تقرير إخباري بن سلمان و”كامب ديفيد” أخرى
بعدما خرج تطبيع النظام السعودي مع الكيان الإسرائيلي من السر إلى العلن، تشير آخر المعطيات إلى أن ابن سلمان يخطط لعقد “قمة” تاريخية، -كما يصفها- مع رئيس كيان الوزراء الإسرائيلي بضيافة ورعاية دونالد ترامب على غرار قمة كامب ديفيد، ولهذا الغرض تمّ الطلب من مجموعة العمل الطارئة التي شكلها ابن سلمان لإدارة تداعيات مقتل جمال خاشقجي مناقشة الفكرة.
ترمي الخطة إلى تجميل صورة ابن سلمان، المتهم بمقتل خاشقجي، وتحويله إلى “صانع سلام”، يساعد على دفع الأمور إلى الأمام، على غرار الرئيس المصري الراحل أنور السادات، إذ يعتقد ابن سلمان أن جلسة الصور التذكارية ستكون كافية للتأثير على الكونغرس الأمريكي، الذي سيتولّى مهامه في كانون الثاني المقبل.
هذا المسعى السعودي مرده القناعة بأن الكونغرس القادم سيكون أكثر عدائية تجاه آل سعود بعد سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي التي جرت في تشرين الثاني الماضي، بالإضافة إلى أن العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين اتهموا صراحة ابن سلمان بأنه من أمر بقتل خاشقجي.
وسابقاً تبنّى مجلس الشيوخ الأمريكي من دون معارضة نصاً “اعتبر ابن سلمان مسؤولاً عن مقتل جمال خاشقجي”، ودعا إلى إنهاء الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده الرياض في اليمن، ومع ذلك يبقى هذا الإجراء أكثر رمزية من أي شيء آخر، إذ يواصل ترامب الدفاع عن التحالف الأمريكي مع مملكة بني سعود وعن دعمه لابن سلمان.
وعليه ترى مجموعة العمل التابعة لابن سلمان أنه يمكن للكونغرس أن يتخذ سلسلة من القرارات التي من شأنها أن تقوّض بشكل أساسي العلاقة الأمريكية السعودية، التي تعتبر ضرورية لولي العهد بعدما تلطّخت صورته في أمريكا نتيجة الضخ الإعلامي الكثيف والمقالات السلبية عن فساد مملكته التي تتصدّر عناوين وسائل الإعلام الأمريكية.
كما يتفق جميع أعضاء مجموعة العمل على أن الاحتجاج على مقتل خاشقجي ليس فقاعة إعلامية سوف تنفجر، بل إن الكونغرس سيتخذ سلسلة من القرارات قد تضر العلاقات الأمريكية-السعودية، وأكبر مثال هو نيكي هايلي، آخر المنشقين عن البيت الأبيض، التي حمّلت ابن سلمان مسؤولية مقتل خاشقجي قبيل انتهاء ولايتها في الأمم المتحدة.
إذاً، الهدف من “قمة” ابن سلمان مع نظيره الصهيوني هو تطبيع العلاقات بين آل سعود والكيان الإسرائيلي، واسترضاء اللوبيات الصهيونية الضاغطة في أمريكا، ولا يخفى على أحد أن ابن سلمان أعلن في أكثر من مناسبة أنه ليس لديه أي تعاطف مع القضية الفلسطينية، ويبدي حماساً شديداً لفكرة التطبيع، وعقد القمة بأقصى سرعة، بعد أن ارتفعت درجة حرارة العلاقات بين الكيان ودول الخليج المختلفة، وتوقيع الشركات العسكرية الإسرائيلية عقوداً بمليارات الدولارات، وبدء الطائرات المحمّلة بالاستشاريين والمدربين والأسلحة ومعدات المراقبة المتطورة الإقلاع برحلات أسبوعية بين كيان الاحتلال والعواصم الخليجية.
هيفاء علي