عار القرن.. وسؤال بحجم الجبل
أكرم شريم
يوافق التاسع والعشرون من شهر تشرين الثاني من كل عام يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني. وهو موقف عالمي خالص يعرف ويعترف بهذه المأساة الدولية التي تعرفها كل شعوب العالم، والتي قام بها قتلة الشعوب وأعداء كل شعوب العالم، والتي تعاني كل شعوب العالم والحكومات الشريفة في العالم من شرورهم، وباستمرار، كونهم يعملون، وباستمرار أيضاً، وبتنظيم سري وشديد السرية على الاحتلال التدريجي لكل الشعوب التي يستطيعون احتلالها أو احتلال معظم المناصب العليا فيها، وكل هذا يؤكد أن وقوف العالم بأسره مع الشعب الفلسطيني والانتصار العالمي لقضية الشعب الفلسطيني إنما هو حماية مسبقة لكل مصالح الشعوب من الاعتداءات والسرية خاصة من هؤلاء: قتلة الشعوب وأعداء كل شعوب العالم!. إن التضامن مع الشعب الفلسطيني إنما هو تضامن مع حق عالمي. معترف به من كل دول العالم ولصالح الشعب الفلسطيني وكشفاً عالمياً وصريحاً لهمجية العدو الصهيوني واستمراره بالقتل والتهجير والتشريد والاحتلال والاستيطان من الضفة الغربية إلى غزة إلى الجولان إلى جنوب لبنان، وإلى رسم وتنفيذ كل هذه الصراعات والحروب الداخلية في كل دول المنطقة، والمساعدة على التهجير وكل الانقسامات وبكل أشكالها وأنواعها من عرقية إلى دينية وإلى طائفية، وإلى قبلية وعشائرية أيضاً! وخاصة: رفضه لحل الدولتين!. وانظروا هذا الوعد الذي أعطاه ترامب رجلهم الجديد في هذا العالم لهم، وسمّاه صفقة القرن، وهو إلى حد كبير، وبكل معنى الكلمة وبكل تأكيد يسمى: عار القرن!. هذا العار الذي يشملهم جميعاً بما في ذلك رجالهم الذين هم قادة هنا وهناك!.
أما السؤال الكبير الذي بحجم الجبل فهو كيف يسكت ولماذا يسكت، وحتى الآن، الشعب الأمريكي العظيم، وكل الشعوب عظيمة، كيف يسكت ولماذا يسكت حتى الآن عن وجود هذا الرجل في الرئاسة الأمريكية بسبب كل تصريحاته وتصرفاته، رجل العار وعار القرن والذي أراد أن يعطي القدس قدس الأقداس في هذا العالم لكل المسيحيين ولكل المسلمين على وجه الأرض، إلى أعداء كل شعوب العالم، إلى إسرائيل دولة القتل والاستيطان الدائم!. ولهذا على العالم كله وكل شعوب العالم أن تحيي وتشكر كل من عملوا أو سعوا إلى تحقيق هذا التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني وقضيته والتي أصبحت بذلك قضية عالمية عادلة أيضاً. ذلك أن الوطن مثل الأم لا بديل عنه، أما الاحتلال فهو طفل الدعارة، ودائماً وباستمرار!.