النظام السعودي يصعّد عدوانه على اليمن لإفشال محادثات السويد
أجرت الأطراف اليمنية أمس أول محادثات مباشرة بينها في قلعة خارج استوكهولم بالسويد برعاية الأمم المتحدة، في مسعى لإبرام اتفاق لتبادل الأسرى بينهما باعتباره أحد الإجراءات لبناء الثقة للبدء بإيجاد حل سياسي يوقف العدوان السعودي المتواصل على اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة.
وتزامنت المحادثات بتصعيد غير مسبوق من قبل تحالف العدوان السعودي ومرتزقته في عدد من الجبهات، وخاصة في محافظة الحديدة غرب اليمن، حيث شن طيرانه عشرات الغارات بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي كثيف وزحوفات وتعزيزات للمرتزقة، ما يؤكد عدم جدية تحالف العدوان في تحقيق السلام، وإنجاح جهود الأمم المتحدة الرامية إلى إيقاف هذا العدوان وإنجاح المشاورات.
فقد أعلن مصدر في الأمم المتحدة بأن الجولة الجديدة للمشاورات اليمنية ستكون في نهاية كانون الثاني أو بداية شباط القادمين، فيما أكد رئيس وفد صنعاء لمفاوضات السويد محمد عبد السلام أن الوفد يريد الوصول إلى اتفاق ضمن سلة واحدة، وتساءل: كيف يتمّ الحوار دون الجلوس بشكل مباشر مع وفد حكومة هادي حتى الآن، وأكد أن وفد صنعاء لم يطلب الحوار غير المباشر، “بل هم طلبوا ذلك”، وأوضح أنهم جاؤوا إلى السويد للحوار من أجل السلام، وليس الاستسلام، وقال: “طالبنا بوجود مرحلة انتقالية من أجل تنفيذ ما تبقى من مخرجات الحوار الوطني”.
ورأى عبد السلام أنه “يجب أن تتوقّف العمليات العسكرية في الحديدة، وتعود القوات الغازية لمواقعها”، مشيراً إلى أنه “أهم أمر نريد أن يتمّ الكشف عنه هو الأسرى لدى الإمارات”، واستغرب كيف يطلب من الجيش واللجان الشعبية تسليم السلاح قبل تحقيق السلام وبوجود آلاف المقاتلين الأجانب في البلاد.
وواجهت المحادثات، التي انطلقت الخميس الماضي، خلال الأيام الماضية عدداً من العقبات والتحديات التي تهدد مسارها، حيث أصر وفد حكومة الرئيس المخلوع عبد ربه منصور هادي، المدعوم من تحالف النظام السعودي، على حرف مسار المشاورات، والذهاب إلى تجزئة الحلول، والتركيز على مواضيع جانبية، ورفضه مناقشة أي أطار للحل السياسي في اليمن، بينما أعرب عبد السلام عن أمله في التوصل إلى حلول مرضية رغم التحديات والمعوقات التي يقوم بها الطرف الآخر.
المحادثات تزامنت بتصعيد غير مسبوق من قبل تحالف العدوان ومرتزقته في عدد من الجبهات، وخاصة في محافظة الحديدة، حيث شن الطيران عشرات الغارات بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي كثيف وزحوفات وتعزيزات للمرتزقة، ما يؤكّد عدم جدية تحالف العدوان في تحقيق السلام، وإنجاح جهود الأمم المتحدة الرامية لإيقاف هذا العدوان، وإنجاح المشاورات.
فقد ارتفعت حصيلة ضحايا القصف المدفعي لقوات التحالف السعودي الإماراتي على دوار الربصة في مدينة الحديدة إلى 6 شهداء بينهم طفل و12جريحاً، وفق وزارة الصحة اليمنية، وبالتزامن، يتواصل القصف الصاروخي والمدفعي الكثيف للتحالف على الأحياء السكنية والممتلكات الخاصة والعامة في الحديدة، وأشارت مصادر عسكرية إلى سقوط أكثر من 200 قذيفة مدفعية على قرى وأحياء متفرقة جنوب وشرق الحديدة، بالتزامن مع قصف جوي بسلسلة من الغارات شنّتها مقاتلات التحالف على عدة مناطق، بينها الجبانة وشمال كيلو 16 والبوابة الجنوبية للمطار.
هذا وتتواصل المواجهات في نهم شمال شرق صنعاء، مع استمرار هجمات قوات هادي والتحالف ومحاولتهم التقدّم هناك لليوم الرابع، حيث أحبط الجيش اليمني واللجان الشعبية عدة محاولات تسلل متفرقة على مواقعهم في القرن والسلطاء والضبوعة وأخرى قريبة، وأشارت مصادر إعلامية إلى دفع قوات التحالف بتعزيزات بشرية من مأرب إلى جبهة نهم، وهو ما أكده الناطق باسم الجيش اليمني، متهماً قوات التحالف بالتخطيط لتنفيذ مخططات جديدة للتصعيد واستغلال المشاورات لتحقيق أي تقدم على الأرض.
في غضون ذلك، أكد مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن تعارض بشدة وقف دعمها تحالف النظام السعودي في عدوانه، وقال تيموثي ليندركينج نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الخليج: من الواضح أن هناك ضغوطاً من الداخل، إما بالانسحاب من الصراع أو وقف مساندتنا للتحالف، وهو ما نعارضه بشدة من جانب الإدارة الأمريكية.
ويأتي هذا الإعلان في ظل ضغوط متزايدة تتعرّض لها الإدارة الأمريكية في الداخل لوقف دعمها لتحالف العدوان السعودي، حيث صوّت مجلس الشيوخ الأمريكي الشهر الماضي على طرح مشروع قرار لإنهاء الدعم العسكري الأمريكي الذي يشمل مبيعات أسلحة، وتبادل معلومات مخابراتية للتحالف السعودي.