مشهد درامي ..آخر يوم امتحان نصفي
لم يكن الجو هادئا كما يجب قبل الامتحان بساعة واحدة في أغلب المنازل.. تعالت أصوات كل من الأهالي والطلاب وكأن حدثا جللا سيحدث بعد قليل.. ولم تكن الأمهات بأحسن أحوالهن، فهن يطلبن القليل من التركيز في آخر يوم للامتحان، والطلاب ينادون بأعلى صيحات الهرج والمرج ويخططون لعطلة قد تبدو لهم في بادئ الأمر طويلة.. تتصارع الأفكار بين الأمهات والأبناء في كيفية قضاء العطلة عند الأهل والأقارب، أم في المولات والحدائق ومع الرفقة والأصدقاء.. وحمل معظم الطلاب أحلامهم بعطلة صاخبة باللعب والزيارات وتوجهوا لقاعات الامتحان وبدأت ساعة الصفر ووزعت أوراق الامتحان، والمضحك المبكي أن أغلب الطلاب يريدون الخروج قبل انقضاء نصف الوقت وهذا مخالف لقوانين وزارة التربية والتعليم، وفي نهاية المطاف انتهى الامتحان في يومه الأخير وما إن نظرت إلى باب أي مدرسة حتى شاهدت بحرا من الأوراق الممزقة المقطعة التي تنم عن فرح الطلاب بانتهاء الامتحان، يا لها من طريقة مخزية للتعبير عن الفرح بالانتهاء من العلم وهل للعلم نهاية؟.
كيف لجيل الغد أن يدرك أن كل علم ليس بالقرطاس ضاع.. أما المدّرسون فهم الحلقة الأضعف في مشهدنا، إذ حملوا الأوراق الامتحانية والمحصلات النصفية في حقائبهم وكانوا يتبادلون أطراف الحديث في طريقهم إلى منازلهم كيف سيقضون العطلة. الأوراق الامتحانية وكتابة المحصلات وتجهيز النتائج تحتاج لأسبوع وربما أكثر، وأكثر ما يشغل بالهم هو نتائج الطلاب التي يأملون أن تكون مرضية بنفس طريقة تفانيهم بالإعطاء..
وبالعودة للأهالي فإنهم سيؤجلون الكثير من الأمور الترفيهية لحين صدور النتائج التي ربما يحلمون بها في ليلهم.. وفي نهاية هذا اليوم الطالب يلهو ويلعب والأم تحلم بنتائج مرموقة والمدرس يعد أوراق كل شعبة على حدا للتصحيح.
عطلة سعيدة نتمناها للجميع
أمينة العطوة