روسيا: لا يجب السماح بتحويل إدلب إلى ملاذ آمن للإرهابيين الجيش يوجّه ضربات مركّزة على تجمعات المرتزقة في ريفي حماة وإدلب
وجهت وحدات من الجيش أمس ضربات مركّزة على محاور تحركات وتجمعات لمجموعات إرهابية حاولت التسلل والاعتداء على نقاط عسكرية في محيط عدد من قرى وبلدات ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي الشرقي، وأوقعت في صفوفها خسائر كبيرة في العديد والعتاد.
وفيما أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن روسيا مصرة على إجراء تحقيق في هجوم الإرهابيين بأسلحة كيميائية على الأحياء السكنية في حلب الشهر الماضي، شدد مساعد سكرتير مجلس الأمن الروسي لشؤون الأمن الدولي ألكسندر فينيديكتوف على أنه لا يجب السماح بتحويل محافظة إدلب إلى ملاذ آمن للإرهابيين، في حين أكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان ضرورة إيلاء مسألة القضاء على الإرهاب في سورية اهتماماً جاداً من قبل منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
وفي التفاصيل، ردت وحدات من الجيش على خروقات المجموعات الإرهابية التابعة لما تسمى “كتائب العزة” المنتشرة في بلدات وقرى معركبة والزكاة واللطامنة ووادي الدورات بالريف الشمالي التي حاولت التسلل والاعتداء على نقاط عسكرية في المنطقة، حيث تعاملت وحدات الجيش مع الخروقات برمايات من سلاح المدفعية، وأوقعت في صفوف الإرهابيين قتلى ومصابين، ودمّرت لهم مرابض ونقاطاً محصنة.
وإلى الجنوب الشرقي من مدينة معرة النعمان بريف إدلب رصدت وحدة من الجيش تسلل مجموعة إرهابية من تنظيم جبهة النصرة من محور بلدة الخوين باتجاه نقطة عسكرية في المنطقة، وتعاملت معها بالأسلحة المناسبة، وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح.
من جهة ثانية أدخل فرع الهلال الأحمر العربي السوري بدرعا أمس قافلة مساعدات غذائية لسكان بلدة الحارة بريف درعا الشمالي الغربي في إطار خطة الاستجابة الإنسانية التي يعكف الفرع على تنفيذها، وبيّن رئيس فرع الهلال الأحمر العربي السوري بدرعا الدكتور أحمد المسالمة أن فرق الفرع أدخلت قافلة مساعدات غذائية مؤلفة من 34 شاحنة تحمل 5200 سلة لسكان بلدة الحارة، ولفت إلى أن هذه المساعدات الغذائية مقدمة من برنامج الغذاء العالمي، مشيراً إلى أن الفرع ينفذ خطة عمل تشمل 25 بلدة ومدينة بريف درعا، وكان فرع الهلال أدخل الاثنين الماضي 9400 سلة غذائية إلى كل من مدينة جاسم وبلدة برقة بالريف الشمالي الغربي.
وتحرص الحكومة السورية على إيصال المساعدات إلى المواطنين في مختلف المناطق، إضافة إلى تقديم جميع التسهيلات لضمان وصول المساعدات التي يقوم الهلال الأحمر بالإشراف على إيصالها لجميع المتضررين من الحرب الإرهابية على سورية، وذلك بالتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر.
سياسياً، جددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي: التأكيد على أن روسيا مصرة على إجراء تحقيق في هجوم الإرهابيين بأسلحة كيميائية على الأحياء السكنية في حلب الشهر الماضي، مبينة أن إرجاء إرسال خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من أجل التحقيق يناقض اتفاقية الأسلحة الكيميائية، ويخالف المنطق بشكل كامل، وكانت التنظيمات الإرهابية اعتدت أواخر تشرين الثاني الماضي بقذائف محشوة بغازات سامة على الأحياء السكنية في مدينة حلب، ما تسبب بإصابة 107 مدنيين بحالات اختناق متنوعة، فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن هذا الهجوم يجب ألا يبقى دون عقاب.
من جهة أخرى توقعت زاخاروفا أن تعقد لجنة مناقشة الدستور في سورية اجتماعاً مطلع العام المقبل في جنيف .
إلى ذلك قال مساعد سكرتير مجلس الأمن الروسي لشؤون الأمن الدولي ألكسندر فينيديكتوف: إن محافظة إدلب هي أكبر التهديدات في الوقت الحالي، ولا يجب السماح بأن تتحول إلى ملاذ آمن للإرهابيين، ومن الضروري بذل الجهود، والعمل على مراحل فيها لفصل الإرهابيين عن المعارضة المستعدة للانضمام إلى العملية السياسية والتنمية السلمية للبلاد.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه المنطقة منزوعة السلاح في مدينة إدلب ومحيطها تشهد خروقات متكررة من قبل التنظيمات الإرهابية، نقلت تقارير إعلامية في الـ 16 من الشهر الجاري عن مصادر محلية أن الأيام الأخيرة شهدت ازدياداً ملحوظاً في أعداد الإرهابيين الواصلين إلى المحافظة عبر الأراضي التركية، مروراً ببلدتي أطمة وسرمدا الحدوديتين لينضموا إلى فصيل ما يسمى “حراس الدين” المبايع لتنظيم “القاعدة” المدرج على لائحة الإرهاب الدولية.
ولفت فينيديكتوف إلى أنه من الضروري تجنب تكرار الكارثة الإنسانية التي وقعت نتيجة للأعمال غير المدروسة التي قامت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الموصل والرقة.
وفي سياق متصل كشف فينيديكتوف أن روسيا تنشر في حلب مجمعاً متنقلاً لقوات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية، وتجري على أساسها دراسة عينات الأرض وشظايا القذائف التي استخدمتها المجموعات الإرهابية لقصف المدينة.
من جانبه زعم سينيمو أن مكافحة الإرهاب تشكل إحدى أولويات فرنسا، وقال: نبحث عن حل سياسي وظروف ما تؤدي إلى تحقيق المصالحة الوطنية في سورية.
من جهة ثانية أكد نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف أن القوات الروسية استخدمت منظومة “إسكندر إم” الصاروخية في المعارك ضد الإرهابيين في سورية، وقال: إن المنظومة أكدت فاعليتها، كما أثبتت راجمتا الصواريخ تورنادو وسميرتش قدراتهما القتالية، وذكر بوريسوف أن الخبراء العسكريين الروس قاموا بتحليل كل الملاحظات والسلبيات التي سجلت عند الاستخدام القتالي للمنظومات المذكورة، وتم التغلب عليها بشكل سريع، وعلاوة على ذلك تم تحديد خطوات عملية لرفع فاعلية السلاح الروسي.
وفي طهران، قال المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان خلال لقائه أمس المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي في الشأن السوري فرانسوا سينيمو: إنه على منظمة الأمم المتحدة أن تولي الاهتمام إلى تسوية سائر المشاكل في سورية بما في ذلك إيجاد حل سياسي للأزمة، وعودة النازحين، وإعادة إعمار سورية، ودحر الإرهابيين، مؤكداً أن الحوار السوري السوري هو الطريق لحل الأزمة في سورية، معرباً عن أمله في إيلاء مباحثات جنيف مزيداً من الاهتمام الدولي .