الإرهابيون وداعموهم يصعّدون من وتيرة أعمال نهب وتخريب تراث “أم الحضارات” الخارجية: جريمة حرب تضاف إلى الجرائم المرتكبة بحق شعبنا
عمدت التنظيمات الإرهابية وداعموها منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية إلى سرقة الآثار والتراث الثقافي السوري والمتاجرة به في إطار مخططهم لتخريب الإرث الحضاري والتاريخي لسورية، وجديد تلك الجرائم ما كشفته التقارير عن تصاعد جرائم التنقيب عن الآثار في مناطق منبج وعفرين وإدلب والمواقع المحيطة بالرقة من قبل الإرهابيين وداعميهم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وفرنسا والنظام التركي.
مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين قال في تصريح لـ “سانا”: تدين وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية أعمال الحفر والتنقيب غير الشرعية عن الآثار التي تقوم بها القوات الأمريكية والفرنسية والتركية وعملاؤها في منبج وعفرين وإدلب والحسكة والرقة وغيرها من المناطق الواقعة تحت احتلالها، حيث تشير المعلومات الواردة من هناك إلى تصاعد وتيرة أعمال التنقيب والنهب والسرقة التي تطال التراث الثقافي السوري، وتسهم في تخريبه وتدميره.
وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن هذه الأعمال تشكّل جريمة حرب جديدة تضاف إلى ما ارتكب من جرائم بحق الشعب السوري وتاريخه وحضارته، حيث عمدت التنظيمات الإرهابية وداعموها منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية إلى سرقة الآثار والتراث الثقافي السوري والمتاجرة به، في إطار المخطط العدواني لتدمير الإرث الحضاري والتاريخي لسورية ولتجريد الشعب السوري من ماضيه.
ودعت وزارة الخارجية منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” إلى إدانة هذه الانتهاكات الجسيمة التي تطال التراث الثقافي السوري، وفضح الأدوات المنفّذة والجهات التي تقف وراءها، مؤكدة إصرار الجمهورية العربية السورية على تحرير كامل ترابها الوطني وصون هويتها الوطنية وحماية تراثها الثقافي، الذي يعتبر رمزاً وشاهداً على حضارة وتاريخ وذاكرة الشعب السوري والبشرية جمعاء.
وفي وقت سابق، كشفت المديرية العامة للآثار والمتاحف عن قيام قوات الاحتلال الأميركي والفرنسي وميليشيات “قسد”، المدعومة أميركياً، بأعمال الحفر والسرقة في جبل أم السرج الغني بمحتوياته الأثري، كما تجري عمليات الحفر والنهب والسرقة بشكل علني في “سوق منبج” الرئيسي القديم.
وأضاف مدير الآثار والمتاحف الدكتور محمود حمود: “إن عمليات الحفر والنهب والسرقة تجري أيضاً في المدافن الأثرية الواقعة في الجهة الشرقية لمدينة منبج بجانب المنطقة الصناعية ومركز الكنيسة السريانية الأثرية التي تعرّضت لبعض التخريب، علاوة على مواقع أثرية أخرى تعرّضت للتجريف الكامل بواسطة آليات ثقيلة بهدف السرقة”، وأكد أن هذه الجرائم هي انتهاك سافر للسيادة الوطنية السورية ولكل القوانين والأعراف الدولية، وتستهدف استنزاف التراث الثقافي السوري ونهبه وضرب الهوية السورية، موضحاً أن المديرية العامة للآثار والمتاحف تتواصل مع الجهات المعنية والمنظمات الدولية المعنية بالشأن الثقافي لإدانة الانتهاكات التي تطال التراث السوري، وتسهم في تدميره، وفضح الأدوات المنفذة، والجهات التي تقف وراءها، وأضاف: “كلنا أمل أن يعيد الجيش العربي السوري الأمن والأمان قريباً لتلك المناطق لكونه الوحيد القادر على حماية آثارنا، وهو الجهة الوحيدة المؤتمنة على التراث السوري”.
وتعد سرقة آثار مدينة منبج، التي تعود إلى العصرين الهلنستي والروماني، شاهداً آخر يضاف إلى مئات المواقع والمدن الأثرية التي تفضح المجموعات الإرهابية ورعاتها وداعميها، ويروي حجم الإرهاب الذي تعرّض، ويتعرّض له الإرث الإنساني في أرض أم الحضارات.