غداة “اتفاق التهدئة” في اليمن.. غارات مكثّفة على ريمة والحديدة
لم يكد “اتفاق التهدئة”، والذي توصلت إليه الأطراف اليمنية في العاصمة السويدية استوكهولهم، يدخل حيز التنفيذ، حتى شنّ طيران العدوان السعودي غارات مكثّفة على منطقة كلابة في محافظة ريمة، ما أدى إلى استشهاد امرأة وإلحاق أضرار مادية بالممتلكات، إضافة إلى نفوق عدد من المواشي، فيما استشهد مواطن بانفجار قنبلة عنقودية من مخلفات العدوان السعودي في منطقة التحتيا، رغم أن الاتفاقات والتفاهمات الثلاثة التي تمّ التوصل إليها، في محافظة الحديدة والميناء التابع لها، ومدينة تعز، وتبادل الأسرى بين الطرفين، فضلاً عن النقاشات بشأن إجراءات بناء الثقة الأخرى، تعدّ الأهم منذ بداية العدوان في عام 2015.
كما واصل طيران العدوان السعودي غاراته المكثفة على محافظات صنعاء وصعدة والحديدة.
وأكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية يحيى سريع استمرار طيران العدوان السعودي في استهداف المناطق والأحياء السكنية في خرق واضح لاتفاق التهدئة في مدينة الحديدة، وقال: إن طيران العدوان شن 35 غارة على محافظات الحديدة وريمة ونجران وصعدة وحجة، ما أدى إلى استشهاد ستة مواطنين بينهم امرأة، مشيراً إلى أن طيران العدوان ألقى قنابل عنقودية على مزارع المواطنين في عزلة المجاملة بمديرية بيت الفقيه بالحديدة، فيما قصف مرتزقة العدوان بعشرات قذائف المدفعية مدينة الحديدة ومديرية التحيتا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أعلن الخميس اتفاق الأطراف اليمنية في ختام مشاوراتهم في السويد على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة غرب اليمن وعلى تفاهمات بشأن مدينة تعز.
وقال المتحدث الرسمي: “إن القوات اليمنية واللجان الشعبية يدركون طبيعة مهامهم والدور المنوط بهم في الرد بقوة على أي محاولات للتقدم على مختلف المحاور من قبل قوات العدوان ومرتزقته في الوقت الذي نحرص على تهيئة الأجواء لإنجاح جهود إحلال السلام وإنهاء الحرب في البلاد”.
وكان المتحدّث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع أعلن الجمعة أن طيران تحالف العدوان السعودي شن خلال الـ 24 ساعة الأولى مع اختتام مشاورات السويد 21 غارة، بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف ومحاولات تسلل للمرتزقة، وخاصة في جبهات الساحل الغربي، وأكد حرص الجيش واللجان على تهيئة الأجواء الملائمة لإنجاح جهود السلام، وإنهاء معاناة الشعب اليمني، لافتاً إلى أنهم “جاهزون للرد على الخروقات”.
من جهته، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أن أطراف النزاع في اليمن أبلغوه موافقتهم على تولي الأمم المتحدة مراقبة ميناء الحديدة.
وفي إحاطة لمجلس الأمن، قال غريفيث: إن الوصول إلى إنهاء المعارك في الحديدة هو من أهم الاتفاقات بين الأطراف اليمنيين، وأضاف: إن “التثبت من التطبيق هو الأساس في بناء الثقة”، آملاً أن يتمكّن مجلس الأمن من المحافظة على استمرار الاهتمام الدولي بتفاصيل تنفيذ الاتفاق.
وفي هذا الإطار أكد غريفيث أن مجلس الأمن يبحث نشر قوات مراقبة تشرف على الانسحابات المتبادلة ووقف القتال.
وسيعود مجلس الأمن في الأسبوع المقبل للاجتماع من أجل اعتماد مشروع قرار يرمي إلى تثبيت اتفاق السويد.
وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك قال بدوره، “كخطوة فورية نود الإفراج عن 1250حاوية تخصّ برنامج الغذاء العالمي محتجزة في ميناء عدن منذ عدة أشهر”، لكنه اعتبر أن أي تقدّم “سيبقى رهن الإرادة الدولية التي باتت في سباق مع الجوع والمرض”.
بدوره وصف وفد صنعاء إلى محادثات استوكهولم الاتفاق “بالخطوة المهمة باتجاه تحقيق السلام”.
الوفد كان قد عاد من العاصمة السويدية إلى مطار صنعاء على متن طائرة كويتية، بعد انتهاء الجولة الأولى من المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة.
ومن أبرز بنود اتفاق بين الأطراف اليمنية على وقف فوري لإطلاق النار في مدينة الحديدة وموانئها والصليف ورأس عيسى، كذلك إعادة انتشار مشترك للقوات في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومدينة الحديدة إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة، ونصّ الاتفاق أيضاً على الالتزام بعدم استقدام أي تعزيزات عسكرية من قبل الطرفين إلى محافظة ومدينة الحديدة، وإزالة جميع المظاهر العسكرية والمسلحة من المدينة.
وتضمن الاتفاق أن يقدّم رئيس لجنة التنسيق تقارير أسبوعية من خلال الأمين العام لمجلس الأمن حول تنفيذه.