فراس جرار: الفقراء حطب الحروب
انتهى المخرج فراس جرار من تصوير فيلمه القصير “حطب” في ثاني تجربة إخراجية له ضمن مشروع دعم سينما الشباب للمؤسسة العامة للسينما.. و”حطب” يتناول آثار الحرب على أطفال الطبقة الفقيرة التي تدفع دائماً الثمن، خاصة أثناء الحروب من خلال قصة طفلة تقوم بجمع الحطب وبقايا الخشب لتموّنه للشتاء القارس للإشارة إلى أن الفقراء هم حطب الحروب، مشيراً جرار إلى أن الفيلم عبارة عن حالة إنسانية متناولة بشكل بسيط وواقعي، هدفها تسليط الضوء على معاناة الأطفال من الطبقة الفقيرة الذين فقدوا الأهل والمعيل أثناء الحرب.
سبق لجرار إنجازه لفيلم سينمائي قصير ضمن مشروع دعم سينما الشباب وكان بالشراكة مع زميلة له في دبلوم العلوم السينمائية، أما اليوم فهو يخرج فيلمه بشكل فردي وقد حاول من خلال الأداء والصورة والكوادر جعل المشاهد جزءاً من الحالة الإنسانية التي يعيشها الأطفال لإيصال رسالته التي تؤكد على أن الأطفال والطبقة الفقيرة التي حمت الوطن هم من دفعوا الثمن الأكبر في الحرب، وكل ذلك ضمن أسلوبية بسيطة وشبه واقعية بعيداً عن السريالية والشاعرية أو السحرية من خلال تصوير شبه واقعي لقصة تلخص صراع طفلة بجمعها للحطب لتدفئ أختها وجدتها المريضة، مؤكداً جرار أن تناول قضايا الطفل مسألة صعبة لكنها مهمة لأننا من خلال تناول هذه القضايا عبر الأعمال الفنية نؤكد على أننا نشعر باحتياجاته وتطلعاته عبر السينما التي بأعمالها تلقي الضوء على حالات إنسانية يعيشها الأطفال كالتشرد والتسرب من المدارس، منوهاً إلى أن قضايا الطفل تغريه كما تغري معظم المخرجين في السينما نظراً للحالات الإنسانية والفنية التي تتيحها لهم، فالمخرج يستطيع من خلال هذه القضايا الوصول لعدد كبير من المشاهدين عبر أطفال يقدمونها بشكل عفوي بعيداً عن التمثيل، موضحاً أن مشروع دعم سينما الشباب يتطور، والتطور الحقيقي له كان من خلال وجود دبلوم العلوم السينمائية الذي يهدف إلى بناء جيل وكوادر سينمائية مؤهلة على أساس معرفي وثقافي، إلى جانب اهتمام المؤسسة بالمهرجان والعمل على تطويره على الصعيد الإنتاجي والإيمان بالأفكار المطروحة ومحاولة توفير كل الدعم له ضمن الإمكانيات المتوفرة وشرطية الفيلم القصير.
مرحلة مهمة
وبيّن الفنان غسان الدبس أحد أبطال “حطب” والذي اعتاد أن يشارك في أفلام سينما الشباب وقد واكب المشروع منذ البداية أن المشروع في تطور مستمر على صعيد آلية التنفيذ والإنجاز، ويسعده اليوم أن المشروع وصل إلى مرحلة مهمة بعد تجاوز العديد من الإشكاليات باتجاه النضوج في العمل فيه، خاصة بعد غياب الثنائيات التي كان يعتمدها المشروع بعد أن أتيحت فرص فردية للمخرجين، مؤكداً على أهمية طرح قضايا الطفل من قبل الشباب لأفكارهم المتطورة مع العصر وقد نجحوا برأيه في تناول أكثر من موضوع وبأشكال متعددة، وهذا ما لمسه من خلال عدة تجارب شارك فيها، مبيناً أن من يتصدى لطرح قضايا الطفل تُرفَع له القبعة لأنه يساهم بشكل أو بآخر في إنقاذ أطفالنا من خلال ملامسة ما يعانونه من مشاكل.
أول تجربة له
أما الفنان محمد سالم الذي يشارك في أول تجربة له في مشروع دعم سينما الشباب فيرى أن هذا المشروع فرصة مهمة للشباب وإن كان لا يرى نفسه في الإخراج لأنها مسألة صعبة جداً وكان له أكتر من تجربة مسرحية وقد لمس صعوبة هذا الأمر، لذلك فهو يحيي جهود المخرجين الشباب، كما لم يخفِ أنه تردد في المشاركة في “حطب” لأنه بالأصل كثير التردد في الإقدام على أي عمل، مشيراً إلى أن ذلك أثّر ويؤثر على الفرص التي تُقدم له، ولكن وعلى أرض الواقع لمس سالم أثناء التصوير أن تردده لم يكن في محله، فقد اكتشف أن هناك شباباً يعرفون ماذا يريدون برؤية قريبة من الاحتراف كفراس جرار الذي لديه مستقبل باهر في مجال الإخراج حسب تعبير محمد سالم.
حطب
فيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما سيناريو عمار ونوس وفراس جرار، إشراف عام محمود عبد الواحد، استشارة درامية أوس محمد، إخراج فراس جرار، إشراف عام محمود عبد الواحد، مشرف فني أيهم عرسان، مدير إنتاج مغيث ديب، سينوغراف سلام حسينو، مدير تصوير عمار خضور، إضاءة فايز مقشاتي، صوت حسان كوكش، فوتوغراف سلاف المكي.
الممثلون المشاركون: غسان الدبس، محمد سالم، كرستيل رومية، كرستيا فضول، شادي جان.
أمينة عباس