رياضةصحيفة البعث

جمهور ومستوى

 

 

 

مع انتصاف رحلة الدوري الكروي الممتاز، وضح أن مستوى أنديتنا بعيد كل البعد عن الطموح الذي ارتسم في مخيلة عشاقها، فرغم أن الأرقام التي دفعت قبل بداية الموسم بلغت مستويات قياسية، إلا أن ما يقدم على أرض الملعب يدل على أن معظم النجوم المفترضين ليسوا سوى فقاعة لا تستحق ما دفع فيها.
ولعل الأسباب التي أدت إلى تدهور المستوى الفني باتت معروفة، إلا أن علاجها وتجاوزها لا يبدو في جدول أعمال القائمين على الدوري في مختلف المفاصل، فتغيير المدربين، واستعجال النتائج أمر أرخى بظلاله على المباريات كافة، فكم من قمة كروية لم ترق في المستوى لمباريات الأحياء الشعبية، وكم من مباراة كانت أشبه برياضات أخرى غير كرة القدم، وهنا تجدر الإشارة إلى أن أرضية الملاعب كان لها أثر كبير في التدهور الحاصل، فما يصلح لسباقات الخيل لا يصلح لمباريات الدوري الممتاز.
وفي عتمة ما يسمى الدوري “الممتاز”، أداء ومستوى وحتى تحكيماً، كانت هناك نقطة مضيئة جعلتنا نستبشر خيراً بقادم أفضل لكرتنا، ألا وهي الجماهير الكبيرة التي زينت جنبات جميع الملاعب، وأعطت زخماً للمباريات، فأضحى الجمهور وما يقدمه على المدرجات محور الاهتمام بعيداً عما يجري على أرض الملعب من “عك” كروي.
ورغم تسجيل بعض حالات الخروج عن النص، وهو أمر موجود في مختلف ملاعب العالم، إلا أن جماهير أنديتنا، وخاصة تشرين، والوحدة، والساحل، قدمت صورة مميزة عن التشجيع الراقي، واللوحات الفنية التي ذكرتنا بملاعب الدوريات الكبرى من خلال الحماس الذي تضفيه.
ختاماً ليس جديداً علينا أن نقول بأن مستوى جمهورنا أعلى بكثير من مستوى كرتنا، لكن الجديد الذي يفترض أن يكون هو العمل على الاستفادة من هذه الجماهير في سبيل الارتقاء بكرتنا، وربما استحقاق رفع الحظر عن ملاعبنا هو الأقرب.

مؤيد البش