الجيش الروسي يختبر سلاحاً استراتيجياً جديداً

رداً على إصرار حلف شمال الأطلسي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، على نشر أسلحته الاستراتيجية العالية الدقة بالقرب من حدود روسيا، أكد قائد البحرية الروسية الأميرال فلاديمير كورولوف جهوزية قواته للتصدي لأيّ تهديدات قادمة من جهة البحر، وقال خلال اجتماع في بطرسبورغ: إن “واشنطن وشركاءها في حلف الناتو عززوا في الآونة الأخيرة أنشطة التدريب القتالي والعملياتي قرب حدود روسيا، ونشروا أنظمة دفاع صاروخية بحرية أمريكية ومرافق عسكرية ومنظومات استراتيجية غير نووية للأسلحة العالية الدقة في المناطق البحرية المتاخمة لروسيا”، مضيفاً: إن “تعداد القوات البحرية الروسية يتيح صدّ أي تهديدات قادمة من جهة البحر”.
وأوضح كورولوف أن وجود البحرية الروسية في المياه العالمية تؤمّنه نحو مئة سفينة حربية من مختلف الصنوف، مشيراً إلى أن الغواصات النووية الروسية من الجيل الجديد ستكون عنصراً أساسياً في قوام قوات البحرية مستقبلاً، بينما ستشكل الفرقاطات وسفن الإنزال الكبيرة أساساً لمجموعات السفن في المحيطات.
وتعمد واشنطن وحلف الناتو إلى حشد قواتهما ونشر أسلحتهما قرب الحدود مع روسيا، وقد أعلنت روسيا مراراً أنها تنظر بعين الريبة والقلق إلى توسع الحلف شرقاً باتجاه حدودها، مؤكدة أنها تتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية أمنها والحفاظ على التوازن في المنطقة.
وفي حديث لافت للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعه مع أعضاء الحكومة أمس، قال: إن السلاح الروسي الجديد، المنظومة الفائقة لسرعة الصوت “أفانغارد” ستحمي روسيا لعقود عدة مقبلة، وأعلن عن نجاح اختبار المنظومة الاستراتيجية العابرة للقارات “أفانغارد”، مشيراً إلى اعتمادها من القوات المسلحة في العام القادم، إذ قال: “سيتم اعتماد المنظومة الاستراتيجية العابرة للقارات أفانغارد من الجيش الروسي في عام 2019. وسيتم نشر الفوج الأول لدى قوات الصواريخ الاستراتيجية”، معتبراً ذلك حدثاً كبيراً بالنسبة للقوات المسلحة الروسية والبلاد كلها، وأشار إلى أن الاختبارات النهائية للمنظومة الجديدة نظّمت وجرت بأمر منه.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت في وقت سابق، عن إجراء اختبار إطلاق صاروخ منظومة “أفانغارد” من القوات الاستراتيجية في منطقة دورمباروفسكي.
وقال الجيش الروسي: إنه اختبر بنجاح صاروخ “أفانغارد” فرط الصوتي، الذي شكّك خصوم روسيا بوجوده أصلاً، “لاعتباره ضرباً من الخيال”.
وذكرت وكالة تاس، أن عملية الإطلاق تمّت بنجاح وأن الصاروخ انطلق من مقاطعة أورينبورغ جنوبي روسيا وبلغ هدفه في ميدان كورا الاختباري في شبه جزيرة كامتشاتكا في الشرق الأقصى الروسي قاطعاً آلاف الكيلومترات.
وأشارت إلى أن الرأس الحربي المجنح الذي يحمله الصاروخ، تحرّك على مسارات وباتجاهات عمودية وأفقية ليختفي بذلك عن دفاعات العدو بشكل مغاير تماماً.
وأعلن قائد القوات الصاروخية الاستراتيجية الروسية سيرغي كاراكاييف مؤخراً، أن أنظمة “أفانغارد” فرط الصوتية ستدخل المناوبة عام 2019، وقال: إن “النماذج الأولى من هذه الصواريخ سيتم إلحاقها بفوج صواريخ دومباروفسكي جنوبي البلاد العام المقبل”.
من جهة ثانية، أكد قائد قوات الدفاع الجوي في روسيا الاتحادية، الجنرال ألكسندر ليونوف، أن أنظمة الصواريخ الروسية القصيرة المدى المضادة للطائرات “تور إم 2” أثبتت فعاليتها ضد الأسلحة العالية الدقة والطائرات دون طيار، وقال لصحيفة وزارة الدفاع “النجم الأحمر”: إن “الاعتماد على منظومات الدفاع الجوي القصيرة المدى تور إم 2 التي أثبتت جدواها بما في ذلك في سورية سيستمر باعتبارها واحدة من الوسائل الفعّالة في اعتراض الأسلحة العالية الدقة والمركبات الجوية دون طيار”.
وتشارك القوات الجوية الروسية منذ أيلول عام 2015 بناء على طلب من الجمهورية العربية السورية بدعم جهود الجيش العربي السوري في حربه على التنظيمات الإرهابية.
بدوره، أعلن السفير الروسي لدى فنزويلا فلاديمير زايمسكي أمس، أن روسيا لا تستبعد إمكانية إجراء رحلات جديدة للطائرات الروسية العسكرية الاستراتيجية إلى فنزويلا، وقال: إنه “في سياق التعاون الروسي الفنزويلي في هذا الاتجاه بطبيعة الحال لا تستبعد هذه الإجراءات في المستقبل وكما كان الحال من قبل مع الامتثال الكامل للمعايير الدولية”.
وكانت قاذفتان روسيتان استراتيجيتان من نوع “تو 160” إضافة إلى طائرتي “إن 124″ و”إيل 62” تابعتين للقوات الجوية الفضائية الروسية زارت في وقت سابق هذا الشهر فنزويلا بدعوة من الحكومة.
من جهته، أعلن رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس الاتحاد الروسي فيكتور بونداريف، أن موسكو لن تزيد نفقاتها الدفاعية على غرار الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى “ناتو”، لأن الميزانية الحالية للقوات المسلحة الروسية تمكّنها من مواجهة أي تهديد.