هل تتمكن جامعة طرطوس من تنفيذ رؤيتها التطويرية الاستراتيجية الخمسية؟

وضعت جامعة طرطوس مسودة خطتها للأعوام الخمسة القادمة التي ترسم رسالتها، وكيفية تحقيقها على المدى البعيد اعتماداً على التحليل الاستراتيجي SWOT، وتحديد الأهداف الاستراتيجية، ومؤشرات التنفيذ، وربطها بالزمن لتحقيقها، وتحديد البرامج التي ستحقق تلك الأهداف، ووضع الإجراءات التنفيذية لذلك.
وقد أجري لهذه الغاية مسح ميداني لواقع الجامعة على مختلف المستويات، إلى جانب المناقشات، والعصف الذهني الذي استخدم من قبل الإدارة الجامعية مع عمداء الكليات، ومديري المديريات، بالإضافة إلى مراسلة الكليات والمديريات المعنية في الجامعة، ولقاء رئيس الجامعة د. عصام الدالي مع القائمين على الخطة، وتنفيذها لتحديد وتحليل البيئة الداخلية والخارجية من جميع النواحي، والاستفادة من مقترحات منظمات الأعمال، ولقاء الفعاليات الاقتصادية، والاستفادة من مقترحات فرع طلبة طرطوس، ونقابة المعلمين، والرقابة الداخلية، وتم تبني ثمانية أهداف استراتيجية، وفي مقدمتها العمل على التوسع الأفقي للجامعة بإنشاء كليات ومعاهد جديدة، والإسراع في بناء وتحسين البنية التحتية للجامعة، والخدمات العامة من خلال برمجة زمنية للكليات والمعاهد المزمع إقامتها خلال السنوات الخمس القادمة، وإنجاز بناء الجامعة، والمرافق، والخدمات، والمدينة الجامعية، وترميم نقص الأماكن والقاعات في الكليات عموماً، والكليات الطبية بشكل خاص، وترميم النقص في المخابر، والمكتبات، ومكاتب أعضاء الهيئة التعليمية، وغيرها، وترميم النقص في الأماكن الترفيهية للطلبة في الكليات من مقاه، وحدائق، وإحداث ناد للهيئة التعليمية، وترميم النقص في البنية التحتية اللازمة للعملية الإدارية (الإدارات المركزية)، وتحسين شبكة الأنترنت، والربط الشبكي، والنظمي بين الكليات وإدارة الجامعة.
وهناك أيضاً الإصلاح الإداري من خلال إعادة هيكلة القوى العاملة في الجامعة، وترميم النقص بالموارد البشرية العاملة، وتمكين العاملين وتحفيزهم، وتعديل النظام الداخلي للجامعات الحكومية، وتحسين جودة التنظيم المؤسساتي في الجامعة، وتبسيط الإجراءات على مختلف المستويات، ومكافحة الفساد الإداري، ومن الأهداف بناء موقع الكتروني بحثي يساهم بتحسين تصنيف الجامعة، ويلبي متطلبات رسالة الجامعة وأهدافها، وتشكيل فريق عمل لإنجاز وتنفيذ الموقع، وتطوير ممارسة المهنة من خلال زيادة ربط الجامعة بالمجتمع، (الدور التنموي)، بتكريس ثقافة ممارسة المهنة ضمن الكليات، والاهتمام بمكاتب ممارسة المهنة في الكليات، وتنشيط ممارسة المهنة على مستوى الجامعة، وتأمين البنية التحتية والبحثية الملائمة لدعم الخبرات، والمشورة، والاستشارات العلمية والمهنية، وتفعيل وإبرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم وتعاون بين الجامعة، والقطاعات والجهات ذات العلاقة في المحافظة.

أنظمة متطورة
يندرج تحسين العملية التعليمية وأداء الكادر التعليمي ضمن قائمة الأهداف بإدخال الأنظمة المتطورة بمعايير الجودة العالمية في العملية التعليمية، (المناهج وأساليب التعلّم والتعليم، وأساليب التقويم والاختبارات، والوسائل التكنولوجية المرئية في التدريس)، والربط المستمر بين المناهج والمحتوى، ومتطلبات سوق العمل من خلال الاستبيانات والدراسات المستمرة، وتفعيل تحسين معايير الـ ARS مبدئياً ريثما يصار إلى تعديل وتطوير معايير الـ NARS، ودراسة الفجوة في مدى توفر الكتاب الجامعي، ووضع خطة على مستوى الكليات لتوفير الكتاب الجامعي بشكليه الورقي والالكتروني، وتحفيز أعضاء الهيئة التعليمية على التأليف وفق معايير الجودة، وإحداث مطبعة لصالح الجامعة، ودراسة مدى توفر المكتبات العلمية بالكلية، وإحداث مكتبة مركزية، مع ضرورة توفير المراجع العلمية الحديثة، والدوريات المحكمة، وتفعيل الارتباط مع المواقع البحثية المتداولة حالياً على مستوى القطر، ومحاولة الاشتراك بالمواقع البحثية العالمية، ودراسة الفجوة على مستوى توافر أعضاء الهيئة التعليمية في الكليات والمعاهد، وتحسين مهاراتهم على مستوى مراجعة وتصحيح وتنفيذ المناهج، واستخدام أساليب التقويم والطرائق والتقنيات الحديثة في التدريس، واعتماد تقويم أعضاء الهيئة التدريسية الصادر عن وزارة التعليم العالي.
وإلى جانب تحسين العملية التعليمية، هناك تطوير البحث العلمي والدراسات العليا، وتحسين تصنيف الجامعة على المستويين المحلي والعالمي باعتماد سياسة وطنية على مستوى البحث العلمي وتطويره، واعتماد مشروع تحسين التصنيف المعد في الجامعة، والمرفوع إلى القيادة المركزية للحزب، وإنشاء مديرية البحث العلمي، ومديرية التعليم المستمر، وإحداث برامج ماجستير ودكتوراه في الكليات، وتطوير نظام التعليم المفتوح، والتوسع في برامجه، وتطوير عملية التعليم والتعلّم فيه، ورعاية الموهوبين، وإعداد خريجين قياديين ورواد، وتنظيم معارض علمية في الكلية وخارجها، وتنشيط الزيارات العلمية الميدانية لدعم الجوانب التطبيقية للمقررات والبرامج الأكاديمية، وتفعيل التبادل الطلابي مع جامعات مرموقة ودول صديقة، وتفعيل وتحسين نظام المكافآت والجوائز للطلبة الموهوبين، ورعاية مبادرات الطلبة وتبنيها واستثمارها (حاضنات الأعمال)، والتركيز على تنمية المهارات الناعمة (SOFT Skills) للطلبة في مختلف الاختصاصات من خلال إقامة البرامج التدريبية المجانية وشبه المجانية.

ضمان الجودة
ولضمان حسن تنفيذ الخطة في السنوات الخمس القادمة، يتم الآن وضع خطة مركز ضمان الجودة في الجامعة بالشكل الذي تتسق فيه مع خطتها الاستراتيجية، وتلبي في الوقت ذاته معايير ضمان الجودة العشرة في التعليم العالي التي تتشابه مع أهداف الخطة بهدف ضمان عمل الجميع من إداريين، وأكاديميين، وطلبة بشكل متناغم يمكن من تحقيق الأهداف المطلوبة، وبالتالي تحقيق رؤية الجامعة ورسالتها.
لا شك أن هناك العديد من المعوقات، منها ما هو مالي، ومنها ما هو متعلق بسياسات الوزارة والحكومة، ومنها ما يتعلق بالموارد والإمكانيات المتاحة، إلا أن العمل جار لتذليلها لتنفيذ الخطة مستقبلاً قدر الإمكان، وفق تأكيدات إدارة الجامعة، فهل ستتمكن من تنفيذ رؤيتها التطويرية الاستراتيجية؟.

وائل علي