ترامب يهدد بإغلاق الحدود مع المكسيك بالكامل
ترجمة: سلام بدور
عن الانديبندنت 29/12/2018
في سلسلة من التغريدات ادّعى الرئيس الأمريكي بأن إغلاق الحدود مع المكسيك سيكون عملية مربحة، لأن البلاد تخسر الكثير من الأموال في اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، والتي تسمح بالتنقل بين عمال البلدين والمعروفة باتفاقية (نافتا). هذه التعليقات تأتي في الوقت الذي يبدو فيه أن إغلاق الحكومة الجزئي للجدار سيستمر حتى عام 2019.
من جهتهم رفض الديمقراطيون فرض نفقات محدّدة على الجدار، على الرغم من أنهم أشاروا إلى أنهم سيكونون منفتحين لتمويل آمن للحدود بشكل عام، بينما رفض ترامب التراجع عن هذا الطلب وكتب في تغريدة له قائلاً: “سوف نضطر إلى إغلاق الحدود الجنوبية بالكامل إذا لم يعطنا الديمقراطيون المال لإنهاء الجدار، وتغيير قوانين الهجرة الساخرة التي أثقلت بلادنا، ومن الصعب تصديق وجود كونغرس ورئيس يوافقان على ذلك”.
وعندما سُئل رئيس المكسيك أندريس مانويل لوبيس اوبرادور عن هذا الموضوع، قال للصحفيين: “إنه أمر داخلي بالنسبة لواشنطن، ونحن نحرص بشدة على العلاقة مع حكومة الولايات المتحدة، ولكننا سندافع بالطبع عن سيادتنا دائماً، وسنحمي المهاجرين وندافع عن حقوقهم الإنسانية”.
من ناحية أخرى بدا ترامب مقتنعاً بحقيقة أن التعهد بتمويل خمسة مليارات دولار، أو ما يعادل أربعة مليارات جنيه إسترليني، والتي كانت ضمن وعوده الأساسية في حملته الانتخابية لن يكون ضمن أي اتفاقية، إلا أنه وبعد ردات الفعل السلبية لبعض أنصاره أصرّ على موقفه. ولأن هذا الخلاف يحمل في طياته اتفاقاً على مشروع قانون الإنفاق الحكومي الفيدرالي في الأيام الأخيرة من احتكار الجمهوريين في واشنطن، فقد قام مئات الآلاف من العاملين في القطاع العام بخفض عملهم، كما تمّ إغلاق خمس عشرة دائرة حكومية، كذلك أثر هذا المأزق على بعض الخدمات العامة. ومن جهتها تعهدت الديمقراطية البارزة في مجلس النواب نانسي بيلوسي بتمرير تشريعات لإنهاء عملية إغلاق الجدار بمجرد تولي حزبها السلطة في الثالث من كانون الثاني، إلا أن ذلك لن يضع حداً لحالة الجمود، فمجلس الشيوخ سيبقى بأيدي الجمهوريين، وإن تحويل أي مشروع قانون إلى قانون يحتاج توقيع ترامب.
بالمقابل كان الرئيس ترامب قد رفض عرض الديمقراطيين بالحفاظ على تمويل آمن للحدود عند المستويات الحالية البالغة 1.3مليار دولار، فبعد أن وافق الجمهوريون على مشروع قانون مع الديمقراطيين عادوا لاحقاً وقالوا بأنهم لن يصوتوا على أية مقترحات أخرى ما لم يتمّ الاتفاق عليها من قبل جميع الأطراف بما في ذلك ترامب. كما سعى مساعدو البيت الأبيض في مقابلات إلى إلقاء اللوم على الديمقراطيين، حيث قالت السكرتيرة الصحفية سارة ساندرز: “لقد غادروا طاولة الحوار كلياً لذلك نحن متباعدون بالفعل”.
أما المتحدث باسم عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي تشاك تشومر فقد قال بأنه تمّ إبلاغ البيت الأبيض بثلاثة مقترحات تمويلية فيدرالية تحوي على أموال لأمن الحدود، يمكن لمجلس الشيوخ ومجلس النواب تمريرها ويجب على السيد ترامب قبول واحدة منها.
من جهته صرّح عضو مجلس الشيوخ الجمهوري وأحد أقرب حلفاء ترامب في الكونغرس ليندسي غراهام بأن هناك مزيداً من المواجهات في الطريق قائلاً: “إلى نانسي بيلوسي والديمقراطيين في مجلس النواب، في حال عدم وجود أموال للجدار لن يكون هناك صفقة”.
وكان ترامب قد وعد منذ فترة طويلة بأن تدفع المكسيك ثمن الجدار لوقف الهجرة غير الشرعية، إلا أن حكومة الجار الجنوبي للولايات المتحدة سرعان ما أحجمت عن هذا الاقتراح!.