زاخاروفا: الولايات المتحدة مصابة بأزمة نظام
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عدم إمكانية تطبيع العلاقات الروسية الأميركية حالياً بسبب تصرفات واشنطن غير الودية ومحاولاتها الضغط على موسكو، وأشار إلى توقف العمل في المجالات العامة في جدول الأعمال الثنائي والدولي بين الجانبين بما في ذلك ما يتعلق بالحفاظ على الاستقرار والأمن في العالم نتيجة لهذه التصرفات.
ولفت لافروف إلى استمرار بلاده بالدعوة إلى تطوير حوار طبيعي مع الولايات المتحدة يستند إلى مبادئ الاحترام المتبادل واحترام المصالح، معرباً عن أمل روسيا بأن لا يؤدي اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية الجديدة إلى مزيد من التدهور في العلاقات وقال: لقد اعتدنا على حقيقة أن العوامل الانتهازية المرتبطة بالسياسة الأميركية الداخلية تؤثر على علاقاتنا الثنائية وتخلق صعوبات إضافية في بناء الحوار وأنه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في تشرين الثاني 2020 فإن محاولات السياسيين الأميركيين اللعب بـ “الورقة الروسية” ستنفذ على نحو أكثر نشاطاً واستمراراً، وأشار إلى أن الانتخابات الرئاسية الأميركية السابقة في عام 2016 انتهت بفوز ترامب بالتزامن مع قضية التدخل الروسي المزعوم في العملية الانتخابية الالكترونية وبدأت واشنطن التحقيق بهذه القضية.
وكان الكرملين نفى مراراً أي تدخل في السياسة الأمريكية، واصفاً تلك المزاعم بأنها جزء من حملة مناهضة لروسيا ذات دوافع سياسية.
كما حذر لافروف من أن مسار واشنطن نحو سباق التسلح قد يؤدي إلى ارتكاب خطأ ذي كلفة قاتلة وقال: إن واشنطن وحلفاءها غير قادرين على التأقلم مع الواقع العالمي الذي يتغير بطريقة لا تصب في مصلحتهم، لافتاً إلى أن هذا المسار القائم على أساس أدوات القوة يؤدي حتماً إلى مزيد من عدم التوازن في البنية الأمنية العالمية ويساهم في سباق التسلح. ونبه لافروف إلى أن انهيار معاهدة الأسلحة النووية قادر على ضرب الأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي، مؤكداً أن روسيا لن تتجاهل ظهور صواريخ أمريكية جديدة تهددها مع حلفائها.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن لدى بلاده مجموعة من الوسائل الضرورية لضمان أمنها الخاص، ومنها تعزيز قدراتها الدفاعية، مشدداً على أن الولايات المتحدة الأميركية لن تستطيع استخدام روسيا كأداة لتنفيذ مصالحها ضد الصين، مجدداً دعم روسيا لتعزيز الاتصالات بين الكوريتين مؤكداً اهتمام موسكو باستئناف عمل مشروع ثلاثي لربط طرق السكك الحديدية عبر كوريا بطريق عبر سيبيريا وداعياً مجدداً إلى إعادة النظر بشأن العقوبات على كوريا الديمقراطية.
بدورها، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أكدت أن الولايات المتحدة تعاني أزمة شاملة وعميقة في منظومتها السياسية والاجتماعية.
وخلال برنامج سياسي حواري بثته القناة الروسية الأولى وناقش سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفق شعاره الانتخابي “أمريكا قبل كل شيء” قالت زاخاروفا: أعتقد أن الأمر لا يتعلق هنا بالرئيس ترامب شخصياً بل بالنظام السياسي والاجتماعي المضطرب في الولايات المتحدة، وأشارت إلى التقييد الذي تشهده حرية الرأي والتعبير والصحافة ولا سيما المجال الرقمي والحملات المعلوماتية القائمة على البروباغاندا ونشر الأخبار الزائفة.
ولفتت زاخاروفا إلى وجود مفارقة في مجال حقوق الإنسان في هذا البلد، مبينة أن حياة الإنسان فيه باتت في معزل عن حقوق الإنسان. وختمت بالقول: كل هذه المؤشرات تدل على أن الولايات المتحدة مصابة بأزمة نظام تتطور أمام أعيننا والمشكلة تكمن في أن ما يحدث داخل الولايات المتحدة وأزمتها الشاملة يؤثر على الأوضاع في العالم بأسره أي على الاستقرار والأمن العالميين.