في جلسة عاصفة مع قادة المعارضة.. ترامب يهدّد بحل الحكومة الفيدرالية!
في أول اختبار لقدرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تمرير القرارات بوجود أغلبية ديمقراطية في مجلس النواب، فشل ترامب في إقناع زعيمَي الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ بضرورة بناء جدار على الحدود مع المكسيك، الأمر الذي دفعه إلى التهديد بحل الحكومة الفيدرالية.
ترامب هدّد بأنه لن يتوانى عن إغلاق الحكومة الفيدرالية إذا ما أصرّ القادة الديمقراطيون على رفضهم رصد خمسة مليارات دولار لتمويل الجدار المثير للجدل الذي يريد تشييده على الحدود مع المكسيك.
وكان من المفترض أن يجري الرئيس وكبار قادة المعارضة في الكونغرس اجتماعاً مطمئناً في المكتب البيضاوي، يتخلله التقاط الصور، لكن خلافهم الواضح أمام وسائل الإعلام أعطى فكرة عن التحدّيات التي يواجهها ترامب، بينما يسعى لتخطي فضائح قانونية، والتعايش مع الواقع الجديد الناجم عن فقدان الحزب الجمهوري السيطرة على مجلس النواب.
وخاطب تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ونانسي بيلوسي، التي من المرجّح أن تصبح رئيسة مجلس النواب المقبل الذي تبدأ ولايته في كانون الثاني، ترامب بلهجة حادة، مؤكدين أنه ليست لديه أي فرصة في الحصول على الخمسة مليارات دولار التي يريدها.
وكرّر ترامب الغاضب تهديداته السابقة بأنه سيردّ برفض التوقيع على قانون النفقات الفيدرالية وقطع التمويل عن عدد كبير من المؤسسات الحكومية، إلا أن شومر ردّ عليه بالقول: “أمر واحد أعتقد أنه يمكننا الاتفاق عليه، وهو أنه لا يتعيّن إغلاق الحكومة بسبب خلاف”، كما قالت بيلوسي: إن “الجدل لا ينبغي أن يحصل أمام الصحفيين”.
لكن ترامب الذي كانت فكرة بناء جدار حدودي مع المكسيك في صلب حملته الانتخابية عام 2016، لم يتمكّن من ضبط انزعاجه، وأخرج بطاقتين، وقرأ أرقاماً قال: إنها تظهر قرب الانتهاء من الهجرة غير الشرعية في أجزاء من الحدود أقيمت فيها سياجات عالية. أما بيلوسي، فردّت عليه بأن هذه الأرقام غير صحيحة، وقالت: “ما يقدّمه الرئيس بهذه البطاقات ليس حقائق.. يتعيّن إجراء نقاش قائم على الأدلة بشأن ما الذي ينجح ومبلغ المال الذي أنفق ومدى فعاليته”.
وفي وقت لاحق خارج البيت الأبيض كان شومر لاذعاً بدرجة أكبر إزاء ترامب وقال: “نوبة الغضب هذه التي تنتابه على ما يبدو لن تحقق له جداره، وستؤذي الكثير من الناس”.
وكان ترامب قال في وقت سابق: إنه سيأمر الجيش ببناء الجدار في حال رفض الديمقراطيون تمويل مشروعه المثير للجدل.
وتشهد واشنطن أزمات سياسية منذ بدء ترامب ولايته، ويُتوقّع أن تزداد الانقسامات السياسية في كانون الثاني عندما ستنتقل الدفة في مجلس النواب من أيدي الجمهوريين إلى أيدي الديمقراطيين.
ويأتي تغيّر الأغلبية في المجلس في وقت يواجه فيه ترامب مخاطر متزايدة على خلفية تحقيقات جنائية.
وفي محاولة لحشد التأييد مجدّداً لفكرته هذه، استغلّ ترامب في وقت لاحق حادثة ستراسبورغ للقول: إن عملية إطلاق النار في سوق للميلاد بفرنسا تعزّز مطالبه بتمويل بناء جدار على الحدود مع المكسيك، وكتب في تغريدة: “هجوم إرهابي رهيب آخر في فرنسا، سنعزّز حدودنا بشكل إضافي”.
وحاول الإيحاء بأن الديمقراطيين يعطّلون توفير الأمن للشعب الأمريكي، بقوله: “يجب على تشاك ونانسي أن يعطونا الأصوات لكي يكون لدينا المزيد من الأمن على الحدود”، وأضاف محرّضاً على الديمقراطيين: إن “الديمقراطيين والرئيس أوباما قدّموا 150 مليار دولار لإيران ولم يحصلوا على شيء في المقابل، لكن لا يمكنهم تقديم 5 مليارات دولار للأمن الوطني ولبناء جدار؟”.
ومنفّذ إطلاق النار في ستراسبورغ رجل في التاسعة والعشرين من العمر معروف لدى أجهزة الأمن بتطرّفه، ولا يزال فاراً، وتبحث عنه قوات الأمن، وقد ولد في المدينة نفسها، وهو من أصحاب السوابق.