الاحتلال يعتدي على سبسطية بغاز سام.. والحفريات تهدد حي وادي حلوة
واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها القمعية بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، من اعتقال وقمع وحصار وتهجير قسري وهدم، في وقت تعمل بشكل ممنهج على إخلاء المدينة المقدسة من الفلسطينيين عبر حفر الأنفاق تحت منازلهم لإجبارهم على إخلائها، وبالتالي الاستيلاء عليها وإقامة وحدات استيطانية جديدة على أنقاضها.
فقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس طفلين فلسطينيين من بلدة بيت أمر شمال الخليل، وأغلقت مدخل قرية أبو مشعل شمال غرب رام الله بالضفة الغربية، كما أغلقت البوابة الحديدية عند المدخل الرئيسي لقرية دير أبو مشعل شمال غرب رام الله، ومنعت دخول وخروج الفلسطينيين منها.
وقال نائب رئيس مجلس القرية فواز البرغوثي: إن قوات الاحتلال أغلقت البوابة منذ ساعات الصباح الأولى بهدف التضييق على الأهالي الذين اضطروا إلى سلك طرق ترابية وعرة للخروج من القرية وصولاً إلى أعمالهم.
وفي بلدة سبسطية شمال نابلس، أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي البلدة، وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم: إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، واعتدت على الفلسطينيين في شارع المدارس، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق معظمهم من الطلاب.
بالتوازي، حذّر مركز معلومات وادي حلوة من أن عمليات الحفر وشبكة الأنفاق التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي أسفل حي وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك تهدّد الحي بأكمله مع تزايد التصدّعات والانهيارات الأرضية في منازل الحي وشوارعه، وقال مدير المركز جواد صيام: إن الحفريات المستمرة التي تنفذها سلطات الاحتلال في الحي تسبّبت في الآونة الأخيرة بأضرار كبيرة في المباني والشوارع، لافتاً إلى أن 70 منزلاً تضرّرت بشكل كامل، إضافة إلى ظهور تشققات في منازل أخرى. وأشار صيام إلى أن الأمطار الغزيرة في فصل الشتاء تزيد الأوضاع سوءاً، وتكشف عن تشققات وانهيارات أرضية وتصدّعات في المباني، مبيّناً أن سلطات الاحتلال تواصل أعمال الحفر في شبكة أنفاق متشعّبة أسفل حي وادي حلوة تبدأ من منطقة العين، مروراً بشارع حي وادي حلوة الرئيسي باتجاه ساحة باب المغاربة، وصولاً إلى السور الغربي للمسجد الأقصى.
وقال سمير الرويضي أحد أهالي الحي: إنه عثر مؤخراً على حفرة جديدة في أرض تابعة للكنيسة الأرثوذكسية في الحي نتيجة انهيار الأتربة بفعل هطول الأمطار، موضحاً أنها الحفرة الرابعة التي يعثر عليها في الأرض نفسها خلال هذا الشهر، لكنها الأكبر والأعمق والأخطر، حيث تبلغ مساحتها ستة أمتار وعمقها أربعة أمتار، ولفت إلى أن الانهيارات المتواصلة للأتربة تشكل خطراً كبيراً على مئات الفلسطينيين الذين يمرون يومياً من هذه الأرض.
من جهة ثانية، كشف رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار جمال الخضري، أن عام 2018 هو الأقسى والأكثر كارثية على قطاع غزة بسبب حصار الاحتلال الإسرائيلي الجائر المفروض منذ 12عاماً.
ونقلت وكالة معا الفلسطينية للأنباء عن الخضري قوله: إن “قطاع غزة نتيجة الحصار المستمر والممنهج يمر بأوضاع مأساوية اقتصادياً وإنسانياً بشكل غير مسبوق، حيث تجاوزت الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة 300 مليون دولار خلال العام الجاري”، وأوضح الخضري أن سلطات الاحتلال مازالت تمنع دخول مئات السلع إلى غزة، أهمّها المواد الخام اللازمة للصناعة ما أدّى إلى تضرّر نحو 90 بالمئة من المصانع وقلة دخل الفلسطينيين نتيجة تعطّل قرابة 300 ألف عامل وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب إلى نحو 65 بالمئة.
وأشار الخضري إلى أن مئات المحال التجارية والمصانع والورشات أغلقت أبوابها بشكل كامل خلال هذا العام، مطالباً كل المؤسسات والهيئات الدولية بالعمل خلال عام 2019 على تطبيق مواثيق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف والإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تجرّم الحصار والعقوبات الجماعية وإلزام الاحتلال الإسرائيلي برفع الحصار عن القطاع بشكل كامل.