دفعات جديدة من المهجّرين تعود من لبنان الجيش يؤمّن خروج مئات المدنيين عبر ممري الصالحية بدير الزور وأبو الضهور بإدلب
بالرغم من أساليب الترهيب، التي تمارسها القوى والجهات المشبوهة التي تتاجر بآلام المهجّرين، عاد مئات المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، من مناطق انتشار التنظيمات الإرهابية، عبر ممري الصالحية بدير الزور وأبو الضهور بريف إدلب، إلى مناطقهم، فيما عاد عبر معابر الدبوسية والزمراني وجديدة يابوس مئات المهجرين السوريين إلى قراهم وبلداتهم التي حرّرها الجيش العربي السوري من الإرهاب.
بالتوازي، عثرت الجهات المختصة على أسلحة وأدوية إسرائيلية وأمريكية الصنع خلال استكمال تمشيطها المناطق المحرّرة من الإرهاب في ريفي دمشق الجنوبي الغربي والقنيطرة الشمالي، فيما اعترف وزير الداخلية الأردني، أمام مجلس النواب، بتهريب أفراد مجموعات إرهابية من سورية عبر الأراضي الأردنية وإنقاذهم من الهلاك المحتّم ونقلهم عبر الأراضي المحتلة.
وفي التفاصيل، دخلت حافلات وشاحنات سورية من معابر الدبوسية والزمراني وجديدة يابوس الحدودية قادمة من الأراضي اللبنانية وعلى متنها مئات المواطنين السوريين الذين هجّرتهم التنظيمات الإرهابية من منازلهم في أوقات سابقة من أرياف حمص ودمشق وحماة، وقامت كوادر وفرق طبية تابعة لوزارة الصحة ومديرياتها في المحافظات بتقديم الخدمات الصحية اللازمة للمهجّرين العائدين، ولا سيما لقاحات شلل الأطفال واللقاحات المتوجبة وفق أعمار الأطفال.
وعبّر عدد من المهجرين العائدين عن فرحتهم بالوصول إلى وطن المحبة والأمان سورية الغالية على قلوبهم، موجّهين الشكر للجهات المعنية في لبنان وسورية، التي سهرت على أمنهم وسلامتهم وسهّلت عودتهم ومصطحبين معهم جميع أمتعتهم وأغراضهم من مستلزمات إقامة وأدوات كهربائية مختلفة كانوا اشتروها من لبنان سابقاً.
ونقل مراسلو سانا عن عدد من الشباب ممن هم في سن التكليف بخدمة العلم قولهم: إنهم عادوا إلى الوطن بعد سنوات غربة وتهجير قاسية جداً، وهم اليوم في مرحلة عمرية تؤهلهم للانخراط في صفوف الجيش العربي السوري، الذي “يعود له الفضل الأول في عودتنا اليوم إلى قرانا ومناطقنا”، داعين جميع الشباب للعودة سريعاً إلى الوطن للدفاع عنه وكسب شرف الانتساب إلى الجيش للمساهمة في استكمال عمليات تطهيره من الارهاب.
وعادت في الـ 15 من الشهر الماضي دفعات جديدة من المهجرين السوريين القادمين من لبنان عبر المعابر ذاتها، وتمّ نقلهم إلى منازلهم في القرى والبلدات التي حرّرها الجيش العربي السوري من الارهاب.
إلى ذلك، أكد سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم أن سورية وفّرت جميع التسهيلات والامكانيات التي تتيح عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم.
وقال، خلال لقائه في مقر السفارة السورية ببيروت أعضاء اللجنة المركزية في التيار الوطني الحر في لبنان التي تعنى بعودة المهجرين السوريين من لبنان، “إن سورية باتت آمنة بعد تحرير معظم الأراضي والمدن والقرى من الإرهابيين”، مؤكداً أن سورية حريصة على عودة جميع أبنائها إليها للمشاركة في إعادة البناء والإعمار، وأشار إلى أن الإرهاب الذي عانت منه سورية هو نفسه الذي ضرب لبنان والعديد من الدول الاوروبية، مؤكداً أن من مصلحة سورية ولبنان عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم، وأن العودة المتزايدة للمهجّرين السوريين مرشحة لأن تكون كبيرة جداً.. والتعاون مع الدولة اللبنانية تفرضه مصلحة البلدين للتكامل.
من جانبها، أكدت رابطة العمال العرب السوريين في لبنان أن تواصل عودة المهجرين السوريين بفعل الإرهاب إلى وطنهم أحبط مخططات القوى والجهات المشبوهة التي حاولت أن تتاجر بآلامهم وتستغلها سياسياً، وقالت في بيان: “بالرغم من أساليب الترهيب التي تمارسها القوى والجهات المشبوهة التي تتاجر بآلام المهجّرين ومعاناتهم يتوافد الآلاف منهم لتسجيل أسمائهم لدى مراكز الأمن العام اللبناني لأجل إنجاز التسويات المطلوبة للعودة الآمنة والطوعية”، داعية إلى تقديم المزيد من التسهيلات لعودة المهجرين، وقطع الطريق على الأصوات الحاقدة، التي تشكّك في نواياهم وتواصل المتاجرة بآلامهم.
بالتوازي، تمّ في الـ 30 من الشهر الماضي إخراج مئات المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، من ممر الصالحية بمحافظة دير الزور مع سياراتهم وممتلكاتهم الشخصية وتقديم الرعاية الطبية للعشرات منهم، وذلك بالتنسيق بين الجيش العربي السوري ومركز التنسيق الروسي، فيما تمّ في اليوم ذاته أيضاً إخراج مئات المدنيين معظمهم من النساء والأطفال عبر ممر أبو الضهور الإنساني من منطقة تخفيف التوتر بمحافظة إدلب مع سياراتهم وممتلكاتهم الشخصية وماشيتهم وتقديم المساعدة لهم.
وكانت الجهات المعنية قامت باستقبال المهجرين العائدين وتقديم التسهيلات اللازمة لهم والمساعدات الغذائية والطبية لهم قبيل نقلهم إلى قراهم وبلداتهم.
ميدانياً، عثرت الجهات المختصة على أسلحة وأدوية إسرائيلية وأمريكية الصنع خلال استكمال تمشيطها المناطق المحرّرة من الإرهاب في ريفي دمشق الجنوبي الغربي والقنيطرة الشمالي، وذكر مراسل سانا أن الأسلحة تضمنت صواريخ “29 ن” و”ب 9″ وصواريخ متنوّعة مضادة للدروع ورشاشات متوسطة 23 و14 مم وأجهزة اتصال وآليات مسروقة إضافة إلى أدوية وعتاد واجهزة طبية وأغذية إسرائيلية وأمريكية وبريطانية، ولفت إلى أن الجهات المختصة تواصل عملها في تمشيط جميع المناطق المحررة من الإرهاب في ريفي دمشق والقنيطرة لتأمين عودة الأهالي المهجرين بشكل أمن لممارسة حياتهم الطبيعية.
يأتي ذلك فيما أكد وزير الداخلية الأردني تهريب أفراد مجموعات إرهابية من سورية عبر الأراضي الأردنية وإنقاذهم من الهلاك المحتم ونقلهم عبر الأراضي المحتلة.
وزير الداخلية الأردني سمير مبيضين أدلى بتصريحاته هذه رداً على سؤال للنائب طارق خوري، حيث قال: “تمّ في تموز الماضي إجلاء 429 من عناصر “الخوذ البيضاء” وعائلاتهم عن طريق جسر الشيخ حسين مع الأراضي المحتلة بالتنسيق مع كيان الاحتلال الإسرائيلي”، وأوضح أنه تمّ تجهيز منطقة خاصة بإرهابيي “الخوذ البيضاء” وعائلاتهم في مخيم الأزرق مزوّدة بكل الخدمات المعيشية وتحت إشراف الأجهزة المعنية في المملكة إضافة إلى مفوضية شؤون اللاجئين، مؤكداً “توطين 377 منهم في دول الاتحاد الأوروبي، وأن العمل جار لإعادة توطين ما تبقى منهم قريباً”.
وكشفت العديد من الوثائق التي عثر عليها الجيش العربي السوري في المناطق التي حرّرها من الإرهاب حيث تعمل منظمة “الخوذ البيضاء” ارتباطها العضوي بالتنظيمات الإرهابية ودعمها لها، وخصوصاً “جبهة النصرة”.
سياسياً، أدانت كتلة الوفاء للمقاومة البرلمانية اللبنانية الدور التعطيلي والسلبي الذي تلتزمه الإدارة الأميركية ضد مكافحة الإرهابيين وبؤرهم في سورية، وندّدت في بيان بـ “النهج المعرقل الذي تتبعه الإدارة الأمريكية لعرقلة خطوات الحل السياسي وضمان الاستقرار في سورية، وإعطاء الإرهابيين فرص حماية ودعم لإنعاش دورهم التخريبي الإرهابي في بقية المناطق التي لا يزالون يلوذون بها بتواطؤ وإسناد من القوات الأميركية الموجودة على الأرض السورية”.
وفي براغ، جدد عضو اللجنة الخارجية في التجمع النقابي لتشيكيا ومورافيا وسيلزكو مارتين بيتش وقوف التجمع إلى جانب سورية في حربها على الإرهاب، وأكد رفض التجمع بشكل حازم الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، مشدداً على أن هذه الإجراءات لا أخلاقية وليس لها أي مبررات واقعية.. وحان الوقت لإنهائها، وبين أن استمرار هذه الإجراءات من قبل دول الاتحاد الأوروبي يجعلها شريكة في ممارسة القتل والتسبب بمعاناة المواطنين السوريين.