صحيفة البعثمحليات

محطة مفصلية

 

 

انصب الاهتمام الحكومي مؤخراً على وضع رؤية استشرافية لدعم الخطط والبرامج والمشاريع المقررة والمنظورة، والتي من خلالها سيتم تحديد الملامح المستقبلية لمحافظة حلب، وذلك استناداً إلى معطيات ومؤشرات جديدة ستظهر مع بدء العام الجديد، تعطي دفعاً جديداً لقاطرة النهوض والنمو التي بدأت قبل نحو عامين من الآن، ولاستكمال ما أنجز من أعمال بالتزامن مع إجراء تقييم وتقويم لمسارات العمل المتعثرة، ورفع وتائر الإنجاز والإنتاج، والانتقال إلى المرحلة النهائية من مشروع الإعمار، وفق ما اصطلح بتسميتها ( الانتقال إلى مرحلة البناء الاستراتيجي).
وبطبيعة الحال نجد أن هذا التحول المرتقب والمأمول في الجانبين الخططي والتنفيذي، من شأنه أن يكسر الجمود في بعض مفاصل وجبهات العمل، ويعزز من قدرة وكفاءة العمل المؤسساتي في إطلاق مراحل جديدة ومهمة من العمل التنموي والاستراتيجي، وبما ينعكس إيجاباً على الواقع المجتمعي والخدمي والاقتصادي والزراعي والاستثماري، وصولاً إلى تحقيق نهضة شاملة ومستدامة في كافة المجالات والقطاعات.
ومن المؤكد أن العام القادم، وفق ما تم إقراره من دعم وخطط ورؤى وأفكار، يعد بالكثير من الإنجازات الحيوية والاستراتيجية، ضمن مشروع عمل متكامل وشامل تمت دراسته تفصيلياً وبعناية فائقة من قبل الوزارات المختصة والمعنية خلال انعقاد الجلسة الأسبوعية الاستثنائية للحكومة في حلب مؤخراً؛ ويعني ذلك أن حلب مقبلة على مرحلة مفصلية، تستدعي استنفار كل الجهود والطاقات، ووضع الآليات والبرامج التنفيذية لهذه الرؤية، التي ستشكل الانطلاقة الجدية لمشروع إعادة الإعمار، بالاستناد إلى ما أنجز سابقاً، خاصة على مستوى النهوض الاقتصادي بشقيه الصناعي والتجاري، وبما يعزز لغة الأرقام ومؤشر ارتفاع عدد المنشآت والمعامل والحرف الصناعية المنتجة، والتي بلغ عددها حتى الآن (15105) منشآت وحرفة.
مما سبق، وتزامناً مع الاستعدادات الجارية للاحتفال بالذكرى الثانية لتحرير حلب من الإرهاب، تفرض الضرورة تغييراً جذرياً في نمطيات وسلوكيات العمل الإداري والتنفيذي، والبحث عن أقصر وأنجع السبل والطرق للتعاطي الناجز مع الخطط والرؤى والبرامج الموضوعة، على أن يترافق ذلك مع إجراءات حازمة وصارمة لحسم وإنهاء كل مظاهر الترهل والتقصير والهدر في مؤسساتنا الخدمية والإنشائية، ومحاربة الفساد والمفسدين، وخلق بيئة صالحة ونافعة وقادرة على استثمار وتوظيف الطاقات في خدمة العملية الإنتاجية والوطنية.
ونعتقد أن حلب التي تضج فرحاً وعطاءً وهي تحتفل بالذكرى الثانية لخلوها من الإرهاب، تستحق أن تكون الأفضل وفي المقدمة دائماً، وهو ما يعول على أبنائها الشرفاء الذين واجهوا أسوأ الظروف، وتعالوا على جراحهم وآلامهم وصمدوا وتحدوا وقهروا الإرهاب.
معن الغادري