيل: إن مهندسي طرطوس سيعملون يداً بيد مع باقي الزملاء المهندسين في الجمهورية العربية السورية مثلهم مثل غيرهم وفق أسس تم طرحها في المؤتمرات العامة للمهندسين، وبرعاية نقابة المهندسين السوريين بدمشق، وبالتعاون مع كافة الجهات والوزارات والشركات، مشيراً إلى أن بداية إعادة الإعمار موجودة أساساً بوجود عدد كبير من المهندسين ذوي الكفاءة في فرع طرطوس، ومن مختلف الاختصاصات، ويتم العمل لهذه الغاية بتشجيع الزملاء لافتتاح مكاتب وشركات هندسية استشارية تمكنهم وتسهل عليهم المشاركة في أعمال إعادة الإعمار هذه وفق القرار 84، وحالياً يوجد في طرطوس بحدود 12 مكتباً هندسياً استشارياً.
دور محوري
وبيّن نقيب المهندسين أن ما يحدد الكادر الذي سيشارك في المرحلة المقبلة هو الكفاءة والتميز والفكرة والإبداع، موضحاً أن دور النقابة دور محوري وأساسي، فنقابة المهندسين السوريين هي التنظيم المهني الناظم والمحافظ على حقوق الزملاء المسجلين لديها، وهي المطالبة بتأمين فرص العمل، وبضرورة المشاركة الفعالة للمهندسين في إعادة الإعمار مع الشركات الوطنية أو الخارجية وفق أسس تشريعية، وبما يحقق الهدف الوطني المنشود، ولم تحدد المحافظات التي سيشارك مهندسو طرطوس في إعادة إعمارها، حيث إن نقابة المهندسين السوريين توجد نوعاً من التآلف مستقبلاً بين المكاتب والشركات الاستثمارية الوطنية أو الخارجية على كامل ساحة الوطن وفق الأنظمة والقرارات ذات الصلة.
إعادة الوجه الحضاري
بدوره أكد المهندس محمد يوسف، مدير فرع الشركة العامة للمواصلات الطرقية بطرطوس، أن مرحلة إعادة الإعمار من أولى الأولويات، وهذا يتطلب بالضرورة، وفق المهندس يوسف، ترتيباً للأولويات، بدءاً بإعادة الخدمات الأساسية إلى المناطق التي عانت من الإرهاب، وإعادة تأهيل البنى التحتية التي استهدفت من قبل المجموعات المسلحة، وخصوصاً المدارس، والمشافي، والطرق التي تعتبر شرايين وصل بين كافة مناطق البلاد، وهذا ما بدأت به فعلاً الحكومة السورية بتوجيه من سيد الوطن في إعادة إعمار المناطق التي حررها الجيش السوري، بتخصيص المزيد من الأموال عبر ترميم وبناء البنى التحتية تمهيداً لعودة الحياة الطبيعية إلى كافة أنحاء البلاد، لافتاً إلى أن وزارة النقل كانت السباقة في العمل لإعادة صيانة كافة الطرق التي لامستها يد الإرهاب فور تسليمها من قبل الجيش العربي السوري، وهذا ما كان في كل البنى التابعة لوزارة النقل لإعادة التأهيل، وعودة سبل التواصل النقلي بين المحافظات فور تحريرها من قبل جيشنا العظيم.
اللبنة الأولى
لا يكبر الوطن إلا بأبنائه الميامين الذين يأخذون دورهم بالتوازي مع انتصارات جيشنا الباسل، والإعمار هو استثمار، والاستثمار هو بكسب كل سوري غيور يريد النهوض بهذا البلد، ويبقى المهندسون اللبنة الأولى في بناء سورية الغد، ويعوّل عليهم الكثير بعد الحرب والدمار.
دارين حسن