اليمن.. وفد الرياض ينقلب على كل التفاهمات
لليوم السادس تستمر محادثات السلام اليمنية في السويد، وتسير المناقشات في دائرة مفرغة، بسبب عرقلة وفد حكومة الرئيس المخلوع عبد ربه منصور هادي “وفد الرياض” لكل المقاربات السابقة بجميع الملفات المتفق عليها، باستثناء ملف الأسرى الذي تستمر آليات تنفيذه حتى الآن، وشملت عرقلة تلك الاتفاقات أيضاً وضع مطار صنعاء والتهدئة في الحديدة وتعز، أما بالنسبة لموضوع الأسرى فإن الإجراءات المحيطة بهذا الملف لا تزال سارية، بحسب مواقف متطابقة من الوفدين.
وأكد مصدر في الوفد الوطني وجود جهود حثيثة يقوم بها سفراء دول تحالف العدوان لدى المجتمع الدولي في كواليس قاعات المشاورات لمنحها فرصة شهر ونصف الشهر لتحقيق تقدّم ميداني، وأشار رئيس الوفد، محمد عبد السلام، إلى أن تصعيد العدوان في مختلف جبهات القتال يثبت عدم جدية قوى العدوان ومرتزقتهم للذهاب لحلول تخدم الشعب، وأن التصعيد ينعكس بشكل سلبي على طاولة المفاوضات، فيما أكد عضو الوف، حميد عاصم، أن المشاورات مستمرة من اجل فتح ممرات إنسانية لإغاثة المدن التي تتعرض لحملة شرسة من مليشيات هادي، وهناك تفاهم حول تجنيب الحديدة وتعز ومناطق أخرى من الصراع الدموي، ولكنه أكد انه ليس هناك أي صياغة لمشروع اتفاق، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة قدمت مشروع مبادرة حول موضوع مدينة الحديدة ومينائها، مشيراً إلى أن وفد هادي مازال يماطل ولم يعط رأيه فيها، خاصة ما يتعلق بعملية الانسحاب والإدارة على ميناء الحديدة ومينائي تعز وحجة.
بدوره، استبعد العضو في وفد حكومة هادي، عسكر زعيل، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن خلال الجولة الحالية، في وقت تبادل الجانبان لوائح أسماء 15 ألف أسير عبر المبعوث الأممي والصليب الأحمر الدولي تمهيداً لبدء تطبيق اتفاق تبادل السجناء بينهما.
وبموازاة المحادثات الجارية، وقبل ساعات من اختتامها، تحاول الأمم المتحدة الدفع باتجاه التوصل إلى تهدئة ميدانية، وبالخصوص في مدينتي الحديدة وتعز، حيث اقترحت انسحاب قوات الطرفين من الحديدة الساحلية، التي تمثّل شريان الحياة لملايين اليمنيين، وقالت مصادر مطلعة: إن الاقتراح الذي قدمه المبعوث الدولي مارتن غريفث يتضمّن تشكيل لجنة مشتركة أو كيان مستقل لإدارة المدينة ومينائها بعد انسحاب الطرفين، مشيرة الى إمكانية نشر مراقبين امميين هناك.
من جهته، أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي أن أمريكا شريك أساسي للنظام السعودي في جرائمه التي يرتكبها في اليمن، وقال خلال لقائه وفداً من أسر الشهداء: إن اليمن اليوم هو أنموذج يجسد جرائم أمريكا، صحيح أن السعودية هي التي ترتكب الجرائم هناك لكن الشريك الأساسي لها هي أمريكا كما تعترف بذلك بنفسها، وأن تحالف العدوان السعودي يستهدف المشافي والأسواق والمناطق المزدحمة بالمارة، هذه هي الصورة الحقيقية لأمريكا وعملائها.