“عصر المقاومة.. صناعة الانتصار” في ندوة بدمشق
دمشق- سنان حسن:
خلصت الندوة الحوارية، التي أقامها فرع دمشق للحزب، أمس، تحت عنوان “عصر المقاومة- صناعة الانتصار”، إلى أن من أهم نتائج انتصار سورية على الحرب الإرهابية التي شنتها ضدها الولايات المتحدة الأمريكية وأتباعها، هو نشوء بيئة استراتيجية جديدة في المنطقة لمصلحة محور المقاومة وخط الاستقلال الوطني، تحاصر المشروع الصهيوأطلسي في فلسطين المحتلة، وتضعف نهج الأنظمة الرجعية العربية الدائرة في فلك التبعية لقوى الاستعمار.
وأكد الباحث السياسي اللبناني الدكتور حسن حردان أن الانتصار السوري له نتائج كبيرة، بداية من الداخل السوري من خلال تعزيز الوحدة الوطنية، أساس الانتماء للعروبة، والتي تشكّل الإطار الذي يضمن وحدة سورية دولة وأرضاً وشعباً، وتطهير سورية من الاختراقات المعادية والعميلة لقوى الاستعمار وأدواتها في المنطقة، وترسيخ دورها الوطني والقومي المقاوم، كما أن انتصارها سيكون الأساس القوي لإعادة استنهاض التيارات العروبية والقومية في كلّ الوطن العربي، وتأكيد انتهاء وأفول زمن الهيمنة الأمريكية الغربية على القرار الدولي وولادة عالم متعدّد الأقطاب والمراكز.
وقدّم الدكتور حردان عرضاً لمحطات عصر المقاومة في العصر الحديث بداية من عام 1982 ولغاية اليوم، مبيناً أن المقاومة استندت إلى عامل ذاتي وإلى حاضنة على المستوى القومي، وتحديداً مع سورية بقيادة الرئيس المؤسس حافظ الأسد وإيران الثورة الإسلامية، وهذا ما مكّنها في عام 2000 من تحقيق أول انتصار على كيان العدو الصهيوني، والذي أدى إلى تغيير في الوعي العربي، مفاده أن “أسطورة الجيش الذي لا يقهر” سقطت بفضل سواعد المقاومين وتضحياتهم، وأن الحقوق يمكن استعادتها، وتابع: بعد انتصار عام 2000 تحرّكت القوى الغربية، وعلى رأسها أمريكا، والقوى الرجعية العربية لمحاصرة المقاومة وضربها، فكانت البداية من خلال محاولة خلق الفتنة في لبنان، ولكن قيادة المقاومة وسورية أدركت خطورة هذا المخطط، فاتخذوا إجراءات أفرغت المشروع من سمّه، لتلجأ أمريكا وربيبتها “إسرائيل” إلى حرب 2006 على المقاومة، ولكن حتى هذه فشلت في تحقيق أهدافها، بل على العكس، فقد سجّلت انتصاراً استراتيجياً للمقاومة وحلفائها، الأمر دفع بالعدو إلى البحث عن ضرب ظهير المقاومة، وهو سورية، فبدأت منذ ذلك الوقت التخطيط لاستهداف سورية وضرب استقرارها، وبالتالي لم يكن مفاجئاً أن يتمّ استخدام أحداث “الربيع العربي” المزعوم غطاءً من أجل إسقاط الدولة الوطنية وتدميرها، مشدداً على أن سورية تمتلك من العوامل الذاتية، ما مكّنها من الصمود في مواجهة الهجمة، وتالياً تحقيق الانتصار، فسورية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد أسست لجملة من الثوابت، أبرزها بناء اقتصاد إنتاجي مستقل غير مرتبط بالغرب، وبناء توازنات مع العدو الصهيوني، ولاسيما بعد حرب تشرين التحريرية، وخروج مصر من المواجهة، والأهم هو نسج تحالفات استراتيجية مع الجمهورية الإسلامية في إيران، والتفاف غالبية السوريين حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد والجيش العربي السوري.
وفي آخر نقطة تحدّث الدكتور حردان عن ضرورة تفعيل دور الحزب، من خلال العمل على الانخراط أكثر في هموم المواطنين والمحازبين والدفاع عنهم، وتبني قضاياهم الاجتماعية والاقتصادية، واختيار الكوادر النشيطة والقادرة على التضحية والنضال، والدفاع عن ثوابتنا الوطنية بعيداً عن المحسوبيات.