94% نسب تنفيذ الاستثمارت.. (28) نبعاً و(250) بئراً تحقق الاستقرار المائي في طرطوس
طرطوس- رشا سليمان
مع أن القائمين على الشأن المائي لا ينفون وجود شح بمياه الشرب في المحافظة، إلا أن ثمة أسباباً تتعلق بتعرّض بعض المصادر المائية المستثمرة من قبل المؤسسة، ولاسيما الينابيع، لانخفاض غزارات في أشهر التحاريق في بعض السنوات، ما نبّه المؤسسة لهذا الأمر واتخذت إجراءات فعلية للتغلّب على المشكلة من خلال حفر الآبار الداعمة جانب المصادر المائية أو جانب الخزانات لاستثمارها بأسرع وقت وبأقل كلف، في وقت أمّنت ربطاً حلقياً بين العديد من المشاريع لتأمين تزويد المواطنين بالمياه دون انقطاع في حالات الجفاف أو التلوث. علماً أن المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بطرطوس تعتمد على (28 نبعاً، و250 بئراً) موزعة على كامل رقعة المحافظة، وأهمها مشروع نبع السن ونبع الدلبة والشماميس والديرون وآبار مرقية وجديتي، لتأمين المياه الصالحة للشرب، وتخضع مياه جميع هذه المصادر لعملية التعقيم المستمر ويتمّ التأكد من صلاحية أي مصدر مائي للشرب قبل استثماره، وتتمّ مراقبة مياه المصادر والشبكات بشكل دائم ومستمر من خلال المخبر المركزي والمخابر الفرعية الموزعة في جميع المناطق.
وأكد م. نزار جبور مدير مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي في طرطوس أنه تمّ اقتراح تنفيذ محطات المعالجة المحدثة بالقرب من محطات المياه العذبة، والتي تروي عدداً من القرى، لإزالة خطر التلوث عن المياه الجوفية والسطحية بشكل عام، ومن ضمنها مصادر المياه المستثمرة وهي مدروسة من قبل جهات عامة مختصة يُفترض أن يحقّق تنفيذها الغاية المرجوة منها، وهناك تنسيق بين المؤسسة وشركة الصرف الصحي وجهات أخرى عدة لحماية المصادر المائية في المحافظة من خطر التلوث، وإعطاء الأولوية لتنفيذ مشاريع الصرف الصحي لرفع التهديد بالتلوث عن مصادر مياه الشرب.
واستثمرت المؤسسة خلال العام الحالي خط جر القمصية الداعم لقرى ناحية القمصية (القطاع الشمالي الغربي لمنطقة الشيخ بدر) بغزارة 300م3/ ساعة وبكلفة إجمالية /1.7/ مليار ليرة، وأنهى هذا المشروع معاناة أكثر من قرية ومزرعة بتعداد سكان يقارب /80000/ نسمة من نقص مياه الشرب والتي كانت تعتمد على مشروع نبع جورة الحصان.
وبيّن مدير المؤسسة أنه تمّ العمل على تحسين عامل الاستثمار لمشروع خط الجر الأول للقدموس من خلال تحديث تجهيزات المحطتين الأولى والثانية، مما أدى إلى زيادة الغزارة المستجرة من /300 إلى 460 م3/ساعة، وتم تأمين المياه الإضافية من خلال حفر وإكساء بئر جديدة في محطة أوبين، الأمر الذي أمّن استقراراً مائياً لمنطقة القدموس مدينة وريفاً، إضافة إلى القرى الواقعة على طريق عام بانياس القدموس بكلفة /175/ مليون ليرة، واستثمار آبار محفورة بحفارة المؤسسة لتحسين الواقع المائي في قطاعات مختلفة من ريف المحافظة (النعاصات في صافيتا بغزارة 65م3/ساعة، بيت باسط في ريف طرطوس بغزارة 45 م3/ساعة، ضهر رجب في ريف طرطوس بغزارة 50م3/ساعة، عين الذهب في الدريكيش بغزارة 25م3/ساعة) وبكلفة إجمالية تقارب 227 مليون ليرة، والمتابعة في ربط مشاريع رئيسية بخط توتر كهربائي مستقل لتأمين استمرارية الضخ من هذه المشاريع: (محطات الدلبة /1،2،5/ في الدريكيش، محطات خط الجر الثاني إلى القدموس /2،3،4/، ومحطات مشروعي عن تفريعة جديتي والشيخ سعد في طرطوس) بكلفة إجمالية تقارب /866/ مليون ليرة. كما تمّ إنهاء الأعمال المدنية لمشروع كفرطلش في الدريكيش والإعلان لتوريد وتركيب التجهيزات والمتابعة في تنفيذ الأعمال المدنية لمشروعي مغارة الضوايات في مشتى الحلو وبيت القليح في الشيخ بدر وتقارب الكلفة الإجمالية لهذه المشاريع /251/ مليون ليرة، وسيتم العمل في المرحلة القادمة على استثمار هذه المشاريع، وتم توريد مجموعات ضخ أفقية لمشاريع قائمة في مناطق مختلفة بكلفة إجمالية تقارب 100 مليون ليرة، وحفر وإكساء آبار في مواقع (قلع اليازدية، أوبين، السويدة، الدلبة م2، بيت الوادي، بيلة، جسر الحاج حسن، الحورا، القشعات). ولفت جبور إلى أنه من المتوقع أن تصل الإيرادات المتوقعة للعام الحالي إلى 1.9مليار ليرة، والمحققة لغاية تاريخه 1.4 مليار، أما تنفيذ الخطة الاستثمارية فقد بلغ 94% ونسبة الجباية العامة 95%.
وعن مشروع الدفق الغربي (استثمار المياه الشاطئية الموجودة على الشريط الساحلي بغزارات كبيرة وضخها باتجاه ريف المحافظة عبر محاور رئيسية) بيّن جبور أنه يتمّ إعداد الدراسات لهذا المشروع الحيوي، والذي يحتاج إلى كلف مالية عالية وفترة تنفيذ طويلة الأمد، وتقوم المؤسسة حالياً باستملاك مواقع رئيسية بجانب المصادر المتوفرة والبالغ عددها ثمانية مصادر، تبدأ من موقع عمريت جنوبي مدينة طرطوس وانتهاء بدير البشل في بانياس، وسيحقّق هذا المشروع استقراراً مائياً دائماً وآمناً للمحافظة لسنوات طويلة قادمة.
ويؤثر التوسع العشوائي في السكن على عمل المؤسسة، حيث أكد جبور ضرورة الإسراع بإنجاز المخططات التنظيمية، وإنجاز محطات المعالجة الكفيلة بإزالة خطر التلوث عن مصادر مياه الشرب، كما أن قلة عدد الآليات الهندسية والخدمية وقدمها ونقص الأيدي العاملة الخبيرة بسبب الظروف الراهنة تقف عائقاً أمام عمل المؤسسة.