شيء ما يحترق في تشرين.. فهل يدفع الجمهور الثمن ويضيع حلم التتويج؟!
اللاذقية– خالد جطل
بعد أن أعلن الكابتن عبد الناصر مكيس استقالته من تدريب فريق تشرين بسبب عدم قدرته على المتابعة في ظل الظروف الصعبة المحيطة بالفريق، وجّه رسالة لجمهور النادي قال فيها: كنت أتمنى أن أتابع معكم يا جماهير تشرين الوفية، أن نحقق النجمة الثالثة التي تعاهدنا على تحقيقها منذ البداية معاً يد بيد، ولكن للأسف شاءت الأقدار أن نفترق، أتمنى من كل قلبي التوفيق والفرحة لقلب كل محب وعاشق لهذا الكيان العظيم، والوقوف مع الفريق إلى النهاية، وتحقيق الحلم الذي لطالما عملت جاهداً من أجله لإسعاد قلوبكم الوفية.
وكانت الصفحة الرسمية للنادي قد نقلت عن صفحة رئيس النادي علي نجيب نفيه إقالة المكيس أو استقالته قبل نشر المكيس لاستقالته، وجاء في رسالة نجيب: لا إقالة ولا استقالة حتى اللحظة في أي ركن من أركان نادينا، أما المحاسبة فهي بالتأكيد ضرورية حتى للإدارة إذا كان هناك أي تقصير، وتابع نجيب: فريق أهدر في أرضه أربع نقاط من المسؤول، دعونا نعمل لنفرحكم.
وبعد أن سمعنا وجهتي النظر، يمكن القول بأن الأمر ليس وليد اللحظة، بل إن أخبار تشرين منذ فترة تشير إلى أن هناك شيئاً ما يحترق بالنادي من خلال التجاذبات، وتبادل الاتهامات عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ولم تستطع الابتسامات أن تخفيها، لأن ما خفي أعظم، ما حدث بتشرين، كل يبرره على هواه، فمن يساند إقالة المكيس له حججه، ومن مع بقاء المكيس له حججه، وتبقى الضحية الأولى والأخيرة هي تشرين الذي تعرّض للسيناريو نفسه منتصف ذهاب الموسم الماضي، وضاع عليه اللقب، والفريق هذا الموسم أفضل مما كان عليه سابقاً، ولكن تم تأخير “الإقالة أو الاستقالة” حتى نهاية الذهاب التي حل فيها الفريق بالمركز الثالث بفارق الأهداف عن حامل اللقب الجيش المتصدر، والوحدة الوصيف، فما حققه تشرين رغم الظروف الصعبة التي أحاطت بالفريق من غيابات نتيجة الإصابة والحرمان يعتبر إنجازاً كونه قارع أقوى فريقين لدينا مادياً وفنياً وبدنياً، حيث يمتلك الجيش والوحدة عناصر متميزة، ولديهما الصف الثاني لا يقل عن الأول، ومع هذا حقق تشرين ما حققه الجيش والوحدة، ولكن على ما يبدو فإن ما خفي أعظم في تشرين، والنادي سيدفع فاتورة عدم الانسجام الإداري والفني، بينما جماهيره الأكبر في سورية والمنطقة تترقب الحال الذي سيؤول إليه الفريق في حال ابتعد المكيس أو تم إبعاده.
العقلاء في النادي طالبوا بضرورة إمساك العصا من المنتصف، وألا يتم الوقوف مع طرف دون آخر، بل تكون مصلحة النادي هي الأساس، وأن تتم عملية تقييم شاملة لكل ما سبق، وبما يتماشى مع الظروف، وإعطاء كل ذي حق حقه، كي لا تغرق سفينة البحارة وهي في منتصف الطريق، فلا هي وصلت إلى شاطىء الأمان، ولا حققت حلم الجمهور، وإلى أن يتم الانتهاء من هذه المشكلة يجب أن يبقى الهم والاهتمام للنادي، وتحقيق حلم جماهيره بنيل اللقب الثالث، خاصة أن الظروف مواتية كون الفريق لايزال بالصدارة، والحسم بأرض الملعب، والفريق لديه مواجهات صعبة، ومثلها سهلة، كما هو الحال بالنسبة لمنافسيه الجيش والوحدة.