كأس آسيا على خط الانطلاق.. أحلام كبيرة لنسورنا.. فهل اكتملت أركان المنافسة على اللقب؟
لا حديث يعلو في الشارع الرياضي عن المشاركة المنتظرة لمنتخبنا الكروي في منافسات البطولة الآسيوية في الإمارات مطلع العام الجديد، وكيف لا يكون المنتخب هو الشغل الشاغل وهو الذي نجح في زرع الابتسامة، وتغذية الحلم في تصفيات المونديال الماضي التي حرمنا الحظ وبعض التفاصيل من بلوغه.
المنتخب تحول لحالة وطنية هي كلمة تتكرر كثيراً في أجواء رياضتنا، ومعها تكبر الأحلام بإمكانية مشاهدة لاعبينا يقارعون كبار القارة الآسيوية، ويلامسون اللقب الغالي، وهذا الكلام من الناحية النظرية وارد جداً، ومن الممكن تحقيقه كون كرة القدم مليئة بالمفاجآت، ولا تعترف بأية فوارق فنية، أو أسباب منطقية، ولكن هناك جملة من الأمور يجب النظر إليها لإطلاق حكم صحيح على منتخبنا قبل البطولة.
شعرة دقيقة
الجميع سمع عن وضع منتخبنا في المركز السابع ضمن قائمة المرشّحين للظفر باللقب، وذلك بعد دول كبرى مثل إيران، واليابان، واستراليا، وهي المرة الأولى التي ندخل غمار أية بطولة كروية، ونحن ضمن ركب المرشّحين، وذلك أمر يجب أن يكون بمثابة جرس الإنذار.
فالفارق بين الثقة والغرور شعرة دقيقة، والتعويل على ما مضى من نتائج يعطي نتائج عكسية في مواجهة منافسين طامحين، كما أن تحويل الترشيحات من عامل ضغط إلى عامل تحفيز يتطلب تعاملاً احترافياً من الجهاز الفني، وعملاً على الجانب النفسي لم نعتد على تواجده في منتخباتنا سابقاً.
فالتعامل مع الأضواء والضغوطات الإعلامية العادية أمر ليس بطبيعي على لاعبينا، ولكن وجود لاعبين من أصحاب الخبرة سيكون له دور في تخفيف الآثار السلبية، والتعامل معها، وتحويلها لمصلحتنا.
التشكيلة الأقوى
وبالانتقال إلى الأمور الفنية فإن تشكيلة المنتخب يمكن تصنيفها بالأقوى عبر تاريخ كرتنا، وبغض النظر عن مرور أجيال مميزة سابقاً، فإن ما يمتلكه لاعبو منتخبنا اليوم فنياً قل نظيره، فمختلف المراكز تعاني ليس من ندرة اللاعبين، بل من كثرتهم، ما سيجعل المدرب الألماني في حيرة لاختيار القائمة النهائية التي طال انتظارها. وإذا كان الحديث خلال رحلة الاستعداد عن وجود ضعف دفاعي، فإن الخلل ليس بقلة الأسماء، بل في نظرة الكادر الفني الذي فضّل في كثير من الأحيان تغيير مراكز بعض اللاعبين عوضاً عن منح الفرصة لمدافعي الدوري المحلي، فالجميع يشاهد ما يقدمه شعيب العلي مع الوحدة، وحسين أبو زينب مع تشرين.
وبعيداً عن النقد فإن الصفوف مكتملة، والأمر الجميل أننا سنشاهد منتخبنا بتشكيلة تجمع بين الخبرة والشباب، بانتظار اكتمال الصورة بالنسبة لوجود قائد في الملعب يسمى فراس الخطيب.
سوابق كروية
وإلى جانب أننا سندخل البطولة بطموح التتويج، فإننا سنشارك للمرة الأولى بلا أعذار مكررة لأي إخفاق مقبل، فما تم توفيره للمنتخب الحالي لم يقدم لأي منتخب في أية فترة ماضية، فشروط المشاركة المميزة تبدو مكتملة، ولم تعكّر صفوها أية شائبة.
البداية كانت بالتعاقد مع مدرب أجنبي برقم مالي غير مسبوق، وبناء على سمعته وإنجازاته مع المنتخبات التي دربها، ومع قدوم “شتانغه” تم توفير معسكر في النمسا بشروط احترافية، وحسب طلب الجهاز الفني، وتم العمل على استقدام بعض المحترفين في الدوريات الأوروبية، ولعب عدة مباريات ودية ضمن النطاق المتوفر، أي أننا قمنا بسابقة كروية لتحضير المنتخب، وتوفير احتياجاته، لكن السؤال يبقى: هل هذا يكفي ليكون طموحنا التتويج باللقب؟!. الإجابة عن هذا السؤال معروفة لكل العاملين في المجال الكروي، فإن تحقق الإنجاز، وهو ما نتمناه، فإن الفضل سيكون أولاً وأخيراً لعزيمة وإرادة اللاعبين، لأننا بعيدون جداً عن مفهوم التخطيط والاستراتيجية، فكرة القدم ليست بالبساطة التي يتخيلها البعض.
مؤيد البش