الصفحة الاولىصحيفة البعث

حفريات الاحتلال تهدّد بانهيار حي وادي حلوة.. والتطبيع يتسارع

حذّر مركز معلومات وادي حلوة من خطورة استمرار عمليات الحفر وشبكة الأنفاق التي تقيمها سلطات الاحتلال أسفل حي وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، حيث تزداد التصدعات والانهيارات الأرضية في منازل الحي وشوارعه، فيما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن “جهود حثيثة” لرئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإقامة علاقات دبلوماسية علنية مع النظام السعودي.

وأوضح المركز أن تشققات وانهيارات أرضية حصلت خلال اليومين الماضيين في أرض تابعة لكنيسة الروم الأرثوذكس، وتستخدم كموقف لمركبات الأهالي في الحي، مشيراً إلى أن المستوطنين الإسرائيليين يحاولون السيطرة عليها، ووضعوا فيها قبل عدة أشهر غرفة لحراسهم، وقال جواد صيام مدير المركز: “إن عمق أحد التشققات بلغ 4 أمتار، فيما بلغ عمق آخر 6 أمتار عثر فيها على أكياس إسمنتية وأعمدة ومواد بناء أخرى تستخدم للأنفاق”، وأوضح أن أكثر من 70 منزلاً تضرّر من حفر الأنفاق في الحي، وأن سلطات الاحتلال هجّرت ثلاث عائلات فلسطينية من منازلها العام الماضي بذريعة خطورة العيش فيها نتيجة الحفريات، واستولت عليها.

وأكد صيام أن سلطات الاحتلال تواصل أعمال الحفر في شبكة أنفاق متشعبة أسفل حي وادي حلوة تبدأ من منطقة العين، مروراً بشارع حي وادي حلوة الرئيسي باتجاه ساحة باب المغاربة، وصولاً إلى ساحة البراق السور الغربي للمسجد الأقصى.

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الفلسطينيين في بلدة سلوان بمدينة القدس المحتلة يتعرّضون على يد سلطات الاحتلال لأبشع عمليات التطهير العرقي بهدف تهجيرهم، وقالت: “إن أعمال حفر الأنفاق التي تقوم بها سلطات الاحتلال أدت إلى إحداث حفر عميقة في مناطق متفرقة من البلدة وتصدعات بعدد كبير من منازل الفلسطينيين التي أصبحت مهددة بالانهيار”، مشيرةً إلى أن سلطات الاحتلال تسعى من خلال هذه الحفريات إلى تهجير الفلسطينيين من منازلهم، ولو كان ذلك عبر هدمها فوق رؤوسهم.

وجدّدت الخارجية الفلسطينية إدانتها جرائم الاحتلال المتواصلة بحق مدينة القدس المحتلة، وخاصة بلدة سلوان ومحيط المسجد الأقصى، وشددت على أن تقاعس الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وعدم إجبار “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال على تنفيذ تلك القرارات يشكل مظلة حماية لسلطات الاحتلال وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني.

كما أدانت الخارجية مخطط الاحتلال الاستيطاني جنوب غرب نابلس، محذرةً من أنه يهدد بفصل نابلس عن رام الله بالضفة الغربية، وقالت في بيان: “إن سلطات الاحتلال تسعى من خلال شق شبكات طرق فوق أراضي قريتي قصرة وجالود جنوب نابلس إلى ربط عدة مستوطنات مقامة على أراضي الفلسطينيين بالمنطقة ببعضها بما يعنيه ذلك من فصل نابلس عن رام الله، والاستيلاء على آلاف الدونمات، وإلحاق الخراب بالأراضي الزراعية، وحرمان الفلسطينيين أصحابها من استغلالها”، وحذرت من تداعيات هذا المخطط العدواني، وخاصة تصعيد عصابات المستوطنين الإرهابية المنظمة من اعتداءاتها على الفلسطينيين وقراهم وبلداتهم في المنطقة، كما يحصل باستمرار في بورين وعوريف وجالود وقصره وغيرها. وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن صمت المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال يشجعه على مواصلتها، مشدّدةً على أنها ستواصل العمل مع المنظمات الدولية لفضح الاحتلال، ووقف الاستيطان الذي لا يبتلع الأرض فقط، وإنما يبتلع أيضاً حلم إقامة الدولة الفلسطينية.

من جهة ثانية، حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين من تفاقم الأوضاع الصحية الصعبة التي يواجهها الأسرى الفلسطينيون في ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقهم في سجونها.

ووفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين يقبع أكثر من 6700 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعانون من الإهمال الطبي، ومنع أهاليهم من زيارتهم منذ سنوات في انتهاك واضح لكل الأعراف والقيم الدولية.

ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال مخيمي عسكر وبلاطة وبلدات عصيرة القبلية واللبن الشرقية وسالم قضاء مدينة نابلس في الضفة الغربية، واعتقلت عشرة فلسطينيين، فيما اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.

كما اقتحمت قوات الاحتلال منزل محافظ القدس المحتلة عدنان غيث في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وقامت بتفتيشه، والعبث بممتلكاته. ويتعرّض غيث للملاحقة المستمرة من قبل قوات الاحتلال، حيث تمّ اعتقاله ثلاث مرات الشهر الماضي.

وفي جديد التطبيع مع العدو، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن “جهود حثيثة” لرئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإقامة علاقات دبلوماسية علنية مع النظام السعودي، وقال التلفزيون الإسرائيلي: “نتنياهو يهدف إلى اختراق غير مسبوق يتعلق بتحويل العلاقات الإسرائيلية السعودية من السر إلى العلن، وجعلها رسمية وعلنية قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة”، وأضاف: “إن رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين يدعم ويساعد نتنياهو في جهوده، كما أن المسؤولين الأمريكيين شركاء أيضاً في هذا المشروع”.

وكان ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان تحدث في نيسان الماضي في لقاء مع مجلة “ذي أتلانتيك” الأمريكية عن وجود “مصالح مشتركة” بين نظامه وكيان العدو الإسرائيلي، كما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية ومسؤولون من كيان العدو أن ابن سلمان زار على رأس وفد سعودي كيان الاحتلال سراً في أيلول من العام الماضي.

يأتي ذلك فيما كشفت القائمة بأعمال مندوب واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي عن تهديد جديد وجهه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مكالمة هاتفية أجراها معها عقب سقوط مشروع القرار الأمريكي في الأمم المتحدة حول الوضع في فلسطين المحتلة لدول بابتزازها وسحب أموالها، وقالت في كلمة أمام بعثة كيان الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة: “إنه وعقب سقوط مشروع القرار الأمريكي في الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً اتصل بي ترامب وسألني ما الذي حدث، وبعد أن شرحت له ما جرى قال: “ممن يجب أن ننزعج.. على من تريدينني أن أصرخ ومن هم الذين سنأخذ أموالهم”، رافضةً الإفصاح عما أجابت به ترامب خلال المكالمة.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أسقطت الأربعاء الماضي مشروع قرار أمريكي بخصوص الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة عارضته 57 دولة، وامتنعت عن التصويت عليه 33 ما حال دون استحصال القرار على ثلثي عدد الأصوات اللازمة.

وهذا ليس التهديد الأول من قبل ترامب تجاه الدول التي تعارض سياسات إدارته، حيث مارس هذا الأسلوب مع ممالك ومشيخات الخليج، ونجح في الحصول على مئات المليارات من الدولارات منها، كما حاول عبر ممارسة الضغوط والعقوبات، وفرض الرسوم معاقبة كل من روسيا والصين على سياساتهما الرافضة للأحادية الأمريكية، ولكن محاولاته فشلت تجاههما.