لندن لم تحسم أمرها بالخروج من الاتحاد
يبدو أن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا تراوح مكانها حتى الآن رغم مرور سنتين تقريباً على استفتاء “البريكست” الشهير، فالمسؤولون في بريطانيا لم يحسموا أمرهم بعد بالخروج النهائي من الاتحاد، فهم منقسمون بين مؤيد ومعارض، ورئيسة الوزراء ماي التي ترى في الخروج من عباءة الاتحاد فرصة تاريخية، تخشى المواجهة في مجلس العموم وتراوغ على أمل أن تحدث خرقاً في جبل جليد معارضيها، في حين أن أحد وزرائها يناور، ويقول: إن هناك فرصة لإجراء استفتاء آخر على الخروج.. أما الاتحاد الأوروبي والذي بدا متشدداً في التعاطي مع لندن، ويضع شروطاً قاسية كرد فعل على الخروج، يحاول بين الحين والآخر القول إن شروطه ليست بهدف عودة بريطانيا، وإنما لضمان أمن الاتحاد والحفاظ على أعضائه، بين لندن وبروكسل يبدو أن الأمور ذاهبة إلى مزيد من التعقيد قد تودي ربما بمستقبل ماي السياسي، وتدفعها إلى الاستقالة.
وفي السياق أعلن وزير التجارة البريطاني وليام فوكس، أن هناك فرصة “بنسبة 50 في المئة” لاحتمال وقف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إذا رفض البرلمان اتفاق الحكومة مع الاتحاد الأوروبي بشأن عملية الانسحاب من الاتحاد الشهر المقبل.
وبحسب “رويترز”، قال فوكس وهو من المؤيدين البارزين للانسحاب من الاتحاد الأوروبي لصحيفة “صنداي تايمز”: إنه “إذا لم نصوّت لصالح ذلك، فلست متأكداً من (الخروج من الاتحاد الأوروبي) بنسبة أكثر من 50 في المئة”.
وفي الوقت الذي لم يتبق فيه سوى 3 أشهر على موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 29 آذار بدأت اتفاق رئيسة الوزراء تيريزا ماي ينهار ليفسح المجال بذلك أمام سلسلة من الاحتمالات ابتداء من الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق تجاري إلى إلغاء الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
وكانت ماي قد انسحبت في وقت سابق من الشهر الجاري من تصويت مزمع على اتفاقها بعد اعترافها بأن البرلمان سيرفضها، ومن المتوقع أن يصوّت النواب على الاتفاق في الأسبوع الذي يبدأ في 14 كانون الثاني.
وتسعى رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، لإنقاذ مسودة اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد استقالة وزير شؤون “بريكست” ووزراء آخرين احتجاجاً على المسودة التي يقولون بأنها ستسجن بريطانيا في فلك التكتل [الاتحاد] لسنوات.
في سياق متصل قال جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية: إن الاتحاد الأوروبي لا يحاول إبقاء بريطانيا داخل الاتحاد، ويريد بدء مناقشة مستقبل العلاقات في اللحظة التي يوافق فيها البرلمان البريطاني على الخروج من الاتحاد، وذلك إلى حد ما للتركيز على وحدته قبل انتخابات البرلمان الأوروبي في أيار.
وقال يونكر في مقابلة مع صحيفة فيلت أم زونتاج الألمانية: يجري التلميح إلى أن هدفنا هو إبقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي بكل السبل الممكنة. هذه ليست نيتنا. كل ما نريده هو وضوح علاقاتنا في المستقبل، ونحن نحترم نتيجة الاستفتاء.