حملة وطنية شاملة لترشيد الطاقة على مدار ثلاثة أشهر
دمشق – ق. د
وضعت وزارة الكهرباء الخطة المعدة لحملة الترشيد على الطاقة موضع التنفيذ العملي، التي بدأت منتصف الشهر الجاري وتستمر حتى منتصف الشهر الثالث من آذار من العام المقبل 2019، أي على مدار ثلاثة أشهر كاملة، وفق ما أكده معاون وزير الكهرباء المهندس نضال قرموشة لـ”البعث”، والذي تناول كل ما تم عمله لأجل تحقيق النتائج المرجوة والمتوقعة من الخطة.
ووفقاً لمعاون الوزير فإن الخطة تهدف بخلاصتها إلى إحداث نقلة نوعية في هذا الملف المهم، إذ من المتوقع أن يعود تطبيقها بالفائدة على المنظومة الكهربائية بشكل عام وعلى المشتركين جميعاً، وذلك ضمن حزمة أهداف وخطوات وإجراءات، سيتم اتخاذها تباعاً، وعلى كافة المستويات (فنياً واجتماعياً وثقافياً وإعلامياً)، بغية نجاح الحملة الترشيدية التي باتت نتائجها الإيجابية بالتشكل، والمرهونة بمدى تجاوب وتعاون المشتركين مطلباً ملحاً للجميع.
وفي السياق نفسه وبهدف تكثيف نشاطات المركز الوطني لبحوث الطاقة في مجال الترشيد، عُقد في المركز اجتماعاً بحضور المدراء المعنيين في المركز، وذلك لمناقشة الآليات وجمع المقترحات لتنفيذ الحملة الشتوية لترشيد الطاقة الكهربائية ودراسة الأفكار التي من شأنها إيصال الرسائل التوعوية للإخوة المواطنين والقطاعات الخدمية بطرق جديدة ومبتكرة تحقق الغاية المرجوة من الحملة بمشاركة جميع الجهات ذات الصلة، خاصة وسائل الإعلام بكافة أشكالها.
الحملة تبدو مشتركة لرفع كفاءة الوعي الطاقي ومكافحة ظاهرة الاستجرار غير المشروع للحفاظ على التغذية الكهربائية للمتطلبات السكنية والصناعية والتجارية والخدمية، نظراً لكون الكهرباء سلعة نبيلة وهامة ذات أهمية وذات تكاليف إنتاج ونقل وتوزيع عالية جداً، وتتطلب تكاليف استثمارية عالية ونفقات تشغيلية باهظة، وفي المقابل تباع بأسعار مدعومة، لضمان استمرار واقع تغذية أمثل كما كان قبل بداية فصل الشتاء.
ويشار إلى أنه عقد في المؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء اجتماعاً نوعياً ضم كلاً من معاون الوزير المهندس نضال قرموشة ومدير المركز الوطني لبحوث الطاقة ومدير عام مؤسسة التوزيع والمدراء العامين لشركات الكهرباء، وذلك لاستكمال حملات ترشيد الطاقة الكهربائية ورفع كفاءة استخدام الطاقة ونشر الوعي الطاقي ومتابعة سبل القضاء على ظاهرة الاستجرار غير المشروع، وذلك لخفض استهلاك الطاقة، خاصة مع تنامي الطلب عليها بما ينعكس إيجاباً على واقع التغذية، حيث تمت مناقشة جميع الآراء المطروحة حول الموضوع، والاتفاق على الخطة المعدة لحملة الترشيد، وتتضمّن أهداف الحملة وسبل تحقيقها على كافة المستويات فنياً واجتماعياً وثقافياً وإعلامياً، وتمت مناقشتها واقتراح تشكيل لجان على مستوى الوزارة وأخرى على مستوى الوزارات المعنية بالمشاركة بالحملة ولجنة في كل شركة كهرباء بالمحافظات كافة، وذلك لتسهيل تنفيذ إجراءات العمل وإنجاح الحملة وتلافي نقاط الضعف وتقيمها بما يضمن تحقيق أهدافها.
كما سيتم الاعتماد بشكل مكثف على عناصر دوائر حفظ الطاقة في كافة الشركات ليكونوا أذرع تنفيذ كافة الحملات في المحافظات، وستتم معالجة كافة الأسباب التي تدعوا البعض للّجوء إلى الاستجرار بطرق غير شرعية إن وجدت وتنظيم حملات دورية بمشاركة أعلى المستويات لقمع ظاهر الاستجرار غير المشروع والتشديد على العمل الميداني للمدراء العامين لما له من أثر على حسن سير مكافحة هذه الظاهرة.
وتأتي أهمية ضرورة نشر ثقافة الوعي الطاقي كونها حملة مستمرة دائماً، ومن أهدافها التي تركز على الحد من سرقة الكهرباء وما ترتبه من أعباء كبيرة بسبب تلك الظاهرة، خاصة في ضوء الدعم الكبير لحوامل الطاقة بأنواعها، خاصة الكهرباء، حيث تصل تكلفة الكيلو الواط الساعي بالسعر العالمي إلى نحو 80 ليرة سورية على التوتر المنخفض، بينما يباع للشرائح الدنيا بسعر من 1 إلى 5 ليرات للكيلو الواط الساعي الواحد. كما ويأتي توقيت إطلاق الحملة في هذه الأشهر، نظراً لازدياد الاعتماد على الكهرباء في هذا الوقت وبنسبة كبيرة لأغراض التدفئة والطهي والتسخين، في ظل بعض الاختناقات العرضية في حوامل الطاقة الأخرى.
الجدير ذكره أنه سيتم إشراك الجهات المعنية بهذه الحملة بشكل فعال، ومنها وزارات كل من التربية والإدارة المحلية والتعليم العالي والأوقاف والداخلية والثقافة والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها.