إحباط محاولات تسلل إرهابية في ريف حماة.. وعودة مئات المهجرين إلى قراهم في ريف دير الزور
تصدت وحدة من قواتنا المسلحة أمس لمحاولات تسلل مجموعات إرهابية إلى قرى آمنة ونقاط عسكرية بريف حماة الشمالي، وذلك في خرق جديد لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب، في وقت عثرت الجهات المختصة في بلدتي تلدو وتلبيسة بريف حمص الشمالي على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر بينها صواريخ حرارية من مخلفات الإرهابيين.
ووسط احتفال جماهيري وبمشاركة فعاليات شعبية وأهلية عاد نحو 300 شخص من أهالي دير الزور عبر ممر قرية الصالحية إلى قراهم وبلداتهم التي هجروا منها بفعل الإرهاب من ضمنهم العشرات من العسكريين الفارين أو المتخلفين عن الخدمة الإلزامية الذين تمت تسوية أوضاعهم مستفيدين من مرسوم العفو تمهيداً للالتحاق بالقطعات والتشكيلات العسكرية.
وفي التفاصيل، وجهت وحدة من الجيش متمركزة في محيط قرية شليوط بريف محردة الشمالي ضربات مركّزة باتجاه مجموعة إرهابية تابعة لما يسمى “كتائب العزة”، حاولت التسلل من قرية الزكاة باتجاه القرى الآمنة والقطعات العسكرية العاملة على حمايتها، وتم إفشال محاولة التسلل، وتحقيق إصابات مؤكدة في صفوف المجموعة الإرهابية، وفرار من تبقى من أفرادها، وتدمير أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم.
وتنتشر تنظيمات إرهابية من أبرزها تنظيم جبهة النصرة وما يسمى “كتائب العزة” و”الحزب التركستاني” التي تضم مرتزقة أجانب تسللوا عبر الحدود التركية في عدد من قرى وبلدات ريف حماة الشمالي، وتعتدي بالقذائف والأسلحة المتنوعة على المناطق المجاورة، وتتسلل نحو نقاط الجيش التي تحمي المدنيين في المنطقة بقصد الاعتداء عليها.
في الاثناء، عثرت الجهات المختصة بالتعاون مع الأهالي خلال استكمال أعمال تطهير قرى وبلدات ريف حمص الشمالي بعد إخراج الإرهابيين منها وإعلانها خالية من الإرهاب على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة من مخلفات الإرهابيين في تلبيسة وتلدو تتضمن مدافع جهنم وعبوات ناسفة وصواريخ حرارية ورشاش (23) ومسدسات حربية وقناصات وذخيرة متنوعة.
وحفاظاً على حياة المدنيين تواصل الجهات المختصة بالتعاون مع وحدات الجيش المتمركزة في المنطقة والأهالي عمليات تمشيط القرى والبلدات في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي بعد تطهيرها من الإرهاب، وذلك لرفع مخلفات الإرهابيين من أسلحة وذخائر ومفخخات، وتأمينها بالكامل لإعادة الحياة الطبيعية إليها.
من جهة ثانية عاد نحو 300 شخص من أهالي دير الزور عبر ممر الصالحية اليوم إلى قراهم وبلداتهم التي تهجروا منها بفعل اعتداءات تنظيم داعش الإرهابي من ضمنهم العشرات من العسكريين الفارين أو المتخلفين عن الخدمة الإلزامية من أبناء المحافظة تمت تسوية أوضاعهم مستفيدين من مرسوم العفو تمهيداً للالتحاق بالقطعات والتشكيلات العسكرية، وذلك وسط احتفال جماهيري أقيم في قرية الصالحية بمشاركة فعاليات شعبية وأهلية.
ولفت إسماعيل الصالح المسؤول عن التنسيق والتواصل مع الأهالي في “مبادرة أشبال العرين الوطني” في المنطقة الشرقية إلى أن هذه هي الدفعة الثانية التي تعود إلى حضن الوطن في غضون أسبوع واحد، مشيراً إلى أن العائدين إلى بلداتهم وقراهم والملتحقين بقطعاتهم العسكرية بعد تسوية أوضاعهم من المستفيدين من مرسوم العفو جاؤوا بناء على رغبتهم بالعودة إلى كنف الدولة السورية، لأنها الضامن الوحيد للأمن والاستقرار، ولا سيما العسكريين الفارين أو المتخلفين عن أداء الخدمة الذين أبدوا رغبتهم بالعودة لأداء واجبهم الوطني ضمن صفوف القوات المسلحة للدفاع عن الوطن.
وأكد المشاركون في الاحتفال أن تضحيات الجيش العربي السوري ودماء الشهداء الطاهرة كتبت فصول ملحمة تحرير المحافظة من رجس الإرهاب، داعين جميع الشباب إلى الالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري وكسب شرف القتال تحت راية الوطن حتى إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوعه وإعلانه خالياً من الإرهاب، وبيّنوا أن الاعتداءات الإرهابية التي طالت مختلف قطاعات ومفاصل الحياة في المحافظة وغيرها من المناطق التي طالتها يد الإرهاب توجب تضافر الجهود والتعاون بين الأهالي ومختلف الجهات المعنية للعمل على إعادة البناء والإعمار انطلاقاً من بناء الإنسان تمهيداً لعودة الحياة الطبيعية إلى البلاد وضمان مستقبل مشرق لأبنائه.
وعبّر العائدون عن سعادتهم البالغة بالعودة إلى حضن الوطن، مؤكدين أن مرسوم العفو أتاح لهم العودة إلى حياتهم الطبيعية وأن انتصارات الجيش العربي السوري التي خلصتهم من الإرهاب رسمت ملامح حياة جديدة لكل أبناء سورية.
سياسياً، أكد عضو مجلس النواب المصري مصطفى كمال الدين حسين أن المخطط الذي قامت الولايات المتحدة ودول غربية بتنفيذه عبر إدخال الإرهابيين إلى سورية ودعمهم كان يستهدف المنطقة بأكملها، وأشار إلى أن صمود سورية وانتصارات جيشها ووقوف حلفائها إلى جانبها أفشل هذا المخطط، ومنع أي محاولات للتدخل في السيادة السورية، وشدد حسين على أن العلاقات بين مصر وسورية قوية جداً، وهي تمتد عبر التاريخ، وقال: إننا مع سورية التي كانت ومازالت صاحبة حضور أساسي وفاعل على مستوى الأمة العربية.
وفي بيروت، أكد عضو كتلة التحرير والتنمية النيابية اللبنانية النائب أيوب حميد أن لبنان لا يمكن أن ينعزل عن الواقع الذي نعيشه، ولا يمكن إلا أن يكون مع الشقيقة سورية، وأضاف: إن التعاون مع سورية وزيادة التنسيق معها ضروري وأساسي لمصلحة لبنان وحكومته.
كما أكد وزير الخارجية اللبناني الأسبق عدنان منصور أن مصلحة لبنان الأساسية تكمن في توطيد العلاقات مع سورية، مشيراً إلى أن لسورية دوراً مهماً في حاضر ومستقبل الأمة العربية، وقال: إن سورية دفعت ثمناً غالياً في محاربة الإرهاب على أراضيها على مدى السنوات السبع الماضية، واليوم تخرج منتصرة لتعود إلى دورها العربي والإقليمي.
من جانبه دعا رئيس المكتب السياسي لحركة (أمل) جميل حايك الحكومة اللبنانية إلى تعزيز العلاقات وتوطيدها مع سورية، مشدداً على أن سورية هي المتنفس الاقتصادي للبنان ولا عروبة دون سورية، وأضاف: إننا أمام مرحلة يجب أن نستحضر فيها كل عناوين القوة والوحدة والتماسك على الساحة اللبنانية لمواجهة كل ما يخطط لبلدنا ومنطقتنا.
بدوره اعتبر اللقاء الإسلامي الوطني في لبنان أن عدم التنسيق والتعاون مع سورية ليس في مصلحة لبنان ولا اللبنانيين، ويعتبر انحيازاً إلى الدول التي تآمرت على سورية، وجاء في بيان للقاء: إن مصلحة لبنان مع سورية أكبر من كل المصالح مع الدول الأخرى.