الغنــاء.. والحب العام!
أكرم شريم
نعم.. اليوم سنتحدث عن الغناء!. لا تقولوا لي إن هذا الموضوع ليس مهماً، وهو شكلي في حياتنا وثانوي فإذا قلتم لي ذلك، فسأقول لكم: إن الغناء حياة!. ولكن حبذا لو ترتقي الأغاني عند شعراء الأغنية إلى مختلف الأفراح والمناسبات وصلة القربى، ومن ذلك وأتوكل على الله في سرد ما أردت قوله: أين هي الأغاني للأطفال؟!. هل يوجد من هو أحلى منهم ومن هو أهم منهم؟!.
والأخت: هذه الإنسانة الحريصة والحنونة وإلى أبعد الحدود على مصالح أشقائها، والعناية بهم وكأنها الأم الثانية ومنذ بداية حياتها وباستمرار!.
والأم.. أين أغاني الأم التي يجب أن تصدح وتملأ حياتنا؟!. هل يوجد في هذا العالم كله من ينكر ما تقوم به الأم من أجلنا، وكيف تحمل وتنجب وتربي وبكل حرص، حيث يولد الإنسان قطعة لحم صغيرة لا يرى ولا يسمع ولا يعرف شيئاً وتبدأ الأم بالعمل المواظب ومع كل المحبة وبكل القناعة والإخلاص على العناية به، وتنظيفه وإطعامه وتدفئته وكل وسائل راحته: ألا تستحق هذه الأم العظيمة أن نغني لها بل أن نتنافس في الغناء لها!.
وإذا أنجبت المرأة طفلة ألا يجب أن نغني لها ولهذه الطفلة الحلوة، هذه الأم الصغيرة، والتي كانوا يشعرون (أيام زمان) أن إنجاب البنت أقل أهمية من إنجاب الطفل الذكر!. رحم الله كل ذلك الظلم وأراحنا وأراح العالم أجمعين منه!.
وإلى ذلك، أين الأغاني الحلوة للفلاح هذا الإنسان الذي يزرع ويسقي ويعتني بمزروعاته لكي نأكل نحن ونطبخ ونتمتع بالفاكهة ومن كل الأنواع، والجميع يعلم أنه يعمل طوال العام في ذلك ومعظم الأرباح تذهب إلى (الضمّان) وباعة الجملة والمفرق!.
والعامل: هذا الإنسان الذي يبني لنا، ويبني حياتنا بكل جهد وصبر وعطاء!. وإذا كنا لا نريد أن نبالغ فهل يوجد شيء في حياتنا ليس للعامل فيه جهد وعمل وحرص وبإخلاص؟!. فأين نسكن نحن ومن بنى لنا ذلك؟! ثم كم تريحه وترفع من معنوياته الأغاني له وخاصة عند أهله وأسرته ومعارفه وجيرانه؟! وهل شعراء الأغاني وهم في نظرنا ونظر العالم كله من كبار الشعراء.. هل هم لا يعرفون أهمية مثل هذه الأغاني؟!.. إن الأغاني إذا أصبحت عامة وللعموم وعن العموم فقد تحررت من الأيدي التي لا تروّج إلا لأمر واحد، وهو الحب، ولا نعرف شيئاً عن هذا الحب وما وراءه من زواج وإنجاب أم ماذا وراءه؟!.
ثم هناك الغناء الشعبي والغناء للوطن وما أهمه وأحلاه وأعظمه!. وانظروا كمثال حين نستقبل الصباح مع فيروز، وما أجمل صباحات الأيام وهي تنطلق مع فيروز وننطلق معها. ذلك أن فيروز الحلوة هي إديث بياف العرب وإديث بياف هي فيروز العالم!.
وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نتعاون جميعاً، وكل الذين يستطيعون كي تحلق أغانينا بالحب (العام) في حياتنا وبكل أشكاله وأشخاصه وعظمته!.