ارتفاع ضحايا “تسونامي” إندونيسيا إلى 373 قتيلاً
كشفت حصيلة جديدة أعلنت عنها إندونيسيا أن أمواج المد العاتية “تسونامي” على جزيرتي جاوة وسومطرة أودت بحياة ما لا يقل عن 373 شخصاً وإصابة أكثر من 1400 آخرين.
وقال سوتوبو بورو نوجروهو المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث في بيان: إن معظم الضحايا هم من الإندونيسيين الذين كانوا يقضون العطلة، وأن فرق البحث المتطوعين تلقوا إفادة بالبحث عن الضحايا على امتداد ما لا يقل عن 100 كيلومتر على امتداد الساحل.
في الأثناء، بدأت تتكشف تفاصيل الكارثة، إذ اتضح أن انزلاق كتلة كبيرة من الشطر الجنوبي لجزيرة أناك كراكاتوا البركانية إلى قاع المحيط قبل دقائق فقط من وقوع الكارثة قد أدى إلى اجتياح أمواج المد العاتية دون سابق إنذار تقريباً مضيق سوندا بين الجزيرتين في وقت متأخر من يوم السبت وحصد أرواح المئات، واضطر ما يربو على ثلاثة آلاف من السكان إلى الانتقال لأراض مرتفعة مع استمرار التحذير من ارتفاع المد حتى اليوم الثلاثاء.
وقال العلماء: إن الرأي المتفق عليه بناء على صور التقطتها الأقمار الصناعية وعلى المعلومات المتاحة هو أن انهيار جزء من البركان تسبب في الأمواج المميتة.
وأظهرت صور التقطها القمر الصناعي “سنتنال-1” التابع لوكالة الفضاء الأوروبية انزلاق جزء كبير من القسم الجنوبي للبركان إلى المحيط.
وأعاد اندفاع أمواج المد العاتية قبل عطلة عيد الميلاد إلى الأذهان ذكريات تسونامي المحيط الهندي في 26 كانون الأول 2004 وأسفر حينها عن مقتل 226 ألف شخص في 14 دولة، بينهم ما يربو على 120 ألفا في إندونيسيا لوحدها. إلا أن الجديد هذا العام هو وقوع أكبر عدد من القتلى منذ عشر سنوات، إضافة إلى أن التسونامي والزلازل قد سوت مناطق من جزيرة لومبوك السياحية بالأرض في تموز وآب الماضيين، وأسفر زلزال وتسونامي حزيرة سولاويسي عن مقتل أكثر من ألفي شخص في أيلول الماضي.
من جانبها، كشفت إدارة منظمة “أوكسفام” التي حشدت عناصرها لتقديم العون أن سكان الجزر الصغيرة في مضيق سوندا قد يكونون الأكثر تضرراً من هذا التسونامي، ولا يزال عناصر الإسعاف يبحثون عن مفقودين بين الركام.
وأظهرت تسجيلات مصوّرة تمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي المياه تجتاح موقع حفل موسيقي في الهواء الطلق. ودفعت المياه أعضاء الفرقة عن المنصة، وظهر مغني الفرقة في فيديو عبر “إنستجرام” وهو يعلن بتأثّر شديد وفاة زملائه.
وفى لقطات بثها التلفزيون الإندونيسي، يظهر شاطئ كاريتا الموقع السياحي الشعبي على الساحل الغربي لجاوة بعدما ضربه التسونامى يغطيه حطام قطع خشبية وأسقف معدنية وأشجار اقتلعت. وقال محمد بينتانغ أحد المتضررين أنه شاهد الموجة تضرب المكان في الليل، وفجأة. حل الظلام في كل مكان وانقطعت الكهرباء وعمت الفوضى، ولم تعد نعرف أين هو طريق الخروج.
وكتب مصور عبر فيسبوك أنه كان يلتقط صوراً للبركان في جاوا حين ضرب التسونامي، وقال: شاهدت فجأة موجة عملاقة، ركضت لأن الموجة ضربت الشاطئ وغمرت الأرض بارتفاع يراوح بين 15 إلى 20 متراً، ودخلت الموجة الثانية منطقة الفندق.
يشار إلى أن إندونيسيا تتعرض إلى زلازل مدمرة تؤدي إلى خسائر مادية وبشرية كبيرة، ويتبع الزلازل موجات بحرية عاتية “تسونامي” تؤدي إلى تدمير المناطق التي تصل إليها على شواطئ البلاد. وتعتبر إندونيسيا من المناطق الأكثر نشاطاً بالزلازل على الأرض، وتشكل جزءاً مما يسمى بحلقة النار في المحيط الهادئ، حيث تقع في هذه المنطقة من العالم الطبقات الأرضية الأكثر نشاطاً، والتي يتحرك بعضها بسرعة 7 سم سنوياً.