النفط السوري يُسرق بغطاء أمريكي.. وعشائر الحسكة تندد بتهديدات أردوغان سورية تدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم “التحالف”
بينما يقصف “تحالف” واشنطن المجرم بشكل شبه يومي مدن وبلدات ريف دير الزور الشرقي، ويرتكب مجازر بحق الأهالي لإجبارهم على مغادرة أرضهم، يسرق نظام رجب طيب أردوغان النفط السوري عبر مرتزقته وبغطاء أمريكي، ويحضّر لشن هجوم على منطقة شرق الفرات بذريعة حماية الأمن القومي التركي.
وزارة الخارجية والمغتربين، أكدت أن استمرار “التحالف الدولي” غير الشرعي بقيادة الولايات المتحدة في ارتكاب المجازر بحق المدنيين السوريين يبيّن سلوكها المشين واستخفافها بالشرعية الدولية وأحكام القانون الدولي، مطالبة مجلس الأمن مجدداً بالنهوض بمسؤولياته من خلال التحرك الفوري والجاد لوقف هذه الجرائم والاعتداءات والمجازر والتدمير الممنهج للبنية التحتية في سورية.
وفيما أظهرت صور حديثة التقطتها الأقمار الصناعية وطيران الاستطلاع الروسي قوافل صهاريج تابعة للمجموعات الإرهابية تقوم بتهريب النفط السوري باتجاه تركيا والعراق بغطاء مباشر من أمريكا و”التحالف”، ندد مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية في محافظة الحسكة بتهديدات نظام أردوغان بشن عدوان على مناطق شرق الفرات، معتبراً أن هذه التهديدات جاءت بضوء أخضر من الولايات المتحدة. في وقت أكد خبراء ومحللون روس أن الوجود العسكري التركي على الأراضي السورية هو عدوان واعتداء على سيادة واستقلال سورية، وانتهاك صارخ لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة.
وفي التفاصيل، جاء في رسالتين وجهتهما وزارة الخارجية والمغتربين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي: إن الولايات المتحدة الأمريكية تواصل عمليات تحالفها الدولي غير المشروع واعتداءاتها على الأراضي السورية وجرائمها بحق المدنيين السوريين منذ تشكيله في شهر آب 2014، وذلك بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، فقد واصلت طائرات ذلك “التحالف” ارتكاب الجرائم بحق المدنيين السوريين التي كان آخرها يوم 16 كانون الأول الجاري حين قصفت طائرات التحالف منازل المدنيين في قرية البوخاطر في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، ما تسبب باستشهاد 17 مدنياً، ووقوع أضرار مادية بمنازل وممتلكات الأهالي.
وقالت: كما استشهد خلال الأسابيع الأخيرة عشرات المدنيين وأصيب آخرون جلهم من الأطفال والنساء، ووقعت أضرار مادية كبيرة بمنازل الأهالي جراء استمرار مجازر طيران “التحالف” في مدينة هجين والقرى المحيطة بها بريف دير الزور الشرقي ومنها الاعتداء الذي وقع في 7 من الشهر الحالي، وأسفر عن ارتقاء 8 شهداء من عائلة واحدة، ووقوع عدد من الجرحى، وتدمير مشفى بلدة هجين بشكل كامل، وبيّنت الوزارة في رسالتيها أن استمرار دول هذا “التحالف” بقيادة الولايات المتحدة في ارتكاب المجازر بحق المدنيين السوريين وتدمير بيوتهم وتخريب مصادر عيشهم واستمرارها في تجاهل مجلس الأمن ومرجعيته الدولية في هذا الصدد يؤكد سلوكها المشين مرة أخرى في استخفافها بالشرعية الدولية وأحكام القانون الدولي والدولي الإنساني وفي مقدمتها اتفاقيات جنيف الخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب، ويكشف مدى زيف ونفاق هذه الدول عندما تطالب الدول الأخرى باحترام اتفاقيات حقوق الإنسان والقانون الإنساني ذات الصلة خلال عمليات مكافحة الإرهاب علماً أنه أصبح من البين للجميع اليوم أن عمليات “التحالف” لا تستهدف على الإطلاق تنظيم داعش الإرهابي في منطقة دير الزور، بل على العكس من ذلك، حيث أثبتت هذه الممارسات والاعتداءات أنها بمثابة تهيئة الظروف اللازمة لاستمرار أعمال ذلك التنظيم الإجرامي الإرهابي المتحالف معها، وإمداده بسبل البقاء، والتمدد من جديد.
وأضافت الوزارة في رسالتيها: إن الجمهورية العربية السورية تطالب مجدداً مجلس الأمن بالنهوض بمسؤولياته من خلال التحرك الفوري والجاد لوقف هذه الجرائم والاعتداءات والمجازر والتدمير الممنهج للبنية التحتية في سورية، وباتخاذ ما يلزم لإنشاء آلية دولية مستقلة ومحايدة للتحقيق في هذه الجرائم وإدانتها ومعاقبة مرتكبيها وتعويض أسر الضحايا، كما تأمل تحركه لإلزام دول ذلك “التحالف” بأحكام ميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية التي تعارفت أمم العالم على احترامها وحمايتها خلال العقود الماضية، واختتمت الوزارة رسالتيها بالقول: إن الجمهورية العربية السورية تشدد على أن استمرار صمت المجلس تجاه هذه الاعتداءات والجرائم ومرتكبيها سيؤدي إلى هروب هؤلاء المجرمين من السلطات بصورة منهجية، وسيقوض هيبة ومرجعية مجلس الأمن والجمعية العامة، ويضعهما في موقف العجز التام عن الوفاء بكل المسؤوليات التي أوكلها الميثاق للأمم المتحدة وأجهزتها الرئيسية، معربة عن أملها بإصدار هذه الرسالة كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن ومن بنود جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة.
في غضون ذلك أظهرت صور حديثة التقطتها الأقمار الصناعية وطيران الاستطلاع الروسي قوافل صهاريج تابعة للمجموعات الإرهابية المنتشرة شرق نهر الفرات تقوم بتهريب النفط السوري باتجاه تركيا والعراق بغطاء مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف غير الشرعي الذي تقوده.
وبعد تحرير معظم المناطق في ريف دير الزور من تنظيم داعش يعمل الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الروسية العاملة في سورية على الحد من عمليات التهريب بنسبة كبيرة واستثمار عائدات النفط في إعادة الإعمار ما انعكس بشكل إيجابي على حياة المواطنين في المنطقة.
إلى ذلك ندد مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية في محافظة الحسكة بالتهديدات الجديدة للنظام التركي بشن عدوان على مناطق شرق الفرات بذريعة حماية الأمن القومي التركي، معتبراً أن هذه التهديدات جاءت بضوء أخضر من الولايات المتحدة، وأكد المجلس في بيان: أن الأمريكي والتركي يقفان في حلف واحد ضد الشعب السوري بكل مكوناته من خلال دعمهما للعصابات الإرهابية، داعياً أبناء الوطن في المنطقة الشرقية إلى التلاحم وعدم سقوط بعض الإخوة الأكراد مرة أخرى في حبال الخداع الأمريكي وإلى الالتفاف حول الجيش العربي السوري.
ونبه البيان إلى أن الأمريكي والتركي يعملان على تعطيل الحل السياسي في سورية من أجل الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني، داعياً إلى عدم الانجرار وراء الأوهام التي تزرعها أمريكا والتي تهدف من ورائها إلى إضعاف سورية وطن المحبة والتآخي والسلام.
وفي موسكو، لفت مساعد رئيس المعهد الروسي لدراسات بلدان الدول المستقلة فلاديمير يفسييف إلى أن تطلعات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بالتوجه نحو شرق الفرات في سورية والسيطرة على منبج وعين العرب تعتبر انتهاكاً لوحدة الأراضي السورية ينبغي النظر إليها كعدوان سافر ضد دولة مستقلة.
من جهته اعتبر كبير الباحثين في معهد الاستشراق التابع لوزارة الخارجية الروسية يوري زينين: أن حسابات النظام التركي استغلال ظروف الأزمة في سورية فشلت، وهذا أصبح أمراً واضحاً للجميع ما جعل تركيا مقتنعة بالخروج من سورية، ولكن على أن تحفظ ماء وجهها، مستدركاً إلا أن الواقع الموضوعي يتمثل بأن سورية صمدت بصمود شعبها وقواتها المسلحة، واتضح منذ البداية أن نهج أردوغان كان مقامراً، لكنه لا يريد الاعتراف بذلك، وسيحاول بشتى السبل خلال فترة ما البحث عن ذرائع لتغيير وضعه، والخروج بطريقة ما من الأزمة في سورية، وشدد على أن سورية انتصرت في الحرب الرئيسية على الإرهاب، ولم يبق إلا معارك ثانوية متفرقة هنا وهناك، ولابد من تحقيق الانتصار فيها أيضاً.
بدوره اعتبر نائب مدير معهد التنبؤات والتسويات السياسية ألكسندر كوزنيتسوف أن الوجود العسكري التركي يمثل من وجهة نظر القانون الدولي انتهاكاً فظاً لسيادة واستقلال سورية ووحدة أراضيها، مفنداً ذرائع النظام التركي لوجود قواته في شمال سورية، واصفاً هذه الذريعة بأنها مبتدعة، وأشار إلى أن النظام التركي لا ينفذ التزاماته في محافظة إدلب بموجب الاتفاق الموقع مع روسيا في سوتشي، أو أنه ينفذها بصورة سيئة، موضحاً أن هذا النظام أخذ على عاتقه بموجب الاتفاق تجريد المسلحين من الأسلحة الثقيلة، وإخراج تنظيم جبهة النصرة الإرهابي من إدلب، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب، مضيفاً: مع ذلك لم ينفذ الأتراك أياً من هذه الشروط الثلاثة، حيث ازداد تأثير جبهة النصرة هناك.
من جانبه أكد النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي رئيس المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الإنسان في جنيف الدكتور عبد الحميد دشتي أن سورية وحلفاءها أسقطوا بصمودهم مخططاً صهيونياً أمريكياً تكفيرياً كان يستهدف الأمة العربية ودولها لسحق مقدراتها وشعوبها، وقال: إن سورية انتصرت رغم كل الأموال التي صرفت وما استجلب إليها من إرهابيين من كل أصقاع الأرض بسبب بسالة جيشها وصمود شعبها وحكمة قيادتها.