كأس آسيا على خط الانطلاق.. منتخبنا الوطني يسعى لكسر العقدة وتجاوز الدور الأول في مشاركته السادسة
في مشاركته السادسة في كأس آسيا التي تنطلق بعد أيام قليلة، يبحث منتخبنا الوطني عما هو أكثر من تجاوز الدور الأول الذي بات بمثابة العقدة، فالحدث الآسيوي الأكبر سيكون مختلفاً هذه المرة من كافة النواحي، ونأمل أن يكون نسورنا في الموعد لتحقيق المفاجأة.
كأس آسيا اليوم انتقلت من مرحلة البداية الخجولة إلى إحدى أكبر البطولات العالمية، حيث يحاول أكثر من أربعين بلداً المشاركة للحصول على اللقب القاري كل أربع سنوات.
فكرة البطولة نشأت بعد تأسيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في مانيلا عام 1954، حيث رأى الأعضاء الاثنا عشر المؤسسون ضرورة تطوير اللعبة في القارة، وكان أحد مفاتيح تحقيق هذا الأمر هو تنظيم مسابقة إقليمية في القارة للمنتخبات الوطنية.
بعد ذلك بعامين فقط استضافت هونغ كونغ أول بطولة لكأس آسيا بمشاركة سبع من الدول المنضمة إلى الاتحاد الآسيوي، حيث تنافست على نيل لقب أفضل فريق كرة قدم في آسيا، وبعد ثلاثة وستين عاماً لاتزال كأس آسيا قبلة لـ 45 دولة من الشرق إلى الغرب في أكبر قارات العالم.
أما عن أرشيف منتخبنا في البطولة فلا يضم الكثير، فهو لم يخض التصفيات قبل عام 1972، ولم ينجح بالتأهل، وفي نسخة 1976 دخل منتخبنا التصفيات، لكن الفريق أعلن انسحابه مبكراً، بعد ذلك مر جيل ذهبي على كرتنا منحها التأهل لثلاث مرات متتالية، وهو أمر لم يتكرر حتى الآن، وذلك في الكويت 1980، وسنغافورة 1984، وقطر 1988، وفي البطولات الثلاث لم يتجاوز منتخبنا الدور الأول.
وفي نسخة 1992 باليابان لم يتأهل منتخبنا، وعاد للظهور عام 1996 بالإمارات، للمرة الرابعة في أمم آسيا، وكذلك لم نتجاوز دور المجموعات، لتعود كرتنا مجدداً وتغيب لثلاث بطولات متتالية في أعوام 2000 و2004 و2007، لنتأهل للمرة الخامسة في تاريخنا لنسخة عام 2011 بقطر دون أن نتمكن من تجاوز دور المجموعات أيضاً، وواصلت كرتنا الغياب فغابت عن النسخة الأخيرة في استراليا 2015.
في الحصيلة الإجمالية لعب منتخبنا 18 مباراة، حقق الفوز في 7 مباريات، وتعادل مرتين، وخسر 9 مباريات، سجل 15 هدفاً، وتلقت شباكه 23 هدفاً، وأقسى خسارة كانت أمام الصين مرتين بنتيجة (3-0) في بطولتي 1988 و1996، وأعلى فوز كان بنتيجة (2-1) وتكرر عدة مرات.
ولكن من الانتصارات المحفورة في الذاكرة، الفوز (1-0) على كوريا الجنوبية في سنغافورة 1984، وهي النتيجة التي أكد النقاد أنها كانت سبباً مباشراً في إقصاء المنتخب الكوري (الذي تأهل إلى كأس العالم 1986) من الدور الأول، والفوز (2-1) على السعودية في آخر نسخة شارك فيها نسور قاسيون عام 2011، وهو انتصار ساهم أيضاً في إقصاء أحد المرشّحين للمنافسة على لقب البطولة آنذاك من الدور الأول.
عموماً منتخبنا استطاع خلال مشاركاته في تصفيات المونديال الأخيرة أن يفرض نفسه كرقم صعب ضمن البطولة، فخبراء القارة وضعوه في المركز السابع بين قائمة المنتخبات المرشّحة للتتويج باللقب، وليس عبور الدور الأول فقط، وهو أمر يجب أن يكون حافزاً وليس عامل ضغط.
عماد درويش