دفتر المواطن؟
لم تخب التوقعات الشعبية.. فالحكومة جادة في إنهاء العديد من الملفات المفتوحة بحلول ذكية تنتشل الواقع من عالم التوقعات إلى عالم الحقيقة، وبناءً على ذلك فإن بقاء التفاؤل في حياة الناس مرهون بقدرة الجهات التنفيذية على القيام بالمأمول منها، وإنعاش مفاصل عملها، والتحرك الجاد والسريع للتعامل مع أي قضية أو مطلب بذهنية جديدة لا تقبل التأويل أو التفسيرات الخاطئة.
ولاشك أن الاجتماع الموسع الذي عقد لتفعيل أداء المحافظين وجميع مستويات الإدارة داخل المحافظات للارتقاء بالواقع الخدمي فيها وتعزيز عملية التنمية المحلية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.. يأتي ضمن التوجه نحو “فصفصة” المشكلات والتحديات، والبدء بتقوية مفاتيح العمل الحكومي الأساسية، وصولاً إلى رضا المواطن الذي على ما يبدو لا يعجبه العجب كما يقال، خاصة في علاقته مع الوحدات الإدارية التابعة مباشرة لموقع المحافظين كونهم كما تم وصفهم في الاجتماع رافعة حقيقية لعملية مكافحة الفساد عبر وضع خطط تنموية حقيقية لمحافظاتهم والتطبيق الشفاف للأنظمة والقوانين، وتبسيط الإجراءات الإدارية وتقديم خدمات سهلة ومرنة وذات جودة عالية، بعيداً عن الروتين والبيروقراطية، وخلق قنوات تواصل فعالة لتوصيف المشاكل الخدمية التي يعانون منها والتشبيك المنظم مع الوزارات المعنية لمعالجتها، هذا عدا عن دورهم في تطوير المنظومة التشريعية من خلال الدراسة الدقيقة للصلاحيات الممنوحة للوحدات الإدارية التابعة لمحافظاتهم، وتقييم مدى جدواها في ممارسة هذه الوحدات لدورها بنزاهة وشفافية.
وطبعاً الدور المناط بالمحافظين وحسب ما جاء في الاجتماع وأدرج في أجندة عملهم، يزيد من وتيرة التفاؤل ويشحن الهمم، ولكن ذلك “لا يعين” أو يساعد المواطن ولا يحقق تقدماً في مسيرة المعالجة والاستشفاء من معضلة التناقض مع الواقع الموجود والذي لا يمكن لأحد تكذيب وقائعه وشواهده، فالأزمات تتوالى.. من أزمة الخبز إلى الغاز والمحروقات والكهرباء، وغياب التفاعل مع مطالب الناس الخدمية، والمقصود هنا تلك الأساسيات التي ذكرنا أزماتها وتلك المتعلقة بالنظافة وصيانة الطرق وغيرها و…و …
بالمختصر إن اجتراح الحلول كما جاء في متن خبر الاجتماع الموسع لا يكون فقط بتكرار أسطوانة المهام والواجبات التي تعتبر من البديهيات المقوننة أو في إضاعة الوقت في البحث عن آليات جديدة للعمل، بل في التقيد بالمسؤوليات وأداء المطلوب بعيداً عن نهج الاستثناءات المختلفة التي من الصعب تبرئة أي محافظة من تداعياتها، كما أن التواصل الفعال مع كل فئات المجتمع لا يحتاج إلى اختراع أساليب أو إلى دورات مكثفة في فنون التواصل، فيكفي تبني نهج الأبواب المفتوحة والعمل الجاد والصادق لتحسين الخدمات المقدمة وتحقيق قفزات تنموية حقيقية يتلمس المواطنون نتائجها على أرض الواقع، وشد جميع المهام بوثاق المحاسبة والكفاءة والنزاهة والحرص على خدمة المواطنين والاهتمام بقضاياهم المعيشية والعمل على تلبية احتياجاتهم، علماً أن المواطن لا يطلب أن تضاء له الأصابع العشر كي يرضى، فهو يدرك الواقع بكل تحدياته ولكنه يطمح أن يخط أو يسجل في دفتر يومياته فعلاً حقيقياً بريئاً من تهمة الإنجاز الكبير والفريد.. رغم كونه عملاً بسيطاً وضمن دائرة الواجبات والمهام اليومية التي تجلد حقوقه بسوط الإهمال والتقصير.
بشير فرزان