مع ختام ذهاب الدوري الكروي الممتاز الجيش تصدر بجدارة.. والواكد في صدارة الهدافين.. وتغيير المدربين ظاهرة مستمرة
أسدل يوم الجمعة الماضي على مرحلة الذهاب من الدوري الممتاز لكرة القدم، حيث تقاسمت صدارة الترتيب ثلاثة أندية برصيد (27) نقطة هي: الجيش الذي تقدم بأفضلية الأهداف على الوحدة وتشرين، لكن السمة الأبرز لدوري هذا العام هي غياب الإقناع، فلم تقدم أغلب فرق الدوري أداء يرضي محبيها وعشاقها، حيث كان المستوى دون الطموح، وظهر للعيان اعتماد الفرق على اللعب التجاري لكسب النقاط دون تقديم الأداء، كما ظهرت فرق بأدنى مستوى لها نسبة للموسم الماضي مثل حرفيي حلب الذي كان الحصان الأسود (العام الماضي)، لكنه هذا الموسم تذيّل ترتيب الفرق ولم يحقق إلا فوزاً واحداً، وتعادلاً.
الجيش كعادته في كل موسم يلعب كرة جميلة، ودخل الدوري بقوة، وحقق فوزاً كبيراً على الحرفيين، لكن مدربه حسين عفش اعتذر فجأة عن الاستمرار مع الفريق، فاستلم أحمد الشعار المهمة ونجح حتى الآن بنصفها، وتصدر الدوري على أمل أن يكمل مسيرته في الإياب ويحافظ على لقبه.
على العكس من ذلك قدم الوحدة بداية الموسم مستوى وأداء ضعيفاً، ومع تعيين المدرب الوطني فجر إبراهيم مديراً فنياً، وفوزه على حامل اللقب (الجيش)، بدأ القطار بالسير نحو المقدمة، ووصل ليتصدر الدوري بسلسلة انتصارات متميزة.
تشرين ومنذ بداية الموسم كان منافساً قوياً على المراكز الأولى، وتصدر الدوري طيلة المرحلة، وفقدها بآخر مباراة، الفريق كان كبيراً بكبر جمهوره الذي كان أفضل من مستوى الفريق، وتنتظره بالإياب مباريات قوية خارج أرضه مع الجيش، والوحدة، والاتحاد، وبحاجة لجهود كبيرة كي يحقق اللقب.
كافة المراقبين تفاءلوا بفريق الساحل (الذي يشارك لأول مرة بتاريخه بدوري الأضواء)، وبعد البداية النارية له، وتحقيقه لأكثر من مفاجأة، بدأ بريقه يخبو، فتراجعت نتائجه، الأمر الذي أدى لاستقالة مدربه فراس معسعس.
كما ظهر المجد عديم الحيلة، رغم أنه أعاد لصفوفه مدربه القديم عماد دحبور، ولكن لم يكتب له النجاح، ووضح تقدم لاعبيه في السن ليكون مخضرموه عالة على الفريق، ولعل ما أثر على الفريق كثرة إهدار لاعبيه لركلات الجزاء التي بلغت أربعاً، ولو تم تسجيلها لحقق الفريق قفزة على سلم الترتيب.
جبلة العائد لدوري الأضواء لم يقدم المأمول منه، وبدا حملاً وديعاً بعدما كان بعبعاً لفرق الدوري فيما مضى، ولم يستطع مدربه مناف رمضان إنقاذه!.
ويعتبر الشرطة من أكثر الفرق استقراراً بالدوري، لكنه لم يستثمر ما قُدم له فتراجع بشكل غريب للمواقع، ولم تنفع خبرة مدربه أنور عبد القادر فبدا الفريق عادياً.
أندية الوثبة، والنواعير، وحطين حاولت تقديم ما بوسعها، مع الاختلاف بالنتائج التي حققت، أما الكرامة (الكبير) فلم يعد كبيراً هذا الموسم، ولولا تألق هدافه أحمد العمير لما حقق الفريق أي انتصار.
الاتحاد أيضاً تأرجح مستواه، وخلال مبارياته أحياناً كان بالقمة، وأحياناً أخرى بالقاع، وبشكل عام تراجع بشكل مخيف نسبة للموسم الماضي، حيث كان قوياً، والدليل أنه خسر لقب الدوري لمصلحة الجيش بفارق الأهداف.
الطليعة بدأ الموسم ضعيفاً، لكنه بعد استلام ماهر البحري تدريب الفريق تحسن مستواه وعاد بقوة فدخل خط المنافسة على المراكز الأولى.
بلغة الأرقام
– أقيمت طيلة مرحلة الذهاب (91) مباراة، انتهت (68) مباراة منها بالفوز، و(23) بالتعادل، وسجل فيها (379) هدفاً، بما فيها الأهداف الثلاثة التي فاز بها الجيش على حطين قانوناً.
– استحق هجوم الجيش لقب الأقوى حين سجل 30 هدفاً في 13 مباراة، فيما كان دفاع الوحدة الأقوى، حيث اهتزت شباكه 5 مرات فقط، وجاء بعده تشرين (6 مرات)، أما فريق الحرفيين فكان الأضعف هجومياً ودفاعياً، ودخل مرماه 28 هدفاً، وسجل 8 أهداف فقط.
– شهدت الجولة الثالثة تسجيل أكبر عدد أهداف، بلغ عددها (18) هدفاً، وأقل الجولات تهديفاً هي الجولة الرابعة، والجولة الأخيرة بواقع (12) هدفاً.
– أكثر الفرق تعادلاً هو المجد بواقع (7) تعادلات، بينما أقلها الشرطة والحرفيون بتعادل واحد.
– أكبر فوز لفريق على آخر كان في الجولة الثانية حين تغلب الجيش على مضيفه الحرفيين بسباعية نظيفة.
– الجولة السابعة لم تشهد أي تعادل بين الفرق، وانتهت جميع المباريات بالفوز، بينما شهدت الجولة الرابعة أكبر عدد مباريات انتهت بالتعادل بواقع (4) مباريات، وكذلك الجولة الثامنة.
– نجح محمد الواكد لاعب الجيش في تسجيل 14 هدفاً، منها أربعة أهداف متتالية “سوبر هاتريك” في مباراة الحرفيين، ليتصدر قائمة هدافي الدوري، وبفارق 9 أهداف عن أسعد الخضر لاعب حطين، وأحمد العمير لاعب الكرامة.
– (23) ضربة جزاء تم احتسابها، ضاعت منها سبع ضربات جزاء، أربع منها أضاعها لاعبو المجد، واثنتان لحطين، وواحدة للاتحاد.
رحيل المدربين
تنامت ظاهرة رحيل المدربين في الدوري السوري، والبداية كانت مع حطين الذي أقال مدربه محمود الفيوض قبل أيام من انطلاقة المسابقة، وكلّف محمد العطار بالمهمة، ثم جاء بعده سليم جبلاوي، وأخيراً محمد شديد.
وقبل النواعير استقالة رافع خليل، وكلّف أحمد الخياري قبل أن يتعاقد مع خالد الحوايني، فيما كلّف الاتحاد أحمد هواش بتدريب الفريق بعد رحيل محمد شديد.
وكلّف الجيش أحمد الشعار خلفاً لحسين عفش، وجاء محمد ديب دياب بديلاً لأنس الصاري في الحرفيين، ومحمد خلف بديلاً لتامر اللوز، وبعده مناف رمضان في جبلة، فيما وافق الكرامة على استقالة عبد القادر الرفاعي، ولم يكلّف مدرباً جديداً حتى الآن، بدوره وافق الطليعة على استقالة هشام الشربيني، وكلّف ماهر بحري، فيما تقدم فراس المعسعس مدرب الساحل باستقالته بنهاية المرحلة، ومعه مدرب تشرين عبد الناصر مكيس.
عماد درويش