القيادة المركزية للحزب تلتقي شيوخ ووجهاء المنطقة الجنوبية الهلال: تعزيز سيادة القانون وإطلاق المبادرات المجتمعية
دمشق- بسام عمار:
في إطار خطة القيادة المركزية للحزب للقاء الفعاليات الشعبية والمجتمعية، والاستماع إلى همومها ومشكلاتها، والعمل على حلّها، التقى الرفيقان المهندس هلال الهلال الأمين العام المساعد للحزب والدكتور محسن بلال عضو القيادة المركزية رئيس مكتب التعليم العالي المركزي، أمس في مبنى القيادة، شيوخ ووجهاء عشائر محافظات درعا والسويداء والقنيطرة.
ونقل الرفيق الهلال تحيات ومحبة الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد لشيوخ العشائر ومن خلالهم إلى أبناء المنطقة الجنوبية الشرفاء، وأعرب عن سعادته بلقائهم في مقر قيادة حزب البعث، وعن تقدير قيادة الحزب لمواقفهم الوطنية المشرّفة والمميزة، ولاسيما خلال الأعوام الثمانية الماضية من الحرب على سورية، حيث أكدوا عمق انتمائهم الوطني والعروبي، والشعور العالي بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وحجم المؤامرة والخطر اللذين يهددان الوطن، فدافعوا عنه بكل صدق وأمانة ومسؤولية أخلاقية، ووقفوا خلف جيشهم العربي السوري وقيادتهم المتمثّلة بالسيد الرئيس بشار الأسد، ونقلوا الصورة المشرقة والمشرّفة عن عشائر سورية بخطها الوطني الواضح منذ القديم، منوّهاً بأن موقف العشائر وأبنائها هو مكمل للموقف الوطني لأبناء المنطقة الجنوبية الذين وأدوا الفتنة في مناطقهم، ودافعوا عن وطنهم بكل ما يملكون.
وأضاف الرفيق الهلال: إن هذا اللقاء يأتي ضمن توجيهات قائد الوطن، والهدف منه تعزيز التواصل بين القيادة ومكوّنات المجتمع، والاستماع إلى همومهم ومشكلاتهم من دون أي خطوط حمراء، مشيراً إلى أن سقف الحوار مفتوح طالما هو تحت السقف الوطني والمصلحة العامة، وتابع: القيادة حريصة على تأمين حياة كريمة للمواطنين، وتحقيق الاستقرار لهم، وهذا واجب وطني وضمن مهامها، واليوم اللقاء معكم في مقرّها ومستقبلاً في مناطقكم، منوّهاً بأن الحرب على سورية هدفها الأساسي النيل من سيادتها وحرية قرارها، والنيل من مواقفها القومية، وضرب الإنجازات التي تحققت خلال العقود الماضية، والتي جعلت من سورية رائدة على صعيد المنطقة، مبيناً أن الأعداء لم يرق لهم أن يجدوا دولة تقول لهم: لا للإملاءات وتدعم المقاومة والقضية الفلسطينية التي ستبقى القضية المركزية، مشدداً على أن الجولان المحتل هو أرض سورية، وسيحرّر بهمة الجيش العربي السوري وأبنائه الشرفاء الذين رفضوا كل الممارسات والسياسات الإسرائيلية، وأن الدولة السورية لم ولن تتنازل عن سيادتها الوطنية ومبادئها، وهي فضّلت مواجهة هذه الحرب الظالمة على الاستسلام، لأن تكلفة المقاومة أقل بكثير من تكلفة الخنوع، ولو أنها لم تواجهها لكانت اليوم عدّة سوريات، لأن تجزئتها وتقسيمها كان الهدف الأول من هذه الحرب.
وأوضح الأمين العام المساعد أن سر صمود سورية يعود لقوة وحدتها الوطنية وعقائدية جيشها الذي حيّر العالم، وحكمة وشجاعة وصبر قائدها السيد الرئيس بشار الأسد الذي حرص على وطنه وشعبه، وهو اليوم قائد لكل الأحرار والشرفاء في العالم، لافتاً إلى أن شعار سورية الأساسي، وعلى امتداد تاريخها النضالي المشرّف، كان وسيبقى السيادة الوطنية وحرية القرار، وأن القيادة السورية قررت المواجهة ومنذ اليوم الأول لهذه الحرب، وأنه لن يبقى منطقة خاضعة لسيطرة الإرهابيين، والآن معظم الأراضي التي دخلها الإرهاب تعود لسيطرة الدولة، مشدّداً على أن إدلب ستعود إلى حضن الوطن، وأن التأخّر في تحريرها من الإرهاب يعود إلى حرص القيادة على إنجاح المصالحة فيها، علماً أن الأهالي يطالبون بدخول الجيش لتخليصهم من الممارسات الإرهابية.
وأشار الرفيق الهلال إلى نجاح موضوع المصالحات الوطنية والتسويات التي تمّت في الكثير من المناطق، إضافة إلى عشرات مراسيم العفو، والتي استفاد منها عشرات الآلاف من المواطنين، وعادوا إلى ممارسة حياتهم الطبيعية، مؤكداً أن أبواب الوطن مفتوحة لكل أبنائه، وشيوخ العشائر لهم دورهم في هذا المجال، ولا بد من الاهتمام بهذا الدور، وإنجاح المصالحات التي تمّت في مناطقهم، والمساعدة في التخلص من الظواهر السلبية التي أفرزتها الحرب، والإشارة إلى مواقع الخلل، ومعالجتها بالتعاون مع الجهات المعنية، انطلاقاً من الوعي الذي يملكونه والمكانة الاجتماعية والوطنية التي يمتازون بها، وأن يتمّ العمل على تعزيز سيادة القانون، من خلال مؤسسات الدولة، التي لن تتساهل مع أي ظاهرة تخل بالأمن والاستقرار العام، وإطلاق المبادرات المجتمعية التي تؤكد على الوحدة الوطنية والعيش المشترك، واعتماد الخطاب الوطني الجامع والحوار البنّاء، وهذا الأمر مسؤولية الجميع، وأضاف: إن الحرب لم تنتهِ، وأعداء الوطن لن يروق لهم الانتصار الذي تحقق، وسيعتمدون أساليب جديدة وخططاً عدوانية للنيل من هذا النصر والتقليل منه، مؤكداً أن انسحاب القوات الأمريكية لم يكن كرم أخلاق منهم أو وفق ما يدعون، بل جاء لاقتناعهم بأن سورية عصية على النيل منها، وأن أدواتهم الإرهابية لم تستطع ولن تستطيع تحقيق أهدافهم العدوانية، وتابع: نعيش اليوم حالة الانتصار وحالة من تغيير المواقف من قبل أعداء سورية، الذين أدركوا أنها صاحبة الحق، ومشاريعهم فشلت على أراضيها، وبعض القادة العرب بدؤوا بزيارة دمشق، والكثير يرغبون بذلك.
ولفت الأمين العام المساعد إلى ضرورة أن تكون المطالب متناسبة مع الواقع الذي نعيشه، والذي تضرّر كثيراً بفعل الإرهاب والحصار الاقتصادي، مشدّداً على أن الدولة لم ولن تتخلى عن مسؤولياتها الاجتماعية، وقال: إن الواقع الاقتصادي بدأ يتعافى، وعجلة الإنتاج بدأت بالدوران، ومرحلة إعادة الإعمار قد بدأت، وهي مسؤولية الجميع كل وفق موقعه، وأوضح أن القيادة تولي أهمية كبيرة لإعادة الأهالي إلى المناطق المحررة، من خلال تسهيل إجراءات العودة، وتأمين مقوّمات الحياة فيها، مشدّداً على أن موضوع المخطوفين والمفقودين محل اهتمام القيادة، وهناك عمليات تحرير لمخطوفين بشكل مستمر، وهذا الأمر يعالج بشكل دقيق من قبل المعنيين حفاظاً على حياتهم، مبيناً أن الدولة تقوم بصرف تعويضات المواطنين الذين تضرّروا من الأعمال الإرهابية بشكل مستمر ووفق الإمكانيات، مشيراً إلى ضرورة المشاركة المجتمعية في عملية التنمية المحلية، وأضاف: إن موضوع إعادة الموظفين المفصولين إلى عملهم يتمّ من قبل الجهات المعنية، وكل من يستحق العودة يعاد بشكل تلقائي.
ودعا الأمين العام المساعد شيوخ العشائر إلى لعب دور أكبر في عملية التوعية لضرورة الالتحاق بخدمة العلم، ورفد الجيش العربي السوري بعناصر جديدة، مبيناً أن موضوع الشهداء المدنيين سيصدر عندما تتوقف الحرب، وتتوفّر الإمكانيات المالية الخاصة بذلك، والقيادة تولي اهتماماً كبيراً بهذا الموضوع.
وأعرب شيوخ العشائر عن سعادتهم بزيارة مقر قيادة الحزب الذي بنى سورية الحديثة، وعن شكرهم للجيش العربي السوري الذي خلّص محافظاتهم من الإرهاب، وعاهدوا السيد الرئيس بشار الأسد أن تبقى محافظاتهم وفية للوطن، والصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات، وأنهم سيقدمون الغالي في سبيل وطنهم، وهم على العهد باقون، وهم اليوم أكثر تشبثاً بأرضهم ووطنهم وسوريتهم وعروبتهم، وأن محافظاتهم ستبقى أرض الخير والمحبة والعيش المشترك. وأشارت المداخلات التي قدّمت خلال اللقاء، الذي حضره أمينا فرعي الحزب في درعا والسويداء، إلى ضرورة تحسين الواقع الخدمي، ودعم القطاع الزراعي، وتأمين مستلزماته، ومعالجة مشكلة الآبار وتسويتها، وإزالة الألغام من الحقول والمناطق، وزيادة المخصصات من مادتي المازوت والدقيق، والاهتمام بالثروة الحيوانية، وتأمين مصادر الري، وتحسين البنية التحتية، وإعادة الموظفين المفصولين من العمل، والاهتمام بمراكز تنمية الريف.