الصفحة الاولىصحيفة البعث

أزمة تأليف الحكومة اللبنانية تدخل مرحلتها الأخيرة

 

بعد نحو 7 أشهر من الفراغ، تسارعت وتيرة المشاورات في لبنان لحل أزمة تأليف الحكومة، وأكدت مصادر وزارية أن ولادة الحكومة ستكون قبل الأعياد، الأمر الذي يتقاطع مع ما أعلنه الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أمام زواره، وكذلك ما أكده المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أن “المبادرة لحل أزمة تأليف الحكومة تكللت بالنجاح”.
فقد تكثّفت الجهود السياسية في لبنان في الساعات الفائتة لتذليل العقبة الأخيرة التي حالت دون ولادة الحكومة، وأكدت مصادر اللقاء التشاوري أن اللقاء، والذي يضمّ ستة نواب مستقلين، سيسلّم أسماء مرشحيه للرئيس عون، ليختار الأخير واحداً منهم لتولي حقيبة وزارية، ولفتت تلك المصادر أن “الوزير سيمثّل حصراً اللقاء التشاوري ولن يكون من الحصة الوزارية لأي طرف آخر”.
التفاؤل بولادة الحكومة عبّر عنه عون أمام  زواره، ونقل عنه رئيس الحكومة السابق  نجيب ميقاتي “ثقته بقرب تشكيلها، ونحن سنتجاوز الأزمة الحكومية التي نعيشها، ونتمنّى كذلك تجاوز كل العقبات في مجلس الوزراء العتيد، في سبيل الخروج بحلول إصلاحية ضرورية اقتصادياً وإدارياً”، وأعرب الرئيس عون عن “اطمئنانه إلى وجود روزنامة عمل، وانطلاق ورشة عمل دائمة خلال السنة المقبلة فور تشكيل الحكومة”.
المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وبعد اجتماع وصف بالحاسم مع اللقاء التشاوري، أعلن أن “جلستي مع اللقاء التشاوري تكللت بالنجاح”، وشكر “رئيس الجمهورية على المبادرة التي أطلقها وكلّفني بتنفيذها، ولم ألق من اللقاء التشاوري إلا كل الإيجابية، والمبادرة هي عدة بنود، وهذا اللقاء هو محطة على طريق تنفيذ هذه المبادرة”، مؤكداً أنّه “إذا استمرت الأمور على حالها، فالحكومة ستبصر النور قريباً”، وشدد على أن “موضوع الأسماء ليس للتداول أو التشاور، وهو بند من مبادرة مكتملة، وعندما تنفّذ المبادرة نعلن عنها، وقد أصبحنا في أقل من الربع ساعة الأخير”.
من جهته قال عضو اللقاء التشاوري النائب عبد الرحيم مراد: إنه “سيكون لنا من يمثّلنا في الحكومة، وسنسلم الاسم في أقرب وقت”، لافتاً الى أن “اجتماعنا في التكتل كل يوم، وآراءنا متطابقة مع اللواء إبراهيم ولا يوجد عقد، وهو يعرف ومطمئن، وكل شيء يسير بشكل مريح”، وشكر رئيس الجمهورية واللواء إبراهيم على الجهد الذي أثمر، مؤكداً أنه “بعد يومين أو ثلاثة ستسمعون من إبراهيم الخبر المفرح الذي ينتظره جميع اللبنانيين”.
وفي المحصلة، وإذا ما سارت الامور كما توقّع أكثر من مسؤول لبناني، ستولد الحكومة خلال الأيام المقبلة، ما زاد الآمال في إنهاء حالة جمود وتشاحن مستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر بسبب التنافس على الحقائب الوزارية.
ولبنان، الذي يعاني من تراكم الديون وركود الاقتصاد، في حاجة ماسة إلى حكومة يمكنها الشروع في إصلاحات اقتصادية متوقّفة منذ فترة طويلة لوضع الدين العام على مسار مستدام.
من جانبه رجّح وزير المالية اللبناني، علي حسن خليل، أن يتمّ تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة بحلول عيد الميلاد، وقال: “أصبحنا في المرحلة الأخيرة، والأرجح أن تتشكّل الحكومة قبل عطلة الميلاد، ما قد يترك آثاراً إيجابية على الوضعين المالي والاقتصادي، ويفسح المجال للبدء بمعالجات هذا الملف”، فيما أكد مراد أن جميع المشاكل قد تمّ حلها، قائلاً: “حلت كل العقد، وسيسمع اللبنانيون الخبر اليقين خلال اليومين المقبلين”.