روسيا: الاعتداء الإسرائيلي نفّذ من جديد تحت غطاء الطيران المدني سورية: ما تقوم به “إسرائيل” لا يختلف عمّا يقوم به تنظيما “داعش” و”النصرة”
أكدت سورية أن العدوان الإسرائيلي الغادر يأتي في إطار المحاولات الإسرائيلية المستمرة لإطالة أمد الأزمة في سورية والحرب الإرهابية التي تتعرّض لها، ولرفع معنويات ما تبقى من جيوب إرهابية عميلة لها، فيما وصفت وزارة الدفاع الروسية الاعتداء الجوي الإسرائيلي بالعمل الاستفزازي، وأوضح المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أن الاعتداء الإسرائيلي الاستفزازي شكّل خطراً محدقاً على طائرتين مدنيتين كانتا بصدد الهبوط في مطاري دمشق وبيروت.
وجاء في رسالتين وجهتهما وزارة الخارجية والمغتربين أمس إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول الاعتداء الإسرائيلي على مدينة دمشق وريفها: إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أقدمت مساء يوم الثلاثاء في الـ 25 من كانون الأول 2018 على الاعتداء مجدّداً على أراضي الجمهورية العربية السورية في انتهاك فاضح لقرار مجلس الأمن رقم 350 لعام 1974 المتعلّق باتفاقية فصل القوات بين الجانبين، وذلك عبر استهداف عدد من المواقع العسكرية والمدنية في مدينة دمشق وريفها بالصواريخ، حيث تزامن هذا الاعتداء الإرهابي مع اكتظاظ شوارع مدينة دمشق بالمدنيين المحتفين بعيد الميلاد المجيد، للمرّة الأولى بعد تطهير مدينة دمشق وريفها من الإرهاب.
وقالت الوزارة في رسالتيها: إن محاولة سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترهيب الشعب السوري في يوم مبارك إنما تشكّل دليلاً دامغاً على أن ما تقوم به “إسرائيل” لا يختلف عمّا يقوم به تنظيما “داعش” و”النصرة” في إرهاب المواطنين، وذلك بعد أن انتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى مرحلة جديدة من ممارسة إرهاب الدولة بشكل مباشر بعد هزيمة عملائها من المجموعات الإرهابية المسلحة في معظم أنحاء الجمهورية العربية السورية.. كما يأتي هذا العدوان الغادر في إطار المحاولات الإسرائيلية المستمرة لإطالة أمد الأزمة في سورية والحرب الإرهابية التي تتعرّض لها، ولرفع معنويات ما تبقى من جيوب إرهابية عميلة لها، فضلاً عن كونه محاولة من الحكومة الإسرائيلية للهروب من مشاكلها الداخلية المتفاقمة ولأسباب يعرفها المجتمع الدولي بصورة دقيقة.
وأضافت الوزارة: إن الجمهورية العربية السورية تؤكّد أن استمرار “إسرائيل” في نهجها العدواني الخطير ما كان ليتم لولا الدعم اللامحدود والمستمر الذي تقدّمه لها الإدارة الأمريكية، والحصانة التي توفّرها لها هي ودول معروفة في مجلس الأمن من المساءلة، الأمر الذي يمكن “إسرائيل” من الاستمرار في ممارسة الإرهاب وتهديد السلم والأمن في المنطقة والعالم.
وختمت الوزارة رسالتيها بالقول: إن الجمهورية العربية السورية تطالب مجدداً مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين واتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمنع تكرار هذه الاعتداءات الإسرائيلية، وأن يفرض على “إسرائيل” احترام قراراته المتعلقة باتفاقية فصل القوات ورفض ضم الجولان السوري المحتل، ومساءلتها عن إرهابها وجرائمها التي ترتكبها بحق الشعب السوري وعن دعمها المستمر للتنظيمات الإرهابية والتي تشكّل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن 242 و338 و350 و497 وكل القرارات والصكوك الدولية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، معربة عن أملها بإصدار هذه الرسالة كوثيقة من وثائق مجلس الأمن.
وتصدّت وسائط دفاعنا الجوي الثلاثاء لصواريخ معادية أطلقها الطيران الحربي الإسرائيلي من فوق الأراضي اللبنانية وتمكّنت من إسقاط معظمها قبل الوصول إلى أهدافها، واقتصرت أضرار العدوان على مخزن ذخيرة وإصابة ثلاثة جنود بجروح.
إلى ذلك أكدت روسيا أن الاعتداء الإسرائيلي على سورية انتهاك صارخ لسيادتها ولقرارات مجلس الأمن الدولي، وأوضح بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية أن الاعتداء الإسرائيلي جرى مجدداً تحت غطاء الطائرات المدنية المتجهة إلى مطاري دمشق وبيروت، معربة عن قلق موسكو إزاء الاعتداء والطريقة التي تمّ تنفيذه بها، إضافة إلى انتهاكه القرارات الدولية بما فيها القرار رقم 1701، فيما أوضح المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أن الاعتداء الإسرائيلي الاستفزازي شكّل خطراً محدقاً على طائرتين مدنيتين كانتا بصدد الهبوط في مطاري دمشق وبيروت، ولفت إلى أن الدفاع الجوي السوري اعترض معظم الصواريخ الإسرائيلية.
شكوى لبنانية أمام مجلس الأمن
وفي لبنان، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين العدوان الإسرائيلي، لافتة إلى حق سورية المشروع في الدفاع عن أرضها وسيادتها، ودعت في بيان المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى إدانة هذا العدوان واستعمال طائرات العدو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية لشن هجمات على دولة شقيقة في خرق واضح للقرار 1701، وأوضح البيان أن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل كلف مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة تقديم شكوى أمام مجلس الأمن بالخروقات الإسرائيلية الخطيرة التي تهدد الاستقرار في المنطقة والتي شكّلت خطراً على حركة الطائرات المدنية وكادت أن تتسبب بكارثة جوية كبيرة.
وفي لبنان، استنكرت اللجنة الدولية لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط العدوان الإسرائيلي، وأوضح مفوض اللجنة هيثم أبو سعيد في بيان أن مواصلة الكيان الإسرائيلي اعتداءاته على سورية مستخدماً الأجواء اللبنانية تعد تمادياً في المخطط المرسوم من قبل حلفاء “إسرائيل” ضد سورية، والذي فشل، وبيّن أن العدوان الإسرائيلي على سورية يعد خرقاً للقرار الأممي 1701 من خلال استخدام طائرات الاحتلال الإسرائيلية الأجواء اللبنانية لتنفيذ اعتداءاتها.
من جانبه، أكد وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية يوسف فنيانوس أن العدوان الإسرائيلي كاد يلحق كارثة بركاب طائرتين مدنيتين، وأضاف: إن لبنان نجا بأعجوبة من كارثة إنسانية كادت تصيب ركاب طائرتين مدنيتين في الأجواء اللبنانية في أثناء استباحة طيران العدو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية في عدوانه على سورية، وتابع: هناك اتفاق على أن يتقدّم لبنان بشكوى عاجلة إلى مجلس الأمن ضد “إسرائيل” وأخذ القرار الذي يحمي لبنان ومدنييه.
من جانبه استنكر المؤتمر الشعبي اللبناني العدوان الإسرائيلي والصمت الدولي والعربي حيال هذه الخروقات للقرارات الدولية، وأشار في بيان إلى أن العدوان الصهيوني الجديد على سورية محاولة فاشلة لوقف إعادة الأمن والاستقرار إلى كامل الأراضي السورية واستعادة سورية موقعها ومكانتها الريادية في المنطقة والعالم، وطالب الحكومة اللبنانية برفع شكوى إلى مجلس الأمن على خلفية الانتهاك الإسرائيلي الدائم للسيادة اللبنانية والعدوان على سورية.
بدوره استنكر حزب الاتحاد في لبنان العدوان الإسرائيلي، واستهجن قيام بعض الجهات اللبنانية باستغلال قضية الانفاق على الحدود في لبنان لتثير حولها ضجة واسعة في حين تلتزم هذه الأطراف الصمت على خرق العدو الصهيوني للقرار الأممي1701 من خلال استعمال الأجواء اللبنانية لتنفيذ عدوانه على سورية.
من جهته ندّد عضو كتلة التحرير والتنمية النيابية اللبنانية النائب علي عسيران بهذا الاعتداء الإسرائيلي، مؤكداً أن الكيان الإسرائيلي يسعى من خلال مثل هذه الاعتداءات إلى جر المنطقة للحرب، وطالب وزارة الخارجية اللبنانية بالتحرّك وتقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي ضد هذا الكيان لانتهاكه الأجواء اللبنانية وشن غارة على سورية.
واستنكر أمين عام جبهة البناء اللبنانية زهير الخطيب العدوان، ووجّه التحية للجيش العربي السوري الذي تصدّى له بكل اقتدار، ودعا الجيش اللبناني إلى رفع مستوى التنسيق مع الجيش العربي السوري بما يعود بالفائدة على البلدين.
وفي القاهرة، استنكر الحزب العربي الديمقراطي الناصري في مصر الاعتداء الصهيوني الغاشم على سورية، مؤكداً أن هذا الاعتداء جريمة تضاف إلى سجل جرائم كيان الاحتلال الصهيوني، وقال الحزب الناصري في بيان: إن المشروع الصهيوني قد فشل فشلاً ذريعاً في سورية، وأن تلك الاعتداءات التي يقوم بها كيان الاحتلال على فترات ما هي إلا إعلان هزيمة وفشل في تنفيذ مخطط التقسيم والفتنة الذي سعت دول الغرب والصهيونية لتحقيقه في سورية.
ولفت الحزب الناصري إلى أن الهزائم التي منيت بها التنظيمات الإرهابية المدعومة غربيا دفعت كيان الاحتلال إلى اتخاذ مثل تلك الخطوات بالعدوان المباشر في محاولة لمساعدة تلك التنظيمات، وبين أن الجيش العربي السوري ورغم الدعم الدولي للإرهابيين المرتزقة قد تمكن من تحقيق الانتصارات والحفاظ على الدولة وحماية مؤسساتها مدعوماً بالتفاف شعبي مدركاً حجم المؤامرة وأبعادها، ودعا إلى تضامن عربي واضح مع الدولة السورية في مواجهة الإرهاب والغطرسة الصهيونية، مؤكداً أن العدو الصهيوني سيظل هو العدو الأول للأمة العربية وأن كل ما يلحق بالأمة من محاولات تخريبية يقف وراءها كيان الاحتلال.
وفي تصريح خاص لمراسل سانا بالقاهرة قال الدكتور محمد أبو العلا رئيس الحزب الناصري: إن سورية اليوم صارت أيقونة العرب في الصمود والمواجهة أمام المشروع الصهيوأميركي المعادي للأمة العربية، وأن أي اعتداء على سورية هو اعتداء على العرب يجب التصدي له ومواجهته، وأضاف: إن تلك المحاولات اليائسة التي يقوم بها كيان الاحتلال الصهيوني لن تنال من عزيمة وصمود الشعب السوري البطل الذي يقود المواجهة وصمد طوال السنوات الماضية وستبقى سورية هي المنتصرة أمام كل محاولات الاعتداء وفي مواجهة المؤامرة.