ايمانويل ماكرون وتجربة “إير فرانس”
ترجمة: البعث
عن موقع غلوبال ريسيرتش 23/12/2018
على متن رحلة الخطوط الجوية الفرنسية من باريس إلى أمريكا اللاتينية، تعود الطائرة الممتلئة، معظمها بالطبقة العاملة في لاتينوس، إلى المنزل لقضاء عيد الميلاد وقضاء بضعة أيام احتفالية مع عائلاتهم وأصدقائهم. لقد عملوا جاهدين لتوفير أموالهم للرحلة. الطائرة قديمة وبالية، لكن من يهتم!.
تدرك الإدارة أن الركاب المتواضعين لن يشتكوا، لأنهم أقلّ من الناس. “دعونا نحتفظ بالطائرات الأفضل والجديدة لأصحاب الفنادق الراقية، إنهم يدفعون بشكل أفضل، هم عملاء أفضل”. أليس هذا هو التفكير وراء مثل هذه القرارات؟ بالطبع هو كذلك، إنه مخطّط الربح الذي يحقّق أقصى قدر من الجشع على حساب السكان.
نعم، هذه هي الطريقة التي تبدأ بها المحنة. في الواقع، على سبيل المثال في شركة “إير فرانس” تزن أمتعتك بالكيلو، وعلى الرغم من أن بعض الوكلاء يكونون أكثر تساهلاً بقليل من الآخرين، إذا كنت غير محظوظ، فإن ذلك يعني أنك تحصل على كيلو زائد. إما أن تتخلّص منها بطريقة أو بأخرى أو تعيد توزيعها على حقائب اليد والتي لها أيضاً قيود على الوزن، فستتحمل رسوماً مقابل أمتعة إضافية. ماذا أفعل؟ أنت في المطار. لديهم “السوق” الأسير، لأن هذا النظام “السوق” الذي يركز على الربح لديه السلطة على ذلك. أنت في المطار، عليك أن تطير، أنت تتقاضى هذه الرسوم الإضافية الباهظة على بطاقتك الائتمانية.
وهذا هو ماكرون، لا يتنازل أمام الموظفين الفرنسيين المدربين تدريباً جيداً، وهم لا يطالبون خشية أن يفقدوا رواتبهم السيئة، لكن الآن فجأة تحول وجه ماكرون إلى وجه أصفر أمام “السترات الصفراء” الذين يحاولون أن يدفعوا ديكتاتورية المافيا المالية إلى الهاوية المتأخرة.
حتى المعاملة السيئة باتت سمة شركات الطيران الفرنسية، فأثناء صعود امرأة مسنة على متن الطائرة، طلب أحد الركاب المسنين من مساعد الطيران، المعروف باسم “حارس الماشية” مساعدة العجوز المسنة، لكنه لم يفعل، رغم أن العجوز المسنة وغيرها من السكان هم من منحوا الشركة ما يكفي من المال لتقديم خدماتها.
ماذا يجب أن يفعل ماكرون؟ كل شيء، لأن هذا النوع من السلوك المدني غير الإنساني هو ما يغرسه الناس في الشركات. الجشع أولاً، وكل شيء آخر، مثل التضامن، لا يساوي حتى الثانية، إنه لا قيمة له. والشباب الذين يرغبون في التشبث بيأس بوظائفهم المدفوعة هم مثل العبيد، يجب أن يطيعوا، وإلا فقد يفقدون عملهم. لكن الآن ذهبت الأمور بعيداً جداً. لقد طفح الكيل. والسترات الصفراء تمثل كل صناعة، وكل مواطن، وكل قانون. إنهم يريدون عكس عجلة القيادة، على غرار الثورة الفرنسية. لقد طفح الكيل، حتى الامتيازات للأغنياء والأقوياء على الطائرات!.