برعاية الرئيس الأسد.. احتفال مركزي في سعسع بالذكرى 54 لعيد الفلاحين الهلال: استعادة كل شبر من أراضينا المحتلة.. وإعادة بناء ما دمّره الإرهاب
ريف دمشق- محمد غالب حسين:
برعاية الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد، أقام الاتحاد العام للفلاحين في سورية احتفالية مركزية، أمس، في بلدة سعسع المحاذية لجبل الشيخ، بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين على تأسيس الاتحاد.
ونقل ممثل راعي الاحتفال الرفيق المهندس هلال الهلال الأمين العام المساعد للحزب تحية ومحبة الرئيس الأسد إلى كل فلاحي الوطن، والذين أصرّوا على التشبث بأرضهم، والاستمرار في العمل والزراعة طوال فترات الأزمة على الرغم من جميع الظروف الصعبة والأخطار والتهديدات التي تعرّضوا لها، إيماناً منهم بدورهم في المساهمة بتعزيز الصمود الوطني، والانتصار على المخططات المعادية للوطن والشعب، مشدّداً على أن سورية أم الحضارات ستنتصر على الأعداء والطامعين والمتآمرين والحاقدين، لأن أرضها أنبتت السنبلة الأولى والأبجدية الأولى.
وتحدّث الرفيق الهلال عن أهمية عيد الفلاحين، هذا الحدث الكبير الذي يجسّد العطاء الأول والأكبر الذي قدّمه الفلاح السوري إلى البشرية جمعاء، لتتالى بعدها الدروس التي أكدت أن الشعب العربي السوري كان ولا يزال متميزاً في الجودة والعطاء، مشيراً إلى أن الفلاحين هم عماد الوطن وبناة عزه ومجده، مضيفاً: إن صمود الفلاحين، كما كل فئات الشعب، وتحديهم للإرهاب، وتمسّكهم بأرضهم، كان له الدور الأكبر في تأمين وتوفير المواد الغذائية للمواطنين، منوّهاً أن صمود شعبنا، وتصديه لأعتى حرب عرفها التاريخ، تجربة رائدة ينبغي أن تتعلّم منها كل الشعوب التي تتطلّع إلى الدفاع عن حريتها واستقلالها، مشدداً على أنه من المستحيل هزيمة سورية وشعبها، ونحن واثقون بالنصر على الإرهاب وداعميه، وما يعزّز ثقتنا بالنصر عوامل حاضرة موجودة بقوة في الواقع، في مقدّمتها: قائد يتمتع بتكامل الشجاعة والحكمة، المستند إلى الإيمان بشعبنا العظيم وتقاليده وكفاحه طوال مراحل التاريخ، وجيش عقائدي تمرّس في محاربة الإرهاب وداعميه.
وأكد الرفيق الأمين العام المساعد أن الشعب السوري- والذي كان سباقاً للتحرّر من كل أشكال الاستعمار القديم، وكان أول شعب في المنطقة، وضع دستوراً عصرياً- لم يستسلم ولم يرضخ طيلة تاريخه، واليوم هو مصمم أكثر من أي وقت مضى على مكافحة ما تبقى من شراذم المجموعات الإرهابية في إدلب وغيرها، وعلى ممارسة حقه القانوني بالدفاع عن النفس، وطرد كل القوات الأجنبية الغازية من أراضيها، مشدداً على أن الجولان المحتل سيكون في وسط سورية، كما قال قائدنا المفدّى، وشعب سورية تواق لتحرير الجولان، لأن هذا التحرير سيكون المدخل لتحرير فلسطين، التي كانت وستبقى البوصلة الأساسية لكل عربي شريف.
وأشار الرفيق الهلال إلى أن رعاة الإرهاب فرضوا هذه الحرب القذرة على سورية لاستنزاف طاقاتها بغية تمرير مخططاتهم في المنطقة، وفي مقدمتها تصفية القضية الفلسطينية، وتمرير “صفقة القرن” وغيرها من الصفقات الصهيوأطلسية، وإغراق شعوب المنطقة في ظلامية دموية فتيلها الفكر الوهابي المتطرّف، مشدّداً على أن سورية ستفشل كل المخططات التي تستهدفها، كما أفشلت سابقاً كل المشاريع الاستعمارية الغربية، وستظل متمسّكة بمبادئها الوطنية والعروبية وبنهج المقاومة، وأضاف: إن السوريين يحصدون ثمار تضحياتهم من الانتصارات التي تتوالى على الأرض بفضل حكمة وشجاعة الرئيس الأسد، الذي قاد السفينة خلال الحرب بكل قوة واقتدار، وأوصل سورية إلى بر الأمان.
وجدّد الرفيق الهلال التأكيد على أن سورية ماضية بإعادة تأهيل المناطق التي خربها الإرهابيون، وإعادة الحياة إلى طبيعتها، ونوّه بأن تطهير المنطقة الجنوبية من الإرهاب التكفيري كانت ضربة قاصمة لكل من تآمر على سورية، لأن الهدف الأساسي للحرب كان يتمثّل بتأمين الغطاء لإقامة منطقة تحمي الكيان الصهيوني، لكن أبطال الجيش العربي السوري حطّموا تلك الأوهام، وشدّد على أن مرحلة إعادة الإعمار لا تقل أهمية عن محاربة الإرهاب، مشيراً إلى أن الأولوية لإعادة بناء الإنسان، داعياً لزراعة كل شبر من أرض الوطن، واستثمار الإمكانات المتاحة، والتقانات الزراعية الحديثة لتحقيق الأمن الغذائي التي كانت سورية سباقة إليه ورائدة فيه، حيث كان المخزون الاستراتيجي من القمح قبل الحرب العدوانية يكفي الوطن لعدة سنوات.
من جانبه أكد الرفيق أحمد صالح إبراهيم، رئيس الاتحاد العام للفلاحين، أن الفلاحين رغم ظروف الأزمة، والحصار الجائر المفروض على الشعب السوري، والإرهاب الذي تعرّضوا له، ظلّوا مصرين على العمل والإنتاج، مشيراً إلى أنه مع انتصارات الجيش العربي السوري نستعد لإعادة الإعمار، وتجاوز ما خرّبته يد الإرهاب لكي تعود الزراعة السورية إلى سابق عهدها، ومساهمتها في الناتج المحلي، وتحتل المنتجات الزراعية مكانتها في الأسواق العالمية، واستعرض الواقع الزراعي في القطر، والصعوبات التي يعاني منها الاتحاد، بعد تدمير العصابات الإرهابية المسلحة للبنى التحتية ومراكز الأبحاث والثروة الحيوانية، مشيراً إلى السعي لتعديل قانون التنظيم الفلاحي، والعمل لتنفيذ خمسة عشر مشروعاً تنموياً زراعياً، منها معامل للأعلاف وللخزن والتبريد، وتجهيزات الري الحديث، وصناعة الألبان والمنتجات الزراعية.
من جهته شدّد الرفيق أحمد القادري وزير الزراعة والإصلاح الزراعي على أهمية دور الفلاحين في المرحلة المقبلة لبناء المجتمع، وقدّم شرحاً عن خطة الوزارة المستقبلية للاستثمار في القطاع الزراعي بما ينعكس بشكل مباشر على هذا القطاع، ولفت إلى تعاون الوزارة مع الاتحاد العام للفلاحين لعودة الفلاحين المهجّرين لأراضيهم واستثمارها، وزراعة كل المساحات القابلة للزراعة، والتوسّع بعمليات استصلاح الأراضي، واعتماد استراتيجية تنوّع المحاصيل وصولاً للاكتفاء الذاتي وتحقيق الوفرة.
وتضمنت الاحتفالية إلقاء عدد من القصائد الشعرية والعروض الفولكلورية من التراث السوري الأصيل.
حضر الاحتفالية عدد من الرفاق أعضاء القيادة المركزية، ووزير الموارد المائية، وأمناء ومحافظو وقيادات فروع كل من دمشق وريفها والقنيطرة والسويداء ودرعا، وعدد من رؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وأعضاء مجلس الشعب.