بولندا: فرنسا رجل أوروبا المريض
في أعنف هجوم تتعرّض له فرنسا من إحدى جاراتها الأوروبيات على خلفية الأحداث المتصاعدة فيها، أطلق وزير خارجية بولندا ياتسيك تشابوتوفيتش تصريحات نارية بحق باريس ورئيسها، مشبّهاً فرنسا ومشاكلها بـ “رجل أوروبا المريض”، على غرار ما كانت تكنى به “السلطنة العثمانية” في آخر فتراتها، داعياً ماكرون إلى الرحيل والخروج من الاتحاد الأوروبي. دعوة تحمل في طياتها رسائل مبطنة من الوزير البولندي لفرنسا، وتؤكّد من جديد أن الحلم الأوروبي الذي تقوده باريس مع برلين لتوحيد أوروبا بعيد المنال..
فقد قال تشابوتوفيتش: إن فرنسا هي رجل أوروبا المريض، وهي تشد أوروبا نحو الأسفل، مشيراً إلى أن الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي في مدينة ستراسبورغ وقتل فيه خمسة أشخاص بينهم بولندي يثبت أن شيئاً ما ليس على ما يرام في فرنسا، وأن احتجاجات الأسابيع الأخيرة وانسحاب الرئيس الفرنسي من تعهداته بإصلاح الدولة أمور محزنة، مضيفاً: “أعتقد أن ثمة تهديداً قوياً لدولة القانون في فرنسا”.
وكان ماكرون حاول احتواء الاحتجاجات التي بدأت تهدد مستقبله بإعلانه الأسبوع الماضي رفع الحد الأدنى للأجور، وخفض الضرائب على أصحاب المعاشات، وذلك بعد أسابيع من الاحتجاجات الشعبية، لكن متظاهري السترات الصفراء رفضوا خطوات ماكرون، وأعربوا عن عدم ثقتهم بها، واستأنفوا مظاهراتهم تحت شعار “ارحل ماكرون” للسبت الخامس على التوالي.
في سياق متصل قال رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب: إن عجز الميزانية سيتجاوز على الأرجح حد الثلاثة بالمئة من إجمالي الناتج المحلي المتفق عليه في الاتحاد الأوروبي، متوقّعاً أن يسجل نحو 3.2 بالمئة العام المقبل.
ومن المتوقّع أن تتجاوز فرنسا ذلك الحد بعدما قدّم ماكرون تنازلات لمحتجين مناهضين للحكومة في وقت سابق من كانون الأول، ما تسبب في عجز بالميزانية قدره عشرة مليارات يورو (11.30 مليار دولار). وجاءت تصريحات رئيس الوزراء خلال مقابلة مع صحيفة ليزيكو.
وفي مسعى لتهدئة محتجي حركة “السترات الصفراء”، أعلن ماكرون زيادة الحد الأدنى للأجور وخفضاً ضريبياً لمعظم المتقاعدين.
وقبل إعلانه، كانت التوقّعات تشير إلى عجز في الميزانية بنسبة 2.8 بالمئة في 2019.