موسكو: لمنع انهيار معاهدة الصواريخ
لا يزال الساسة الروس يؤكدون في جميع المناسبات أن الاستفزازات التي تتعرّض لها روسيا، سواء من الجانب الأمريكي عبر التهديد بالانسحاب من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، أم من جانب الأوكراني من خلال اختلاق الأزمات مع روسيا في بحر القرم، هدفها الرئيس هو رفع منسوب التوتر في العالم، حيث أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة عدم انجرار الدول الكبرى وراء الدعاية الأمريكية، مشيراً إلى أن هذا الرهاب الذي تتم إشاعته عن روسيا مرتبط بالصراع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة.
وأعلن لافروف معارضة بلاده القطعية لانهيار معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، وسعيها الحثيث للحفاظ عليها باستصدار قرار بشأنها من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأضاف: “نحن نؤيد الإبقاء على هذه المعاهدة وقد اعترف المجتمع الدولي بأسره مراراً بأنها أحد الأركان الأساسية للأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي.. سنحاول للمرة الثانية على التوالي التوصل في الأمم المتحدة إلى قرار من الجمعية العامة يدعم الحفاظ على هذه المعاهدة”.
وأشار لافروف إلى أن الولايات المتحدة تواصل التنصّل من إجراء محادثات مهنية صريحة بشأن تنفيذ المعاهدة، وطالبها بالإقلاع عن رمي التهم جزافاً بخرقها، معتبراً أنه يتم حالياً ضخّ توتر غير مسبوق في العالم، وتابع: إن “السياسيين في البلدان الرئيسية لا ينبغي لهم، ولا يمكنهم السماح بالانجرار لأي حرب كبيرة، لأن الرأي العام لن يسمح لهم بذلك، كما لن تسمح لهم شعوبهم بذلك.. آمل أن تبدي البرلمانات في كل بلد غربي أقصى قدر من المسؤولية”.
وأشار إلى أن من ينظر إلى واشنطن يرى بوضوح أنها تعتبر روسيا منافساً لها، وقال: “ألاحظ أن هذا الرهاب الذي تتم إشاعته عن روسيا مرتبط بطبيعة الحال بالصراع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة.. ولكن هذه الحملة التي تقودها الولايات المتحدة لم تجلب أي شيء”، مضيفاً: “سنكون دائماً مستعدين للحوار حتى في هذه الظروف.. نحن لا نرفض أبداً المحادثات المهنية في المناطق التي يكون فيها شركاؤنا على استعداد للنظر في التهديدات والمشكلات القائمة على أساس متساوٍ ونزيه”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جدّد في الخامس من الشهر الجاري رفض بلاده إلغاء معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، مشيراً إلى أن روسيا ستردّ بالشكل المناسب في حال نفّذت واشنطن تهديدها بهذا الشأن.
ووقعت روسيا والولايات المتحدة هذه المعاهدة عام 1987، حيث تنصّ على التزام الجانبين بعدم تصنيع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنحة وبتدمير كل منظومات الصواريخ التي يتراوح مداها المتوسط بين 1000 و5500 كيلومتر ومداها القصير بين 500 و1000 كيلومتر.
من جهة أخرى أكد لافروف أن بلاده لن تحارب أوكرانيا، لكنها ستردّ حال قيام كييف باستفزازات بالقرب من حدودها، مشيراً إلى أن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو يجهّز لاستفزاز في نهاية شهر كانون الأول الجاري عند الحدود الروسية، وأضاف: إن “المستندات التي تمّت مصادرتها من سفن البحرية الأوكرانية تكشف أن هدف هذا الاستفزاز كان إثارة فضيحة”، وأكد أن النظام الحاكم في كييف يحمل طابعاً معادياً للشعب وشكلاً نازياً، وقال: “لا نحارب النظام الأوكراني، فهو متميز بصفات نازية، إنما يحاربه سكان أوكرانيا الذين يقطنون (إقليم) دونباس”. وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أكد عدم وجود أي وساطة بين روسيا وأوكرانيا لتسوية الوضع في مضيق كيرتش بعد انتهاك ثلاث سفن أوكرانية المياه الروسية في الـ25 من تشرين الثاني الماضي واحتجازها من روسيا.