دكان خشبي ومدفأة حطب
أحد أقدم وأهم المحلات في مدينة القامشلي، اختفى عن الوجود، لم يبق إلا بعض آثاره وأحاديث الكبار، تميّز بتصميمه النادر، وصناعته من الخشب، يركض الأطفال نحوه مع شروق الشمس، ويجتمع فيه رجال الحي والمدينة، يحمل تاريخه الكثير من القصص والذكريات الجميلة تحدّث عنها المؤرخ “أنيس مديوايه”: عُدّ أقدم محل على طريق المدارس قبل عشرات السنين في القامشلي، يومياً يتجمهر حوله عشرات الأطفال يشترون السكاكر وما توفر بالمحل، عندما يتجهون إلى مدارسهم لنهل العلم، وأثناء انصرافهم أيضاً، صورة الأطفال وهم يتراكضون نحو الدكان الخشبي المميز، كانت بحد ذاتها قصيدة شعرية، وبعد الظهر يخصص ذلك الدكان لاجتماع رجال الحي والمدينة ونحن منهم، نتباحث قضايا اجتماعية وثقافية، نصلح بين المتخاصمين، وننشر منه رسائل السلام والتعايش الجميل، قيل في ذلك المكان الكثير من الشعر والنثر، وكتب عنه قصص وحكايات، كان ملتقى اجتماعيا في كل الفصول والأوقات، نفترق عند إغلاقه، ونجتمع بفرح حول مدفأة صغيرة على أنغام البرد والمطر، ذلك المكان الصغير كان يضم العشرات بروح المحبة، لكنه الآن اختفى وظّلت ذكراه.
عبد العظيم العبد الله