العنف في المدارس الأمريكية يسجّل رقماً قياسياً
يجمع كثير من المراقبين على أن السياسات الهوجاء التي انتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه مقاليد السلطة في البيت الأبيض ساهمت كثيراً في رفع منسوب التوتر والعنف في العالم بشكل غير مسبوق، وأثارت غضب حلفائه وخصومه على حدّ سواء، ما أدّى إلى إشاعة أجواء من الكراهية والحقد على الولايات المتحدة حول العالم، ولا يخفى على أحد أثر الحروب التجارية التي أشعلها في العالم، والانقلاب على الكثير من الاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها الاتفاق النووي مع إيران واتفاقية المناخ، في صناعة جو من الحذر والريبة حول سياساته.
أما في الداخل الأمريكي، فقد انقلب ترامب على القوانين التي كانت سائدة قبل مجيئه كقانون الرعاية الصحية الذي أقرّه سلفه باراك أوباما ما أثار نقمة الطبقة الوسطى في المجتمع، ونظرته المعادية والفوقية إلى بعض القوميات، الأمر الذي أدّى إلى تعميق الانقسام ليس على مستوى الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة فحسب، بل على مستوى المجتمع بأسره، حيث تزايدت أعمال العنف المبنية على التمييز العنصري وخاصة ممارسات عناصر الشرطة البيض تجاه المواطنين من أصول إفريقية، فضلاً عن الشحن المتزايد ضد المهاجرين القادمين من دول أمريكا اللاتينية، ولا تزال مشكلة المهاجرين المحتجزين على الحدود مع المكسيك تقضّ مضاجع المشرّعين الأمريكيين. وليس بعيداً عن ذلك سياساته المتساهلة تجاه انتشار السلاح بين المواطنين الأمريكيين، وخاصة بين فئة المراهقين، الأمر الذي أدّى إلى انتشار العنف في أوساطهم، فقد كشف تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست أن العنف في المدارس الأمريكية بالأسلحة النارية سجّل رقماً قياسياً في العام الجاري، وأوضح التقرير أن المدارس بالولايات المتحدة شهدت في عام 2018 عنفاً بالأسلحة النارية لم يسبق له مثيل في السنوات الـ20 الماضية من حيث عدد الحوادث ودرجة التأثير، مشيراً إلى أن “أكثر من 4 ملايين طفل في العام الدراسي الماضي عانوا من إغلاق المدارس بسبب تهديدات مختلفة يرتبط 61 بالمئة منها على الأقل بالأسلحة النارية”.
وجرت في عام 2018 حتى الآن العشرات من حالات إطلاق النار في المدارس على الصعيد الفيدرالي، وتعرّض ما مجموعه 25 ألفاً و332 طالباً لمثل هذه الحوادث، وأطلقت النيران على 94 طالباً قتل منهم 33 وأصيب 61 آخرون بجروح مختلفة.
وشهدت مختلف المدن والولايات الأمريكية خلال السنوات الأخيرة تزايداً كبيراً في وتيرة عمليات وحوادث إطلاق النار، ولاسيما داخل المدارس على خلفيات وأسباب متعددة لتحصد المزيد من القتلى والمصابين، وتلقي الضوء على مجتمع يعاني الكثير من الأزمات والمشكلات العميقة.
ولا شك أن وصول شخص مثل ترامب إلى البيت الأبيض شجّع الكثير ممّن يعملون خارج الأوساط السياسية على ركوب هذه الموجة.
وفي شأن آخر، تسبّب هجوم الكتروني باضطراب واسع لحركة طباعة وتوزيع عدة صحف أمريكية أمس الأول.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن من بين الصحف التي شملها اضطراب التوزيع صحيفة لوس أنجلوس تايمز وصحفاً أمريكية كبيرة أخرى، منها ما هو مملوك لشركة تريبيون بابليشينغ مثل شيكاغو تريبيون وبالتيمور صن، بينما قال مصدر على معرفة بالوضع: إن الهجوم الالكتروني مصدره خارج الولايات المتحدة. وأوضحت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن الهجوم أدّى إلى تأجيل توزيع نسخة يوم السبت من صحف ذا تايمز وتريبيون وصن وصحف أخرى تصدر في مدينة لوس أنجلوس، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن النسخ الخاصة بالساحل الغربي من صحيفتي وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز تأثرت أيضاً بالهجوم.
بدورها قالت ماريسا كولياس المتحدثة باسم شركة تريبيون بابليشينغ: إن “الهجوم أضرّ بالأنظمة التي تستخدم لطباعة وإنتاج الصحف عبر ما نملكه في مختلف منشآتنا”.
ولم يتسنَّ الحصول على تعليق من ممثلي مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي “إف. بي. آي” حول الهجوم الالكتروني، بينما قالت متحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي: إنها تدرس الموقف.