نصرك يا حلب
جمعت احتفالات حلب وهي تضيء شعلة التحرير الثانية، والمتزامنة دائماً مع أفراح عيد الميلاد المجيد وقدوم العام الجديد، كل دلالات ومعاني الفرح والمحبة والسلام والأمان، ولكن هذه المرة في حلة جديدة مفعمة بالخير والعطاء، تركت مساحة واسعة ورحبة من الأمل بمستقبل أفضل لجيل جديد صمد وتحدى الإرهاب وانتصر عليه، ورفع راية النصر والعزة والكرامة والإباء، وأخذ على عاتقه بناء وإعمار وطنه ومدينته (حلب) بإرادة أقوى لتغدو أفضل مما كانت تضج دائماً بالحياة والبذل والعطاء.
ولعل الصور المفرحة المرسلة على مدى الأسبوع الماضي والمصحوبة بخير السماء، والمتمازجة والمتماهية مع خيوط الشمس المفروشة على صدر وسهول قلعة حلب (رمز الصمود والانتصار) والمنثورة حباً والمتسللة شغفاً إلى نوافذ الروح، لم تعد مجرد ذكرى، بل أصبحت حالة ملهمة لرسم ملامح حياة ومرحلة جديدة، تليق بهذه المدينة البيضاء كأيقونة وكعاصمة نبيلة ونقية، لم تعزف يوماً إلا نشيد المحبة والسلام والأمان.
تلك هي حلب اليوم تهتدي إليها كل القلوب لا تعرف الرجوع والانكسار، تطوي صفحة سوداء عابرة عكرت صفوها لحين. وتلك هي حلب اليوم تنهض من جديد وتعلن ولادتها الثالثة المتجددة سلاماً وأمناً ونمواً ورخاءً، تفتح ذراعيها لتستقبل العام الجديد بروح متوثبة لتبني عزها ومجدها.
وها هي ذي حلب اليوم لم تكن إلا على الوعد الصادق بالانتماء والولاء والوفاء لجيشها الباسل ولقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد الذي قاد سفينة الوطن بحكمة وشجاعة إلى بر الأمان.
وهذه حلب اليوم تسير بخطى ثابتة وواثقة وهي تستقبل العام الجديد، تعد بالكثير من الإنجازات وفي مختلف المجالات لتعود كما كانت قبلة الجميع، بهمة وسواعد أبنائها الشرفاء الذين أذهلوا العالم بصمودهم وتضحياتهم وبدفاعهم عن الوطن وبإرادتهم وحبهم للحياة.
ومن فرح الانتصار والميلاد تعلو أشرعة الحلم، وتستقيظ الهمم على موعد مع فرح جديد يرسم الحاضر والمستقبل، تتسع فيه كل الفضاءات والمعاني والكلمات التي تنسج من غار النصر، موعداً لفرح جديد يعيد لحلب ألقها ونضارتها، لتبقى شمعتها مضاءة كضوء الشمس، عملاً وجهداً دؤوباً ومخلصاً يلتقط كل الفرص المفتوحة والمتاحة ليستمر الفرح والعطاء، وليكبر نصرك يا حلب.
معن الغادري