تحذيرات من موجة إرهاب ثانية تضرب العالم
تشهد الدول الغربية، ولاسيما الأوروبية، حالة استنفار أمني تحسباً من ارتداد الإرهاب، الذي دعمته بعض هذه الدول في سورية، إلى أراضيها، خاصة بعد وقوع هجمات واعتداءات عدّة في مدن أوروبية كثيرة، بما فيها لندن وباريس وبروكسل وبرلين، فيما تتصاعد التحذيرات من أنه مع هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق، فإن مخاطر شن إرهابيي التنظيم هجمات في القارة العجوز تتزايد، ولاسيما مع عودة هؤلاء الإرهابيين إلى بلادهم في أوروبا.
فقد حذّر الأمين العام لجهاز الشرطة الدولي “الانتربول”، يورغن شتوك، من موجة إرهاب ثانية في العالم، وقال: “العديد من الدول قد تواجه موجة ثانية من الإرهاب، وخاصة باريس، التي قد تتعرّض لعمليات إرهابية من تنظيم داعش”، لافتاً إلى أن السبب يعود الى أن العديد من الإرهابيين المدانين لا يصدر بحقهم أحكاماً بالسجن إلا لفترة قصيرة نسبياً.
وأضاف شتوك: “في أجزاء عدة من العالم.. سيطلق سراح هذه الأجيال من المؤيدين الأوائل، والإرهابيين الأوائل، بعد بضع سنوات”، وأوضح أن من شأن ذلك أن يؤدي إلى موجة “داعش2” محتملة، وتنبّأ قائلاً: “في ظل هزيمة التنظيم جغرافياً، ستحاول عناصره الانتقال إلى مناطق جديدة مثل جنوب شرق آسيا، أو أفريقيا، أو البقاء في أوروبا، وتنفيذ هجمات فيها”.
وأوضح الأمين العام للانتربول أن قاعدة بيانات منظمة الشرطة الدولية حول وثائق الهوية المسروقة، أو المزيفة، تمثّل أداة فعّالة لمواجهة التحرّكات المستقبلية للعناصر الإرهابية، التي تستخدم هويات مزورة، وأضاف: إن المنظمة أنشأت أيضاً قاعدة بيانات تضم سيرة 44 ألف إرهابي أجنبي انضموا إلى التنظيمات التكفيرية في دول مثل سورية والعراق.
يأتي ذلك فيما رجّحت المخابرات الدنماركية وقوف تنظيم “داعش” الإرهابي وراء مقتل سائحتين، إحداهما من الدنمارك، والثانية من النرويج خلال استجمامهما في جبال الأطلس بالمغرب، وقالت: “التسجيل المصور والتحقيق الأولي الذي أجرته السلطات المغربية يشيران إلى أن الواقعة ربما مرتبطة بتنظيم “داعش” الإرهابي. هذه جريمة قتل وحشية وبطريقة بشعة لشابتين بريئتين”.
ولفت رئيس وزراء الدنمارك لارس لوكه راسموسن في مؤتمر صحفي إلى أن “الكثير من المعلومات الآن تشير إلى احتمال وجود دافع سياسي وراء هذه الجريمة.. وبالتالي فإنها عمل إرهابي”.
وأعلن المكتب المركزي للأبحاث القضائية بالمغرب اعتقال ثلاثة أشخاص تحوم حولهم الشبهات في مراكش، وذلك بعد اعتقال رابع ألقي القبض عليه الثلاثاء الماضي، وأضاف: إن الأدلة، التي تمّ التوصل إليها حتى الآن، تشير إلى دافع إرهابي.
وعثر على جثتي الدنماركية لويسا فستراجر جيسبرسن (24 عاماً) والنرويجية مارين يولاند (28 عاماً) يوم الاثنين في منطقة معزولة قرب إمليل على الطريق إلى قمة توبقال، وهي أعلى قمة في شمال إفريقيا ومقصد شهير لتسلق الجبال.
في الأثناء، اعتقلت الشرطة الاندونيسية نحو 20 شخصاً يشتبه بأنهم “متطرفون” بموجب قانون مكافحة الإرهاب، مع تعزيز إجراءات الأمن قبل موسم عطلات عيد الميلاد والعام الجديد، وقال قائد الشرطة تيتو كارنافيان: “الاعتقالات جاءت كإجراء وقائي بموجب قانون معدّل لمكافحة الإرهاب تمّت الموافقة عليه في أيار الماضي بعد تفجيرات إرهابية أعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عنها، وأدت لمقتل أكثر من 30 شخصاً في مدينة سورابايا”. ولم يحدد كارنافيان هوية أي من المشتبه بهم، لكنه قال: إن الشرطة ألقت القبض عليهم في أنحاء متفرقة من البلاد، وأشار إلى أن هذه الاعتقالات إجراءات احترازية تهدف لمنع الاعتداءات الإرهابية خلال عيدي الميلاد ورأس السنة. ولقي نحو 20 شخصاً حتفهم في اعتداءات إرهابية شبه متزامنة على كنائس في العاصمة جاكرتا وأماكن أخرى عشية عيد الميلاد في عام 2000.