فشل المباحثات بين ترامب والكونغرس يشلّ الإدارات الفيدرالية
فيما توقفت الإدارات الفيدرالية الأمريكية عن العمل لليوم الثالث على التوالي، بعد فشل المباحثات بين البيت الأبيض والكونغرس حول تمويل بناء جدار على الحدود مع المكسيك، أعلن الرئيس الأميركي تعيين باتريك شَناهان وزيراً للدفاع بالوكالة خلفاء لجيمس ماتيس اعتباراً من الأول من كانون الثاني المقبل في خطوة اعتبرها المراقبون أنها انتقام من قرار ماتيس بالاستقالة، وعلى وقع ذلك هبطت الأسهم الأمريكية عند بداية جلسة قصيرة أمس حيث سجل فيه المؤشر ستاندرد آند بورز 500 أسوأ أداء في شهر كانون الأول مقارنة مع الشهور المقابلة منذ الكساد الكبير.
وعاد البرلمانيون الأميركيون إلى دوائرهم الانتخابية لقضاء عطلة عيد الميلاد في حين بقي قسم من الإدارات الفدرالية مقفلاً لعدم إقرار الكونغرس موازنة لها، حيث أغلقت وزارات ووكالات حكومية أبوابها منذ صباح السبت وأصبح بذلك 400 ألف موظف في إجازة غير مدفوعة، في حين يعمل 400 ألف موظف في خدمة الجمارك وأمن المطارات دون تلقي راتب خلال فترة أعياد نهاية السنة. ويُتوقّع أن تُستأنف المفاوضات حول الموازنة الفدرالية، والتي علّقت السبت، في 27 من الجاري.
ومطلع كانون الثاني يستعيد الديموقراطيون السيطرة على مجلس النواب بعد فوزهم في انتخابات تشرين الثاني في حين تبقى الغالبية بأيدي الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ما ينذر بمفاوضات صعبة بين المجلسين.
وأكّد ترامب الأحد أنّه مصمّم على الحصول على مبلغ 5 مليارات دولار لبناء الجدار لوقف الهجرة غير الشرعية وهو أحد وعود حملته الانتخابية. وكتب الرئيس على تويتر “الطريقة الوحيدة لوقف العصابات والمخدّرات والاتجار بالبشر وأمور أخرى كثيرة تحصل في بلادنا هو بناء جدار أو حاجز”. وألغى ترامب إجازته التي كان مقرّراً أن يقضيها في فلوريدا وذلك من أجل متابعة المفاوضات في واشنطن، قائلاً إنّ “الطائرات المسيّرة جيّدة ومسليّة جداً لكنّ بناء جدار هو الحلّ الأنسب”.
ويؤثّر الإغلاق على وزارات مهمّة كالأمن الداخلي – التي تدير أمن الحدود – والشرطة الفدرالية والنقل والخزانة والداخلية. وفي واشنطن حيث تقع المتاحف والمعالم الشهيرة والنصب التذكارية كانت هذه المواقع مفتوحة الأحد أمام الجمهور لكن ليس المراحيض العامة. كما كانت مواقع أخرى كمركز زوار البيت الأبيض مغلقة. ومن المفترض أن يبقى تمثال الحرية مفتوحاً أمام الجمهور بفضل تمويل خصّصته له ولاية نيويورك.
وهذا الإغلاق هو الثالث خلال العام الحالي بعد كانون الثاني (3 أيام) وشباط (بضع ساعات) بسبب قضية الهجرة. وكان الإغلاق الأخير في تشرين الأول 2013 دام 16 يوماً لكنه كان أقصر من إغلاق 1995-1996 الذي استمر 21 يوماً.
في الأثناء سجّلت بورصة نيويورك هذا الأسبوع أكبر تراجع أسبوعي لها منذ 2008 بسبب خطر الإغلاق واحتمال تباطؤ الاقتصاد في الولايات المتحدة.
بحسب وكالة “ستاندارد أند بورز” فقد كلف إغلاق 2013 الاقتصاد الأميركي 24 مليار دولار. ومع بدء جلسة قصيرة للتدوال في الأسواق هبط المؤشر داو جونز الصناعي 128.09 نقطة، أو ما يعادل 0.57 بالمئة، عند الفتح إلى 22317.28 نقطة. وانخفض المؤشر ستاندرد آند بورز بمقدار 16.06 نقطة، أو 0.66 بالمئة، إلى 2400.56 نقطة. ونزل المؤشر ناسداك المجمع 54.51 نقطة، أو 0.86 بالمئة، إلى 6278.49 نقطة عند الفتح.
إلى ذلك دعا خبير في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان بالأمم المتحدة السلطات الأمريكية إلى إجراء تحقيق شامل ومستقل في وفاة طفلة من المهاجرين من جواتيمالا تبلغ من العمر سبع سنوات كانت في مركز احتجاز أمريكي، وإلى التوقف عن احتجاز الأطفال. وقال فيليب جونزاليس موراليس مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق المهاجرين إن أسرة جاكلين كال من عرق المايا من السكان الأصليين يجب أن تحصل على تمثيل قانوني في الإجراءات القضائية بلغة مفهومة لأفرادها. وقال في بيان يجب توفير تعويض لأسرتها وتقديم أي مسؤول قد تثبت مسؤوليته للعدالة، وأضاف يتعين على الحكومة أيضاً أن تعالج النواقص التي تشوب نظام الهجرة خاصة داخل وكالة حماية الجمارك والحدود الأمريكية لمنع حدوث مواقف مماثلة.
وكانت كال ووالدها نيري ضمن مجموعة مؤلفة من أكثر من 160 مهاجراً سلموا أنفسهم لحرس الحدود الأمريكيين في نيو مكسيكو في السادس من كانون الأول. وأصيبت جاكلين بحمى أثناء احتجاز وكالة حماية الجمارك والحدود الأمريكية لها ثم توفيت بعد يومين في مستشفى في ولاية تكساس. وقال جونزاليس موراليس، في البيان على السلطات الأمريكية أن تضمن إجراء تحقيق متعمق ومستقل في وفاة جاكلين كال. وقال مسؤولون أمريكيون إن إدارة الرقابة الداخلية في وزارة الأمن الداخلي ستحقق في ملابسات وفاة الفتاة.
وذكرت تقارير إخبارية أولية أن كال توفيت بسبب الجفاف والإرهاق لكن مسؤولين أمريكيين قالوا بعد ذلك إنها عانت من سكتة قلبية وتورم في المخ وفشل كبدي. ودعا جونزاليس موراليس إدارة ترامب إلى التوقف عن احتجاز الأطفال سواء كانوا بمفردهم أو برفقة أفراد من عائلاتهم بسبب وضعهم المتعلق بالهجرة والبحث عن بدائل.
وقال كما سبق وصدر مراراً عن عدد من الهيئات المعنية بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، يعتبر احتجاز الأطفال بسبب وضعهم المتعلق بالهجرة انتهاكاً للقانون الدولي وأشار إلى أن طلبين قدمهما للقيام بزيارة رسمية للولايات المتحدة للوقوف بنفسه على المعلومات والأوضاع لم يلقيا رداً.